القدس: وجه الرئيس الأميركي جو بايدن دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لزيارة الولايات المتحدة لعقد "اجتماع"، هو الأول منذ عودة نتانياهو إلى منصبه أواخر العام الماضي.
جاءت الدعوة في وقت تواصل فيه واشنطن الإعراب عن قلقها بشأن خطة حكومة نتانياهو المثيرة للجدل حول الإصلاح القضائي وزيادة التوسع الاستيطاني.
كما أتت في اليوم نفسه الذي سيتوجه فيه الرئيس الاسرائيلي اسحق هرتزوغ إلى الولايات المتحدة حيث من المتوقع أن يلتقي بايدن في البيت الأبيض.
وقال مكتب نتانياهو في بيان الإثنين "دعا الرئيس بايدن رئيس الوزراء نتانياهو لعقد اجتماع في الولايات المتحدة قريباً. قبل رئيس الوزراء الدعوة وتم الاتفاق على أن يقوم الفريقان الإسرائيلي والأميركي بتنسيق تفاصيل الاجتماع".
تأتي الدعوة بينما تتمسك حكومة نتانياهو بخطة الإصلاح القضائي المثيرة للجدل والتي يرى معارضوها أنّها تقوّض الديموقراطية في الدولة العبرية. وكان بايدن انتقد هذه الخطة.
وأضاف البيان أنه خلال مكالمة هاتفية الإثنين بين الجانبين، قام نتانياهو "بإطلاع الرئيس الأميركي على القانون الذي سيتم اقراره الأسبوع المقبل في البرلمان، وعزمه على محاولة الحصول على دعم شعبي واسع خلال فترة العطلة الصيفية حول بقية عملية (التشريع)".
وأكد مكتب نتانياهو أن المحادثة الهاتفية بينهما كانت "طويلة وودية".
حكومة نتانياهو
يترأس نتانياهو الذي أُعيد انتخابه في نهاية العام الماضي، ائتلافاً يمينياً متشدّداً، وأدّى إصلاحه القضائي المقترح إلى اندلاع تظاهرات أسبوعية منذ كانون الثاني/يناير.
كذلك، يحاكم رئيس الوزراء بتهم فساد ينفيها.
بدأت حركة الاحتجاج التي تعتبر من الأضخم في إسرائيل والتي حشدت عشرات الآلاف منذ كانون الثاني/يناير مع تقديم نتانياهو لخطته.
وتؤكد الحكومة الائتلافية التي تضم أحزاباً من اليمين واليمين المتطرف وتشكيلات يهودية متشددة، أن الإصلاحات تهدف إلى تصحيح حالة من عدم التوازن بين السلطة القضائية وأعضاء البرلمان المنتخبين، في حين يقول معارضوها إنها تعرّض الديموقراطية الإسرائيلية للخطر.
يبقى منصب رئيس الدولة في إسرائيل رمزيًا الى حد كبير، بينما تتركز صلاحيات السلطة التنفيذية في يدي رئيس الوزراء. وتعكس زيارة هرتسوغ الى واشنطن في أحد جوانبها العلاقة الفاترة بين بايدن ونتانياهو الذي لم يتلقَ دعوة سوى الآن الى البيت الأبيض منذ إعادة انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر.
"من الأكثر تطرفاً"
ورداً على سؤال عن أسباب عدم دعوته، قال بايدن لشبكة "سي أن أن" الأميركية مؤخراً إن بلاده تتواصل مع "آخرين" في إسرائيل، من بينهم هرتسوغ.
واعتبر بايدن أن التحالف الذي يقوده نتانياهو، ويعد من الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية، يزيد من التوترات مع الفلسطينيين عبر تسهيل التوسع الاستيطاني في أراضيهم.
ورأى أن إجراءات كهذه، معطوفة على ضعف السلطة الفلسطينية، تتسبّب "بفراغ (يتم استغلاله) لصالح التطرف بين الفلسطينيين"، معتبرا أن مشكلة نتانياهو هي مع "تحالفه".
ولاحظ بايدن أن الحكومة الحالية هي "من الأكثر تطرفاً" من بين الحكومات التي عرفها في إسرائيل.
وأكد نتانياهو الإثنين في اجتماع الحكومة "كلنا نقاتل من أجل الحفاظ على إسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية".
وأضاف "دولة اسرائيل هي وستكون دائما دولة ديموقراطية".
وكان البرلمان الإسرائيلي صادق الأسبوع الماضي في قراءة أولى على بند أساسي يرمي إلى إلغاء إمكان أن يفصل القضاء في الطابع "المنطقي" لقرارات الحكومة.
ويؤثّر النصّ الذي تمت المصادقة عليها في قراءة أولى خصوصاً على تعيين الوزراء، ففي كانون الثاني/يناير أجبر قرار للمحكمة العليا نتانياهو على إقالة الرجل الثاني في الحكومة أرييه درعي المدان بتهمة التهرّب الضريبي.
والثلاثاء، دعا متظاهرون إلى الخروج في جميع انحاء اسرائيل للاحتجاج على الإصلاحات القضائية.