عبده خال
هل بالإمكان أن يعطّل شخص ما موهبةً فذة، ويمنعها من الظهور؟
هذا السؤال أعلّقه على ردهات الفن الغنائي تحديداً.. فموروث الذاكرة الغنائية يحتفظ بقصصٍ عديدةٍ بأن فنانة أو فناناً عطّل مواهب عديدة عاصرته خشية من أن يتفوق عليه أحدهم.
وجلّ المتابعين للفن الغنائي يحمل حكايات وحكايات في هذا الجانب، ومع مرور الزمن تتكشّف الحقائق أن كل ما قيل ليس صحيحاً.
والمتابعون هم من يصيغون تلك الحكايات، ومع ترديدها تتحوّل إلى حقيقة في أذهان الناس، فمثلاً كثير من الناس ترسّخ في بالهم أن المطربة أسمهان أودت بحياتها حادثة مرورية مدبّرة، وأن أم كلثوم هي من دبّرت تلك الحادثة، ومضت السنون وذلك الوهم ساكن في ذاكرة الناس.. وسمعنا، وقرأنا قصص العداء المبطن ما بين عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش، وأن حليم وضع السلم بالعرض لكي يمنع فريد من الظهور، وأنه حاول اعتراض طريق هاني شاكر، وقرأنا العدائية بين الفنانات، وأن كلّاً منهن تتربص بالأخرى؛ لكي تمنعها من الظهور والنجاح (ولو بسطنا حكايات العداء المحكي بين: فايزة أحمد، ووردة الجزائرية، ونجاة الصغيرة، وشادية، فلن تنتهي الحكايات)، هي حكايات ليس لها أي تأكيد في حقيقة الواقع، فمن ذكرتهم، ظهروا ونجحوا، وخلّدوا أعمالاً عظيمة، ولو أنهم استسلموا لشعورهم بالمظلومية لما غنّى أي منهم، ولما قدّم أي منهم أعمالاً خالدة.
هذا الأيام ارتجت منصة (x) بأقاويل عن ثمة قوى عملت على تعطيل أو محاربة أسماء فنية من مواصلة فنها!
وهي تهمة تبرر تقاعس من لم يواصل الجهد والتحدي في تقديم فنه، فالنجاح ليس أن تُعرف، بل في مواصلة الجهد في أن تظل ناجحاً.
والشعور بالمظلومية لا يحقّق نجاحاً، فذاك الشعور يثبط عزيمة البحث عن طرق النجاح، ويجعل الطريق مغلقاً دائماً لمن لديه ذلك الشعور.
ألا يقال إن النجاح هو المحافظة على القمّة، ومن لديه أعذار في عدم مواصلة النجاح فليُرِحْ نفسه، وليُرِحْ الناس من شكواه.