كييف (أوكرانيا): أعلنت مجموعة فاغنر المسلحة الروسية الأربعاء سيطرتها على الجزء الشرقي من مدينة باخموت التي تشهد معارك طاحنة منذ أشهر فيما أعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن سقوطها سيجعل "الطريق مفتوحا" أمام الجيش الروسي للتقدم في شرق أوكرانيا.
في كييف، ينتظر وصول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في ثالث زيارة له منذ بدء الحرب في أوكرانيا للبحث خصوصا في تمديد الاتفاق مع روسيا حول تصدير الحبوب الأوكرانية.
وأكد قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين الأربعاء في رسالة صوتية نشرها مكتبه الإعلامي إن "وحدات فاغنر سيطرت على الجزء الشرقي بأكمله من باخموت، كل ما يقع شرق نهر باخموتكا".
وفي أحدث تقرير له نُشر الثلاثاء، قال معهد دراسة الحرب (آي اس دبليو) إن قوات الكرملين استولت "على الأرجح" على الجزء الشرقي من المدينة بعد "انسحاب منظم" للقوات الأوكرانية من هذه المنطقة.
وتعذر على وكالة فرانس برس تأكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل.
من جهته أكد الرئيس الأوكراني في مقابلة مع محطة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية أن قواته مصممة على الاحتفاظ بالمدينة. وأوضح "عقدت أمس اجتماعاً مع رئيس الأركان وكبار القادة العسكريين (...) وجميعهم قالوا إنّه يجب أن نظلّ أقوياء في باخموت".
وأضاف "بالطبع، علينا أن نفكّر بأرواح جنودنا. لكن علينا أن نفعل كلّ ما في وسعنا في الوقت الذي نتلقّى فيه أسلحة وإمدادات وجيشنا يستعدّ للهجوم المضادّ".
وتابع "نحن ندرك أنّه بعد باخموت، يمكنهم الذهاب إلى ما بعدها. يمكنهم الذهاب إلى كراماتورسك، يمكنهم الذهاب إلى سلوفيانسك، الطريق سيكون مفتوحاً أمام الروس (...) إلى مدن أخرى في أوكرانيا".
رغم دفاع الأوكرانيين المستميت عن المدينة، وعدت روسيا بأن تقاتل حتى الاستيلاء على باخموت معتبرة إياها أساسية في هجومها في أوكرانيا.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قال الثلاثاء أن باخموت "تشكل عقدة مهمة لخطوط الدفاع للجنود الأوكرانيين في دونباس" مضيفا خلال اجتماع أن "السيطرة عليها ستسمح بشن هجمات جديدة في العمق".
كان زيلينسكي قد دحض الثلاثاء التكهنات حول انسحاب تكتيكي وأمر بارسال تعزيزات إلى هذه المدينة التي لحق بهاد مار شبه كامل، رغم التقدم الروسي الأخير واحتمال أن تطوق.
وتشهد المدينة المعركة الأطول والأكثر فتكا منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
والأهمية الاستراتيجية لباخموت موضع جدل لكن المدينة اكتسبت أهمية رمزية وتكتيكية نظرا للخسائر الفادحة التي تكبدها الجانبان.
وتسعى موسكو إلى تحقيق انتصار رمزي أقله منذ انتكاساتها الفادحة الخريف الماضي وتأمل أن يفتح لها الاستيلاء على المدينة الباب للاستيلاء على الجزء الذي لا يزال خارجا عن سيطرتها في منطقة دونباس الصناعية في شرق أوكرانيا.
وبعد احراز تقدم في الفترة الأخيرة، يبدو أن الروس يسيطرون على مداخل المدينة الشمالية والجنوبية والشرقية التي باتت مهددة بالتطويق.
وتشن قوات مجموعة فاغنر هذا الهجوم متكبدة خسائر كبيرة.
وقائد مجموعة المرتزقة هذه في نزاع مفتوح مع القيادة العسكرية الروسية ويتهمها بعدم امداده قواته المنتشرة في الخطوط الأمامية للمعركة بما يكفي من ذخائر. وأكد أن خطوط الدفاع الروسية ستنهار في حال انسحاب قواته.
من جهتهم يبدي الأوكرانيون تصميما على الصمود لاستنزاف القوات الروسية بانتظار هجوم مضاد يطلقونه مع الأسلحة الثقيلة والمدرعات الحديثة التي وعدهم بها الغربيون.
ويعقد وزراء الدفاع في الاتحاد الأوروبي اجتماعا الأربعاء في ستوكهولم بحضور الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ ونظيرهم الأوكراني اوليكسي ريزنيكوف.
ويعاني الجيش الأوكراني من نقص صارخ في القذائف من عيار 155 مليمترا على ما حذرت الأطراف الغربية الداعمة لها في الأسابيع الأخيرة.
والهدف من الاجتماع إعداد خطة من ثلاثة محاور لتوفير الذخائر لأوكرانيا على أن تقر في 20 آذار/مارس خلال اجتماع لوزراء خارجية الدول الأوروبية.
وطالبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الثلاثاء أمام البرلمان في كندا ب" دعم عسكري واقتصادي متين". وحضت على جعل روسيا "تدفع ثمن جريمة العدوان "التي ارتكبتها، فيما سبق لها ان اقترحت في تشرين الثاني/نوفمبر إنشاء محكمة خاصة.
وبعد أكثر من ستة أشهر على تخريب تعرض له خطا الأنابيب لنقل الغاز نورد ستريم 1و2 في بحر البلطيق نفت كييف ان تكون ضالعة في الحادث الذي نسبته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إلى "مجموعة موالية لأوكرانيا" استنادا إلى معلومات حصلت عليها من الاستخبارات الأميركية.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن التخريب "غير ناجم عن عملنا".
بور-مكا/غ ر/اا