كذبت حماس ما ذكرته إسرائيل، فأظهرت تزويرها، وكانت فخورة بالفارق ما بين الرقم الذي قيل عن عدد قتلاها والرقم المسجل في دفاترها!
نفت حماس، وبكل ثقة، أن تكون قد خسرت منذ السابع من أكتوبر 12 ألف مقاتل، وكان النفي قاطعاً، وذكر البيان الصادر عنها أنها لم تخسر سوى 6000 من مقاتليها، فقط، ستة آلاف، واحد زائد ثلاثة أصفار، ثم واحد زائد ثلاثة أصفار خمس مرات أخرى، رقم ضئيل، أمام الذين اعتادوا على عد الملايين، لا يذكر، فقط هذا العدد الذي سقط بسبب مغامرة مدروسة لخالد مشعل، كان الهدف منها كما قال إسماعيل هنية بذل دماء جديدة، من أجل ماذا؟ هما لا يجيبان، هواتفهما مغلقة مثل هاتف السنوار، وأي سؤال سيبقى معلقاً حتى تتكشف التفاصيل من الذين خططوا ورسموا وأعطوا الأوامر، فهم منشغلون بإظهار كذب الإسرائيليين الذين ضاعفوا رقم من دفعوا أرواحهم من أجل من لا يستحقون.
حماس هربت من غزة، كل كوادرها القيادية تختبئ في «بيوت الضيافة»، في بقاع مختلفة، ليست من بينها فلسطين، كلهم بلا استثناء، حتى من يحاولون أن يجعلوهم رموزاً وصلوا إلى بر الأمان، هناك وهناك، والآخرون، الآلاف الستة الأخرى لم يحسبوا لأنهم أبناء فلسطين، هم ليسوا من حماس، ولم يقدموا أرواحهم فداء لفلان أبو علان الهارب، من تركهم دون غطاء أو توجيه، وقال «الجبن نصف الشجاعة»، والنصف الآخر بلا شك ستكون الحقائب المثقلة بالدولارات، التي لم يُصرف منها دولار واحد لتعمير غزة وغيرها طوال السنوات التي مرت.
حماس تعتبر كل أخواني يتبعها هو المقاتل، وإسرائيل لها رأي آخر، وهو أن كل شاب فلسطيني قادر على حمل السلاح يعتبر مقاتلاً، لهذا اختلف الرقم المعلن من الطرفين، فكل طرف وعقيدته، وكل عقيدة والمنبع الذي تغرف منه، والكذب صفة يتشارك فيها الطرفان، وتبقى الحقيقة، التي لا يمكن أن تغيب عنا، وهي «أن فلسطين باقية إلى يوم البعث العظيم».