: آخر تحديث

تأهلنا لكأس العالم فأسكتناهم

4
3
2

علي الخزيم

ابتهج (شعب طويق) بتحقيق التأهل لمنافسات كأس العالم لكرة القدم المقبلة وهو استحقاق يليق بمملكتنا الحبيبة كما تحقق هذا الإنجاز لعدد من الدول العربية الشقيقة مِمَّا يزيد فرحتنا وسعادتنا كإخوة متكاتفين بشتى الميادين، فهنيئًا لنا هنا بالقيادة الرشيدة الحكيمة الساهرة للعمل على تحقيق الإنجازات الحضارية الباهرة المتتابعة للوطن والشعب الوفي بقيادة رائد نهضتنا المباركة خادم الحرمين الشريفين؛ يعضده عراب الرؤية سمو ولي العهد حفظهما الله سبحانه، وهذا الإنجاز الرياضي المتجدد كان محل إعجاب الكثير من الإخوة الأشقاء عربًا ومسلمين؛ وأعربوا عن هذه المشاعر عبر وسائل التواصل والوسائط المتعددة؛ غير أن هناك من لم يعجبه هذا الإنجاز السعودي!

فمن المؤسف أن يظهر متحدث عبر برنامج رياضي بثته فضائية عربية وسمح له بالتقليل من شأن التأهل السعودي؛ بل إنه قد تجاوز حدود اللباقة والمتعارف عليه بمثل هذه الحوارات ليتطاول على الجماهير الرياضية السعودية واصفًا إياها بأوصاف مُفتراة مؤذية؛ فمِمَّا قال: (لو كان هذا الجمهور يحضر لبلادنا لمشاهدة مباراة لَمَلأ شوارعنا بالمُفخَّخات والمتفجرات)! وكان كَمَن يتقيَّأ قَيْحًا مِمَّا بنفسه تجاه المملكة وقيادتها وشعبها بدافع فكر طائفي مَقِيت يُحيل كل قضية ومناسبة ومنافَسَة لمِجهر ذاك الفكر المُتحجِّر المتوقف عند قوالب لا تتزحزح لجمودها عن إدراك الواقع والحقائق ومُتغيرات الزمن المحيط بها؛ أفكار عفا عليها الزمن ما زالت تُلَوّث عقول طغمة هي محل ازدراء العالم.

إن قلنا ذاك سفيه طائفي قد صودر عقله وفكره وكُبِّلت مَلَكَاته؛ فكيف نقول عن مواطن يظهر بمقاطع مصورة أو عبر برنامج رياضي تبثه فضائية محلية يُقلل من قدرات بعض لاعبي منتخبنا الوطني لكرة القدم المتأهل لكأس العالم؛ وآخر ينادي بضرورة اعتزال أكبر نجم بالمنتخب بل هو قائده وهو مَن حظي بجائزة أفضل لاعب بالقارة للمرة الثانية؛ وما كان يُحزنه سوى أنّه يرتدي قميصًا مغايرًا لألوان فريقه المفضل، فلا يهمه انتصار الوطن وتقدمه الرياضي بقدر اهتمامه بشعار ناديه، وهذه ـ وأيم الله ـ مَنقَصة وانتهاك للواجبات الوطنية.

ويحق للمواطن المشاهد المتابع للبرامج الرياضية المحلية وهو يرى ويسمع مثل تلك الأصوات الخارجة عن أُطُر الواقع التحليلي والنقاش المحايد والنقد الهادف أن يتساءل: لماذا يُصِرّ مُعِدو ومُقَدمو (بعض) تلك البرامج على استضافة مثل أولئك المتجاوزين بطرحهم؛ المُتَحيّزين بشكل حاد لِلَون وشعار دون غيره حتى بلغوا مبلغ التشكيك بقدراتنا الوطنية؛ متناسين أرقام الصرف السّخي الذي تقدمه قيادتنا ـ أعزها الله سبحانه ـ للرياضة كغيرها من المجالات؛ وجاحدين للجهود الخيّرة التي تبذلها بدأب وسهر الأجهزة والدوائر المعنية برياضتنا.

ولا أشك أن الكثير مِن متابعي الطرح الرياضي ينادون بالعمل على رصد ومحاسبة أصوات النشاز بالداخل؛ واتخاذ إجراءات مناسبة للتصدي لأبواق الخارج المأجورة لجهات لا تريد لنا ولبلادنا خيرًا؛ ولا تترك مناسبة دون أن تستغلها لتشويه سمعة أوطاننا والتقليل من أي إنجاز وطني؛ أما بعد: فمن أولوياتنا أن نحمد المولى سبحانه بأن وهبنا كل هذه الإمكانات وقَيَّض لنا قيادة عادلة رشيدة تدير شؤون البلاد ومقدراتها بحكمة واقتدار.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد