إيلاف من لندن: تتصاعد في العراق هجمة تشنها القوى الموالية لإيران ضد الأردن لإجازته حزب البعث داعية وزارة خارجية بلدها الى استدعاء سفيره في بغداد للاحتجاج معتبرين ذلك عملاً عدائياً واستفزازياً.
وسط صمت رسمي عراقي واردني فقد دعت لجنة "الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين" البرلمانية وزارة الخارجية العراقية الى استدعاء السفير الأردني لدى بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج على خلفية إجازة بلاده لحزب البعث بممارسة نشاطه السياسي.
وقال رئيس اللجنة القيادي في مليشيا عصائب أهل الحق حسن سالم في بيان تابعته "إيلاف" أن "الشرائح المضحية التي قدمت الدماء والتضحيات من أجل الحرية والخلاص من الظلم والديكتاتورية تعلن احتجاجها واستنكارها إزاء اجازة المملكة الاردنية لحزب البعث".
وطالب مجلس النواب بإعادة النظر في الاتفاقية الأمنية "بما يتناسب مع مصالح وثوابت شعبنا العراقي التي أشار إليها الدستور والقوانين النافذة وتضمينها تسليم المطلوبين من البعثيين والإرهابين المتواجدين على أراضي المملكة الأردنية الهاشمية ومساعدة العراق حكومة وشعباً في تسليم هولاء المجرمين الى القضاء العراقي لينالوا جزاءهم العادل" على حد قوله. وتستضيف الأردن رسميًا "رغد" كبرى كريمات الرئيس العراقي السابق صدام حسين وعدد من أفراد عائلته.
دعوة لمسيرات رفض
وطلب النائب سالم من أسماهم "ذوي الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين وجميع ضحايا جرائم البعث والإرهاب الخروج بمسيرات رفض واستنكار واحتجاج وإرسال رسائل احتجاج الى السفارة الأردنية بالطرق السلمية التي كفلها الدستور والقانون لكونهم الشهداء على تلك الحقبة المظلمة".
ومن جهتهم دعا نواب القوى الشيعية الموالية لإيران البرلمان الى إصدار "بيان الخميس ضد قرار الأردن باجازة النشاط السياسي لحزب البعث" لكن ذلك لم يحدث لحد الآن.
وكانت الهيئة المستقلة للانتخابات في المملكة الاردنية قد أجازت في 14 من الشهر الحالي عدداً من الأحزاب السياسية الجديدة بلغت 27 حزبا بينها حزب البعث.
عمل عدائي واستفزازي
ومن جهته اعتبر حزب الدعوة الإسلامية بقيادة رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي قيام السلطات الأردنية بالسماح لحزب البعث بالعودة للعمل السياسي "عملاً عدائياً واستفزازياً".
وقال المكتب السياسي للحزب في بيان تابعته "ايلاف" ان "العراقيين فوجئوا وانتابتهم الصدمة والغضب العارم من خبر إجازة الحكومة الأردنية لحزب (البعث الصدامي) ممارسة النشاط السياسي".
وأشار الى انه "كان يكفي دليلاً على منع هذا الحزب الفاشي من العمل تاريخه الأسود وما ترتب على وجوده في السلطة من مآسي لشعوب المنطقة بسبب إذكائه للصراعات الداخلية والحروب العدوانية ومنها غزو الكويت، وفتح أبواب العراق للاحتلال الأجنبي".
استدعاء السفير الأردني
وأضاف أنه يعتبر "هذا الفعل لا ينسجم مع مبادئ حسن الجوار ولا يحترم مشاعر الغالبية العظمى للشعب العراقي بل أنه ينطوي على نوايا غير سليمة إزاء العراق واستقراره مما سيؤثر سلباً على الموقف الشعبي والسياسي الذي سيضغط باتجاه مراجعة العلاقة الحالية مع الجانب الأردني".
ودعا "الحكومة الأردنية إلى إلغاء إجازة هذا الحزب ومنعه من ممارسة أي نشاط صيانة للمصالح المشتركة والتي بدأت عهداً جديداً متنامياً وحرصاً على التعاون والعلاقات الأخوية بين الشعبين".
وطالب الحزب وزارة الخارجية العراقية باستدعاء سفير الأردن في بغداد "للاحتجاج على هذا الإجراء غير الودي إزاء العراق" بحسب قوله.. كما حث "العراقيين والقوى الفاعلة على التعبير عن الاحتجاج بشتى الطرق السلمية على هذه الخطوة العدائية المستفزة".
يشار الى أن الدستور العراقي المصادق عليه في استفتاء شعبي اواخر عام 2005 يُجرم نشاط "البعث الصدامي" .. فيما أصدر البرلمان العراقي منتصف عام 2016 قانوناً يحظر الحزب.
الحزب عقد مؤتمره العاشر
وكان حزب البعث العربي الإشتراكي الأردني الذي لم يرد على الهجمة التي يشنها أنصار ايران في العراق ضده قد عقد في عمان في 12 من الشهر الحالي مؤتمره العاشر تحت شعار" مؤتمر تصويب الأوضاع" بحضور أكثر من 600 عضو وأقرّ فيه تعديلات النظام الداخلي ليكون قد وفق أوضاعه وفق متطلبات قانون الأحزاب السياسية لعام 2022.
يذكر أن العراق والأردن كانا قد وقعا رسمياً الاثنين الماضي اتفاقاً جديداً لمنح الإقامات وتأشيرات الدخول لمواطنيهما في البلد الآخر و تعزيز التعاون في مواجهة الإرهاب والمخدرات.
وفي معلومات للسفارة العراقية في عمّان أواخر عام 2022 فإن عدد المواطنين العراقيين المقيمين في المملكة الأردنية يصل إلى 195 ألف عراقي معتبرة أن ذلك يشكل انخفاضًا كبيرًا وفق معطيات سابقة وصل فيها العدد بعد عام 2014 حين احتل تنظيم داعش محافظات البلاد الغربية الى 450 الف عراقي.
الفرع الاقليمي للبعث العربي
يشار الى أن حزب البعث العربي الاشتراكي الأردني هو الفرع الإقليمي لحزب البعث العربي الاشتراكي .
فبعد تأسيس حزب البعث في سوريا عام 1947 انتشرت الأفكار القومية البعثية في العالم العربي، وانتشر الفكر البعثي في الأردن للمرة الأولى في أواخر الأربعينيات، وعلى الأخص في الجامعات إلا أن الفرع الإقليمي لم يتشكل قبل عام 1951 حين عُقد المؤتمر الإقليمي الأول للحزب وفي العام التالي عُقد لقاء آخر تم خلاله انتخاب قيادة محلية ثم أصبح الفرع الإقليمي طرفًا قانونيًا في 28 أغسطس 1956بقرار من المحكمة الأردنية العليا.
وقد تم بحسب الموسوعة العالمية ويكيبيديا رفض تسجيل الحزب في القانون عام 1992 ولكن تم تسجيله لاحقا بعد أن اضطر لتغيير اسمه من "حزب البعث العربي الاشتراكي" إلى "حزب البعث العربي الاشتراكي الأردني".