تل أبيب: أشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس بـ"العقل الاستراتيجي" لهنري كيسنجر، قائلاً إن قلة ساهموا في تشكيل التاريخ كما فعل سلفه الذي رحل عن مئة عام.
وقال بلينكن خلال زيارته تل أبيب وإلى جانبه الرئيس الاسرائيلي اسحق هرتسوغ، إن كيسنجر "كان سخيا بشكل استثنائي بحكمته ونصائحه. قله من الناس كانوا طلابا أفضل للتاريخ (...) بل إن عددا أقل فعلوا أكثر لتشكيل التاريخ من هنري كيسنجر".
وفي بيان صدر في وقت لاحق، قال بلينكن إن كيسنجر غالبا ما كان يقدم له النصح، بما في ذلك خلال رحلة قام بها في وقت سابق من هذا العام إلى الصين التي زارها كيسنجر عام 1971 محدثا تغييرا في مسار الحرب الباردة.
وقال بلينكن "إن تولي رئاسة الدبلوماسية الأميركية اليوم يعني التحرك في عالم يحمل بصمة هنري الدائمة (...) من العلاقات التي صاغها إلى الأدوات التي كان رائدا فيها".
وتابع "كانت قدرة هنري الثابتة على استخدام عقله الاستراتيجي وفكره في مواجهة التحديات الناشئة في كل عقد يمر، ما يدفع الرؤساء ووزراء الخارجية ومستشاري الأمن القومي وغيرهم من المسؤولين من كلا الحزبين لطلب مشورته".
أحداث مثيرة للجدل
لكن بلينكن المنتمي الى الحزب الديموقراطي لم يتطرق للأحداث المثيرة للجدل التي شابت مسيرة عملاق السياسة الخارجية الجمهوري الذي روّج للقوة الأميركية ضمن نظريته عن السياسة الواقعية.
فقد بارك كيسنجر الانقلاب الذي أطاح بالرئيس الماركسي المنتخب في تشيلي سلفادور الليندي وأعطى الضوء الأخضر لاندونيسيا لتغزو تيمور الشرقية وغض النظر عن الفظائع التي ارتكبتها باكستان في بنغلادش وأعطى الضوء الأخضر سرا لقصف كمبوديا ولاوس.
لكن كيسنجر الذي عمل في إدارة الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، نال الثناء لدبلوماسيته المكوكية في الشرق الأوسط بعد الحرب العربية الاسرائيلية عام 1973.
وقال هرتسوغ "نحن معجبون بشدة بهنري كيسنجر" الذي من بين إنجازاته الأخرى "وضع حجر الأساس" لمعاهدة السلام الإسرائيلية مع مصر عام 1979.
أضاف "في محادثتنا الأخيرة أنهي الاتصال بالقول: سيدي الرئيس أرجو أن تعلم أنني أحببت واحترمت ودعمت دائما دولة اسرائيل".
ونجح كيسنجر في إبعاد الدول العربية عن راعيها السوفياتي وتثبيت دور الولايات المتحدة كوسيط رئيسي وضامن للأمن في المنطقة.