موسكو: رفضت اللجنة الانتخابية الروسية السبت طلب ترشّح الصحافية والسياسية إيكاترينا دونتسوفا، الناشطة من أجل الديموقراطية ووقف الهجوم الذي بدأ قبل نحو عامين في أوكرانيا، للاستحقاق الرئاسي المقرر في آذار/مارس.
وذكر التلفزيون الروسي أن اللجنة أشارت إلى "أخطاء في المستندات" التي قدمتها دونتسوفا لتسجيل ترشيحها.
وأعلنت رئيسة اللجنة إيلا بامفيلوفا أن اللجنة رفضت بالإجماع ترشيح دونتسوفا البالغة 40 عاما للانتخابات الرئاسية.
وخاطبتها بالقول "أنت امرأة شابة، والحياة أمامك".
وفور الإعلان، أعربت دونتسوفا للصحافيين عن أسفها للقرار "المحزن" حيال "مبادرة شعبية".
استئناف
وأعلنت عبر تلغرام عزمها استئناف القرار "غدا" أمام المحكمة العليا الروسية، مؤكدة أن "الأمر لن ينتهي عند هذا الحد".
وفي الواقع، لا يمكن أن يُكتب لهذا الإجراء النجاح، إذ لا يمكن لأي مرشح يعارض بشكل مباشر سياسة الكرملين أن يحظى بفرصة الحصول على إذن من السلطات.
وقالت دونتسوفا عبر تلغرام "لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي! إنها آخر فرصة قانونية ليعبر المواطنون فيها عن عدم موافقتهم على السياسات التي تنتهجها السلطات الحالية".
وأضافت "يجب أن يكون لدى الروس خيار!" مؤكدة أن "آلاف الأرواح تتوقف على قراركم".
وطلبت دونتسوفا من قادة حزب "يابلوكو" الليبرالي دعم ترشيحها، مؤكدة أنه لم يعد لديها ما يكفي من الوقت لتقديم طلب جديد كمرشّحة مستقلة.
وكتبت على تلغرام أن "يابلوكو"، وهو أقدم حزب ديموقراطي في روسيا "ينبغي ألا يقف على الهامش. ولا بدّ من أن يتسنّى للروس الاختيار".
وكشفت دونتسوفا للصحافيين السبت "نحن الآن بانتظار ردّ رسمي أو علني لمعرفة إذا ما كان (الحزب) مستعدّا لدعمي لكي نستوفي شرط المهلة القصوى" المحدّدة في الأول من كانون الثاني/يناير.
وفي بثّ على "يوتيوب" السبت، قال غريغوري يافلينسكي، أحد مؤسسي "يابلوكو"، إن حزبه لا ينوي ترشيح أحد.
ولم يعلّق يافلينسكي البالغ من العمر 71 عاما على طلب دونتسوفا دعم ترشيحها، قائلا إن "لا فكرة" لديه عنها.
ويخوض مرشحو الأحزاب السياسية مسارا أقلّ صعوبة للترشح للانتخابات من المستقلين.
وينبغي لهم جمع توقيع 100 ألف مناصر بحلول نهاية كانون الثاني/يناير، في مقابل 300 ألف للمرشحين المستقلين.
وفي هذا الصدد، قالت رئيسة اللجنة الانتخابية السبت إنها تلقت 29 طلب ترشح للانتخابات الرئاسية، من بينهم طلب الرئيس فلاديمير بوتين.
مسألة شائكة
ويسعى بوتين الذي يتولى السلطة منذ 2000 (بعد أن كان رئيساً للوزراء في عام 1999)، إلى الفوز بولاية جديدة مدتها ست سنوات في الكرملين، وهو ما يعد مسألة شكلية في ظل الظروف الراهنة، بعد أن تم قمع المعارضة في السنوات الأخيرة.
وهو أكّد هذا الشهر مشاركته في الانتخابات المزمع عقدها على ثلاثة أيام اعتبارا من الخامس عشر من آذار/مارس.