إيلاف من لندن: يتوجه البريطانيون غدا الخميس إلى صناديق الاقتراع لانتخاب 650 نائبا في مجلس العموم، وتشير توقعات استطلاعات الرأي إلى فوز كاسح لحزب العمال في مشهد لم يكن كثيرون يتوقعونه في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2019.
وتشير بعض استطلاعات الرأي إلى أن حزب العمال يتقدم بفارق مذهل قدره 20 نقطة مئوية على المحافظين، وهذا يعني أن السير كير ستارمر قد يصبح رئيسًا للوزراء بأغلبية تزيد عن 200 مقعد، وهو أكبر عدد حصلت عليه أي حكومة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ويأمل حزب العمل وزعيمه، السير كير ستارمر، في استعادة الناخبين المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذين فقدوهم في عام 2019، في حين أنه من المتوقع أن يسجّل حزب المحافظين برئاسة رئيس الوزراء ريشي سوناك أسوأ نتيجة انتخابية في تاريخه الممتد على مدى قرنين من الزمن.
ومع طي بريطانيا صفحة تاريخية يوم غد الخميس، وبعد سنوات صعبة عايش خلالها البريطانيون خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي والأزمة الاقتصادية والاجتماعية وانتشار كوفيد وفضائح وعدم استقرار سياسي مع تعاقب ثلاثة رؤساء وزراء محافظين عام 2022 وخمسة منذ عام 2010، يتطلع الناخبون إلى شيء واحد فقط، وهو التغيير.
لا أجواء تفاؤل
وفي حين تقول التقارير إنه لا تسود اجواء تفاؤل او أمل مفرط، فإن البريطانيين على استعداد لمنح فرصة لكير ستارمر زعيم حزب العمال المتقشف وغير المعروف كثيرا البالغ من العمر 61 عاما، هو محام سابق مدافع عن حقوق الانسان شغل منصب المدعي العام قبل ان ينتخب نائبا قبل تسع سنوات.
ويفترض أن يصبح رئيسا للوزراء لأن هذا المنصب يتولاه عادة رئيس الحزب السياسي الذي يحصل على غالبية المقاعد في الانتخابات التشريعية.
لا شخصية كاريزمية
ولا يتمتع كير ستارمر بشخصية كاريزمية ولا يحظى بشعبية كبرى. لزم حذرا كبيرا بل حتى غموضا خلال الحملة الانتخابية، حرصا منه على الحفاظ على تقدم حزبه بفارق 20 نقطة على المحافظين.
أما وعوده، فبقيت محدودة، إذ حذر منذ الآن بأن حزب العمال لا يملك “عصا سحرية”. لكن هذا الرجل ذو الأصول المتواضعة، وهو ابن صانع أدوات وممرضة، يتحدث عن النزاهة وحس الخدمة في السياسة.
وقال ستارمر الثلاثاء "أول شيء سأفعله (عند تولي رئاسة الحكومة) سيكون تغيير عقلية السياسة التي يجب أن تكون سياسة في خدمة" الشعب مذكرا بالفضائح العديدة التي طالت في السنوات الماضية سلطة المحافظين.
وأضاف: "البلاد أولا، ثم الحزب".