فاروق جويدة
جاءت جميلة بوحيرد فى زيارة لمصر تحمل كل ذكريات البطولة والزمن الجميل للشعب الجزائرى الشقيق فى ازهى مراحل نضاله ضد الاستعمار الفرنسى..جاءت ابنة ثورة المليون شهيد إلى قاهرة المعز لتعيد ذكريات زمن الكرامة والشموخ الذى وحد شعوب هذه الأمة وهى تخوض معركتها ضد الاستعمار البغيض..
جميلة الفتاة التى حركت يوما ضمير العالم كله حينما واجهت حكما ظالما بالإعدام وبقيت فى السجن سنوات لكى تتحرر الجزائر وتخرج ابنة الثورة من سجنها لتكون قدوة للمرأة العربية فى ازهى عصور نضالها من اجل الحرية والاستقلال..فى زمانها ألهمت جميلة أقلام الشعراء فى العالم العربى وكتب فيها المبدعون مئات القصائد والمقالات وكتب فيها شاعرنا الراحل الكبير عبد الرحمن الشرقاوى رائعته مأساة جميلة وهى مسرحية شعرية تحكى بطولة هذه الفتاة الصغيرة ضد الاستعمار الفرنسى الغاشم|..لم تكن جميلة تمثل الجزائر حين وقفت فى وجه الاستعمار ولكنها كانت تمثل الأمة العربية كلها وقد خرجت شعوبها من قيود الاحتلال وتنطلق إلى آفاق الحرية وبعد عشرات السنين من الاحتلال خرج آخر جندى فرنسى من أرض الجزائر بعد أن قدم شعبها مئات الآلاف من الشهداء..وأصبحت جميلة أغنية من أغانى الحرية فى كل ربوع الأرض..وحين تزور القاهرة الآن حيث تقام لها عدة احتفالات للتكريم فهى تعيد لنا ذكريات تاريخ طويل بين مصر والجزائر، حيث كانت القاهرة تحتضن الثورة الجزائرية بكل رموزها بزعامة احمد بن بيلا ورفاق كفاحه الطويل..إن القاهرة حين تحتفى بجميلة بوحيرد فإنها تستعيد زمن الكرامة والنضال..إن الشعب الجزائرى مازال يذكر تلك الأيام التى وحدت بين مصر والجزائر فى ملحمة النضال من اجل الحرية ولم ينس المصريون وقفات الشعب الجزائرى مع جيش مصر وهو يخوض حرب اكتوبر 73 لتحرير سيناء..لقد أعادت زيارة جميلة بوحيرد للقاهرة كل ذكريات الزمن الجميل حين توحدت إرادة هذه الأمة واستطاعت أن تطهر أراضيها وتحرر إرادتها وما أحوج هذه الأمة الآن أن تستعيد صفحات من تاريخها المضىء ونضال شعوبها من اجل الحرية..أهلا بجميلة بوحيرد فى مصر ابنة الجزائر المناضلة التى سطرت يوما أجمل وأعظم الصفحات فى تاريخ الشعب الجزائرى الشقيق..