شيّع حزب الله الخميس ستة من مقاتليه، بينهم نجل رئيس كتلته البرلمانية النائب محمّد رعد، بعد مقتلهم بنيران إسرائيلية في جنوب لبنان الذي يشهد تصعيداً متفاقماً منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة المحاصر.
وتزامن التشييع مع إعلان حزب الله شنّ أكثر من 15 عملية عبر الحدود مستهدفاً مواقع إسرائيلية، بينها عملية إطلاق 48 صاروخاً، في أكبر عملية اطلاق للصواريخ من لبنان منذ بدء التصعيد.
قياديان
وليل الأربعاء - الخميس، أعلن الحزب في بيانات منفصلة مقتل خمسة من عناصره "على طريق القُدس"، وهي عبارة يعتمدها لنعي عناصره الذين يُقتلون خلال تبادل القصف الأخير مع إسرائيل. كما أعلن الخميس مقتل عنصر سادس.
وبين القتلى الخمسة قياديان على الأقل في قوة "الرضوان"، التي تعد قوة النخبة في حزب الله، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الحزب وكالة فرانس برس.
وعدّد الحزب من بين أسماء قتلاه عبّاس محمّد رعد، الذي كان مصدر مقرب من العائلة أفاد فرانس برس أنه "استشهد مع عدد من عناصر الحزب" جراء غارة اسرائيلية استهدفت منزلاً كانوا بداخله في قرية بيت ياحون في جنوب لبنان، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيانات عدة قصف أهداف لحزب الله في لبنان، من دون تحديد مواقعها.
وشيع حزب الله الخميس المقاتلين الستة في بلداتهم المختلفة.
وشارك بضعة آلاف في تشييع رعد في بلدة جباع الجنوبية، ومنهم من حمل رايات حزب الله والأعلام الفلسطينية.
وخلال تشييع رعد، قال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين إن "المقاومة تقدم تضحيات كبيرة لكنها أيضاً من لبنان إلى فلسطين، واليمن والعراق (...) تثبت أنها مقاومة قوية".
وتشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً متفاقماً بين إسرائيل وحزب الله منذ شنت حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر هجوماً غير مسبوق على إسرائيل التي تردّ بقصف مدمّر وعملية برية في قطاع غزة المحاصر.
عبد اللهيان
وخلال زيارة إلى بيروت، التقى خلاله الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، حّذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الأربعاء من اتساع رقعة الحرب في غزة في حال لم يستمر العمل بالهدنة الموقتة التي أعلن عنها الأربعاء ومن المفترض أن تشمل تبادل رهائن وأسرى.
وكان من المفترض أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ الخميس عند الساعة 08,00 بتوقيت غرينتش، لكن مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين أعلنوا أنه لن يبدأ سريانه قبل الجمعة.
وقال صفي الدين خلال التشييع "حينما يلجأ (رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو إلى الصفقة يعني أنه عاجز عن تحرير الأسرى كما كان يدّعي بالقوة وعاجز عن القضاء على حماس والمقاومة".
ومنذ الثامن من تشرين الأول/اكتوبر، ينفذ حزب الله عمليات يومية ضد أهداف عسكرية إسرائيلية قرب الحدود، واضعاً ذلك في إطار دعم قطاع غزة و"تأييداً لمقاومته".
وتردّ إسرائيل بقصف مناطق حدودية مستهدفة ما تصفه بتحرّكات مقاتلي حزب الله ومنشآت عسكرية عائدة له قرب الحدود.
وأعلن حزب الله الخميس شن أكثر من 15 عملية ضد مواقع إسرائيلية حدودية وتجمعات جنود بينها إطلاق 48 صاروخ كاتيوشا على قاعدة عسكرية قرب مدينة صفد الشمالية.
من جهته، شنّ الجيش الإسرائيلي قصفاً مدفعياً وجوياً باتجاه عدة بلدات في جنوب لبنان، بحسب الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام.
وأسفر التصعيد في جنوب لبنان عن مقتل 108 أشخاص معظمهم مقاتلون في صفوف حزب الله و14 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثة صحافيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس. وأفادت السلطات الإسرائيلية عن مقتل تسعة أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين.