: آخر تحديث

شهداء الوطن رجال قوة دفاع البحرين

34
36
37
مواضيع ذات صلة

لا نقول إلا ما يرضي ربنا (فإنا لله وإنا إليه راجعون)، ولا نختلف بأن الموت حق على كل أبن آدم وإن تعددت أسبابه، وقد جاء عن الشاعر كعب بن زهير:

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول

فالموت كما الحياة حقيقة نؤمن بها، ونسلم الأمر فيها لله، وأعلى درجات الموت هي الشهادة في سبيل الله، وقد جاءت الآيات المحكمات، والأحاديث الشريفة لتؤكد على منزلة الشهادة عند رب العالمين، وليس من شرف بقدر شرف الدفاع عن الوطن والأمة والدين والعرض، وهي الأمور التي تخفف مصابنا حين نعلم مكانة الشهداء، وحجم تضحياتهم من أجل أن يعيش الآخرين في أمن وسلام.

قبل أيام قدمت مجموعة من رجال قوة دفاع البحرين البواسل أرواحهم فداءً للوطن والأمة، فقد كانوا مع زملائهم في أداء الواجب العسكري المقدس للذود عن الحد الجنوبي في الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وهو واجب الأخوة والنصرة والمسئولية، وهذا ليس بغريب على رجال قوة دفاع البحرين منذ تأسيسها وهي تقدم التضحيات الكبيرة لنصرة الأشقاء والوقوف معهم.

وبحجم المصاب، والألم الذي شعر به كل مواطن ومقيم على هذه الأرض، وتألمت له الإنسانية في بقاع الأرض جراء الهجوم الغدر والخسيس على رجال قوة دفاع البحرين، إلا أن ذلك لا يزيد جنودنا البواسل إلا إصرارًا على نصرة الحق، ففي الفترة التي تسعى فيه الشقيقة الكبرى السعودية لمعالجة الأزمة اليمنية من خلال الدعوة لوقف القتال وفتح الحوار إلا أن أيدي الغدر والخيانة المتأصلة في جماعة الحوثي ومن يقف ورائها من الحرس الثوري الإيراني أبت إلا أن تقوم بمناورة خسيسة لعرقلة مسيرة الحوار والمصالحة.

فبطائرة مسيرة بدون طيار (درون) قامت بقصف جنودنا المرابطين، فأحدثت أصابات بليغة، وهي محاولة سافرة وقذرة بهدف عرقلة المساعي السعودية الحميدة والتي تسير على مسارين مختلفين، الأولى الصلح مع النظام الإيراني من خلال المبادرة الصينية، والثانية المساعي لحلحلة القضية اليمنية ودعوة فرقاء العمل السياسي باليمن للجلوس على طاولة الحوار لإيجاد مخرج للأزمة اليمنية التي استمرت قرابة الثمانية أعوام، وكلا القضيتين مرتبطتان ببعض، والمؤسف بأن المساعي السعودية تواجه بتيار إيراني متشدد، لا يريد الصلح والعيش بأمان، فرغم قبول النظام الإيراني بالجلوس مع السعودية لعمل تفاهمات للمرحلة القادمة إلا أن التيار المتشدد بإيران، وتحديداً الحرس الثوري الإيراني له رأي آخر، وهو المحاولة لتعكير تلك المساعي، ومحاولة إفشالها!.

لذا جاء العدوان الحوثي على موقع رجال قوة دفاع البحرين في محاولة وضع العصى في العجلة، وعرقلة المساعي التي تقوم بها السعودية، وإلا ما الهدف من إرسال طائرة مسيرة على موقع الحد الجنوبي بالسعودية لضرب رجال قوة دفاع البحرين، وهذه الضربة لن تمر مرور الكرام، وبلا شك أن هناك رد مناسب بحجم ذلك الهجوم القذر.

لقد كانت مشاعر الحزن على شهداء الوطن كبيرة، وقد شاهدناها في المقابر حيث دفن الشهداء بحضور ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ووزير قوة الدفاع وكبار الضباط والجنود والأهالي، وجاء المعزين من كل شبر بالوطن للوقوف مع أهالي الشهداء، معزين ومواسين، وهي وقفة مشرفة وليست بغريبة على المجتمع البحريني المتماسك.

الشهداء سجلوا أسماءهم في سجل الفخر والرفعة، فندعو الله أن يتقبلهم شهداء في أعلى جنات النعيم، وندعو للمصابين بالشفاء والتعافي، وهذا ما عهدناه من رجال قوة دفاع البحرين الذي يقدمون أرواحهم للدفاع عن الوطن والأمة، فرحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته، ونسأل لذويهم الصبر والسلوان.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد