: آخر تحديث

ظواهر في الأسماء والألقاب والانتماء (1 - 3)

8
9
9

الأسماء والألقاب ظاهرة اجتماعية إنسانية قديمة تعم المجتمعات كافة البدائية منها والمتمدنة، وتمثل عنواناً للشخص يميزه عن غيره، ولمّا كانت الأسماء المفردة تتكرر وتتشابه كان لا بد من إضافة اسمِ الأب والجد واسمِ الشهرة الذي يعم الأسرة أو العشيرة بأكملها.

ومن ناحية أنثروبولوجية يتم اختيار أسماء المواليد عند الشعوب من عدة مصادر، ومن أهمها أولاً، الديانة التي تدين بها، والطائفة الفرعية التي تنتمي إليها، وهي أسماء تتجاوز النطاق الإقليمي وتنتشر بحسب انتشار الدين، فقد تجد شعباً مسلماً غير عربي يمزج بين أسمائه المحلية والأسماء الإسلامية التي استقاها من دينه، والعكس صحيح بالنسبة لبعض الشعوب العربية التي يدين عدد من سكانها بالمسيحية.

ثانياً، أسماء الأسلاف السابقين: وهي من أهم مصادر الأسماء في الخليج العربي عموماً، وتحمل معنى التبجيل والامتداد والاعتزاز بالأسلاف الذين سمي المولود بأسمائهم.

ثالثاً، الثقافة المحلية السائدة: ونعني بها التسمية بالأسماء التقليدية في المجتمع القريب، التي تروق للوالدين، وهي تتباين بحسب الذوق. وهناك أسماء على الرغم من كونها عربية وإسلامية فإنه لا يتم التسمية بها في بلدان الخليج العربية بسبب كونها مرتبطة بمجتمعات وقبائل أخرى. رابعاً، البيئة الطبيعية التي تعيش فيها: البيئات الطبيعية كان لها انعكاس واضح في الأسماء.

خامساً، الشخصيات التاريخية ذات السمعة الطيبة: وذلك يبرز اتجاهات الوالدين والقيم التي تعجبهما في تلك الشخصيات (كالشجاعة والمروءة) والتسمية بأسماء الصحابة وقادة الفتوحات الإسلامية أو الزعماء الوطنيين. لكن بعض الأبناء يستهجن تسميته باسم غريب، فيلجأ إلى المحكمة لتغيير اسمه، وكلما جاء التغييرُ متأخراً وفي سن متقدمة كان تقبُّل الناس له أصعبَ، فيبقى الاسمُ الأول عالقاً في الذاكرة.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد