كييف: قُتل ستة أشخاص على الأقل وأُصيب نحو 80 آخرين في ضربات روسية ليلية استهدفت كييف ومدنًا أخرى في أوكرانيا بينها خاركيف في الشرق، على ما أعلنت السلطات المحلية الثلاثاء، ما أدّى إلى اشتعال النيران في مبان سكنية وتحويل أخرى إلى أنقاض.
في الأسابيع الأخيرة، تبادلت كييف وموسكو الاتهامات بتكثيف الضربات على مناطق مدنية خلّفت أحيانًا أعدادًا كبيرة من القتلى فيما لا تزال الجبهة شبه مجمّدة.
وقال حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف "إن عدد القتلى بعد ضربات من العدوّ وصل إلى خمسة وأُصيب 51 شخصًا".
صباح الثلاثاء، عملت فرق الإنقاذ على إجلاء السكان المصابين وكانت وجوه بعضهم ملطّخة بالدماء، حسبما أفاد مصوّر وكالة فرانس برس.
وحاول عناصر الإطفاء إخماد النيران في أنقاض مبنى استُهدف، فيما كان فريق إغاثة يبحث على ناجين.
في بافلوغراد في منطقة دنيبروبتروفسك (وسط) "قُتل شخص وأُصيب آخر"، بحسب المسؤول المحلي سيرغي ليساك.
في كييف، أُصيب 22 شخصًا نُقل "13 منهم إلى مستشفيات بينهم ثلاثة أطفال"، على ما أعلن رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية فيتالي كليتشكو على تلغرام.
وأشارت وزارة الداخلية الأوكرانية إلى أن شخصًا واحدًا في "حالة وفاة سريرية"، لكن السلطات المحلية في كييف لم تؤكد بعد حالة الوفاة هذه.
ولفت كليتشكو إلى احتراق مبنى ومركبات في حيّ سفياتوشينسكي حيث عُثر على رأس حربي غير منفجر لصاروخ في إحدى الشقق.
وفي حيّ بيشيرسك، اندلع حريق في مبنى "غير سكني".
"الوضع مرعب"
وتقول الطالبة دارينا بودنتشوك (17 عامًا) لوكالة فرانس برس قرب مبنى مدمّر في العاصمة إنها تشعر بـ"انزعاج".
وتضيف "الوضع مرعب"، مشيرة إلى تحطّم نافذة في شقتها.
من جهتها، تنتظر إرينا زاليزنا (25 عامًا) أن تتمكن من العودة إلى شقتها في مبنى تحطمت نوافذه أيضًا.
وتقول "لكن الحمدلله كل شيء على ما يرام (...) والكلّ لا يزال على قيد الحياة".
وأُصيب ثلاثة آخرون بشظايا صواريخ في منطقة كييف، على ما أعلن رئيس الإدارة العسكرية رسلان كرافتشنكو.
وأكّد رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال أن بلاده "ستجعل روسيا تدفع ثمن المعاناة والألم الذي تسببت فيه".
وقال قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني إن روسيا استهدفت أوكرانيا بـ41 صاروخًا من طراز S-300 وS-400 وKH-101 وKH-555 وKH-55 وKH-22 وKH-59 واسكندر.
وأسقطت الدفاعات الجوية ما مجموعه 21 صاروخًا، بحسب زالوجني الذي أكّد أن هذه الصواريخ "لم تصل جميعها إلى هدفها"، دون أن يقدّم مزيدًا من التفاصيل.
وتطالب أوكرانيا بشكل عاجل بمزيد من الأصول الدفاعية المضادة للطائرات من حلفائها الغربيين، وحددت لنفسها هدف استعادة السيطرة الجوية في هذه الحرب خلال العام الجاري.
وكثّفت كييف هذا الشتاء ضرباتها بالصواريخ والمسيّرات في الأراضي الروسية، مستهدفة بشكل خاص مدينة بيلغورود.
وأعلن مجلس الدوما بالبرلمان الروسي أنه صوّت الثلاثاء على نص يناشد الأمم المتحدة والبرلمانات في جميع أنحاء العالم بشأن الهجمات الإجرامية" التي تشنها أوكرانيا "ضد المدنيين على الأراضي الروسية".
وتؤكد موسكو بشكل منهجي بعد عامين من بدء الحرب التي شهدت تدمير عدد كبير من المواقع السكنية، أنها تستهدف الأهداف العسكرية حصرًا.
الثلاثاء، ذكّر الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن الجيش الروسي "لا يضرب الهياكل الاجتماعية (...) والمدنيين".
وأكّدت وزارة الدفاع الروسية أنها ضربت منشآت انتاج "صواريخ ومكوناتها وذخائر ومتفجّرات"، مشيرة إلى أنها أصابت أهدافها كالعادة.
غير أن الكثير من المدن الأوكرانية أبرزها ماريوبول وباخموت لحق بها دمار واسع منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط (فبراير) 2022.