يواصل الجيش الإسرائيلي التقدم في قطاع غزة حيث أفادت حكومة حركة حماس عن سقوط عشرات القتلى في ضربة إسرائيلية جديدة على مخيم للاجئين رغم الدعوات لوقف إطلاق نار ويأس المدنيين الفلسطينيين مع مرور ثلاثين يوما على اندلاع الحرب.
وشدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي السبت على أن العالم العربي يطالب "بصوت واحد" بوقف الحرب في غزة، في ختام لقاء في عمان مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن حضره وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات وقطر.
في المقابل، جدد بلينكن الذي يصل الأحد إلى أنقرة رفض بلاده الحازم لوقف إطلاق نار لن يؤدّي سوى إلى "إبقاء حماس في مكانها".
وردد دعوة واشنطن إلى "هدنات إنسانية" لإيصال المساعدات إلى سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة والخاضعين لقصف إسرائيلي مدمر مستمر منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر ردا على هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس داخل إسرائيل.
وقتل في إسرائيل ما لا يقل عن 1400 شخص حسب السلطات منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، غالبيتهم مدنيون قضوا في اليوم الأول من هجوم حماس التي احتجزت كذلك 241 رهينة، حسب الجيش.
وفي الجانب الفلسطيني، قتل حتى الآن جراء القصف الإسرائيلي على غزة 9488 شخصا، معظمهم مدنيون وبينهم 3900 طفل، حسب آخر حصيلة أعلنتها حكومة حماس السبت.
كما أحكمت إسرائيل الحصار الذي كانت تفرضه على القطاع منذ 2007 إثر سيطرة حماس عليه، ما حرم سكانه من الماء والكهرباء والطعام.
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة حماس خلال الليل سقوط أكثر من 30 قتيلا ونحو مئة جريح معظمهم أطفال ونساء في قصف إسرائيلي على مخيم المغازي في وسط قطاع غزة، من غير أن يؤكد الجيش الإسرائيلي تنفيذ الضربة.
وأفاد مصور في وكالة الأناضول التركية بأن منزله انهار جزئيا عندما ضربت غارة جوية منزل جيرانه في مخيم المغازي، ما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص، بمن فيهم اثنان من أطفاله.
مخيم جباليا
كما أعلنت حماس أن صاروخا أصاب السبت مدرسة تابعة للأمم المتحدة لجأ إليها نازحون في مخيم جباليا، ما أسفر عن مقتل 15 شخصا.
وقالت ساجدة معروف التي لجأت إلى مدرسة متوسلة "القنابل كانت تتساقط علينا، الناس تقطعوا أشلاء كلهم قتلوا أو جرحوا، نريد هدنة أرجوكم، إننا منهكون".
في مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة، تصرخ الطفلة الفلسطينية ليان الباز (13 عاما) مذعورة "ازرعوا لي ساقيّ"كلما يوقظها الألم الحاد بعدما بُترت ساقاها. وتقول والدتها لمياء الباز إن ابنتها أصيبت الأسبوع الماضي في قصف على حي القرارة أودى بحياة ابنتين أخريين من أولادها وحفيدين أحدهما رضيع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي إن الجنود كثفوا العمليات البرية في شمال القطاع بدعم مدفعي سعيا لتدمير "معقل" حماس في مدينة غزة، مؤكدا تعرضهم لعدد من الهجمات وقتلوا "عشرات الإرهابيين"، كما نفذوا "غارة جوية" في جنوب القطاع أدت إلى مقتل "العشرات" من عناصر من حماس "أثناء خروجهم من نفق".
في المقابل، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام بلسان المتحدث باسمها أبو عبيدة "تدمير 24 آلية" إسرائيلية السبت في غزة، مؤكدة خوض معارك "في شمال مدينة غزة وجنوبها وفي بيت حانون".
وقتل 29 عسكريا إسرائيليا على الأقل منذ بداية العملية البرية في غزة في 27 تشرين الأول/أكتوبر، حسب الجيش.
معارك ضارية
للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، توجه رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي القوات إلى قطاع غزة حيث تفقد القوات التي تخوض معارك ضارية ضد مقاتلي حماس.
قال يوني آشر (37 عاما) الذي احتجز مقاتلو حماس زوجته وابنتيه خلال الهجوم "أنام وآكل بالحد الأدنى للبقاء على قيد الحياة"
وفي ظل تزايد المخاوف من اتساع النزاع، قالت اللفتنانت كولونيل في صفوف الاحتياط ساريت زيهافي، وهي أم لثلاثة أطفال لوكالة فرانس برس""لم أعد أنام" معربة عن خشيتها من أن يدخل عناصر حزب الله اللبناني المدعوم من إيران "البلدات والكيبوتسات في شمال إسرائيل للقتل وارتكاب مجزرة في حق السكان".
والتوتر مرتفع جدا في شمال إسرائيل حيث تشهد الحدود مع جنوب لبنان، معقل حزب الله، تبادل إطلاق نار يوميا أسفر منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر عن مقتل 72 شخصا في الجانب اللبناني، حسب تعداد فرانس برس، بينهم 54 مقاتلاً من حزب الله. وقتل ستة عسكريين ومدني واحد في الجانب الإسرائيلي.
مساعدات
خلال أربعة أسابيع، أدت الحرب إلى دمار هائل في قطاع غزة ونزوح 1,5 مليون شخص من منازلهم.
وبحسب مسؤول أميركي، لا يزال هناك 350 إلى 400 ألف شخص في شمال القطاع حيث يتركز القتال ويشتد القصف.
وأفادت الأمم المتحدة السبت عن دخول 450 شاحنة مساعدات إنسانية فقط منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر من معبر رفح (جنوب) على الحدود مع مصر.
وتمكن مئات الجرحى والأجانب وحاملي جنسيات أجنبية من الخروج من غزة خلال الفترة ذاتها من معبر رفح، مصر.
وبعد إجلاء مئات الجرحى والأجانب ومزدوجي الجنسية من غزة إلى مصر خلال الفترة ذاتها من معبر رفح، علقت حكومة حماس عمليات الإجلاء بسبب رفض إسرائيل السماح بنقل جرحى فلسطينيين إلى المستشفيات المصرية.
وقال مصدر مسؤول في هيئة المعابر لوكالة فرانس برس السبت "لن يتم سفر أي من حملة الجوازات الأجنبية من قطاع غزة إلا بعد تنسيق وخروج الجرحى من مستشفيات غزة والشمال باتجاه معبر رفح" بين القطاع المحاصر والأراضي المصرية.
الضفة الغربية
وفي الضفة الغربية المحتلة، قُتل أكثر من 140 فلسطينيا بنيران جنود ومستوطنين إسرائيليين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وفق السلطة الفلسطينية، في هجمات نددت بها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وإزاء رفض إسرائيل وقف إطلاق نار، أعلنت تركيا السبت استدعاء سفيرها في إسرائيل للتشاور.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السبت قطع اتصالاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو معتبرا أنه "لم يعد شخصًا يمكننا التحدث معه".