: آخر تحديث
"الإطار التنسيقي" يدّعي التقية

العراق: محور إيران يريد علاقة شراكة مع أميركا!

46
48
48
مواضيع ذات صلة

تشير "عصائب أهل الحق" إلى انتهاج تفكير عملي، في حين تغيّر "كتائب حزب الله" حججها وتكيّفها لمسايرتها، وإن كان ذلك دون قبول صريح للوجود العسكري الأميركي.

إيلاف من بيروت: في 13 يناير 2023، صرّح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لإذاعة "دويتشه فيله" الألمانية قائلاً إن "التوجه العام للحكومة [المدعومة] من قبل القوى السياسية، [هو] تحديد مهام [القوات الأميركية] وأعدادها وأماكنها لفترة زمنية محددة...". كرر هذا الموقف في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال". 

يقول أمير الكعبي ومايكل نايتس وحمدي مالك في مقالة مشتركة نشرها موقع "معهد واشنطن" إن "القوى السياسية" التي أشار إليها السوداني هي "الإطار التنسيقي" الذي تُعد "عصائب أهل الحق" من أكثر أعضائه نفوذاً. وبالفعل، في 20 نوفمبر 2022، أظهر زعيم "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي أقدميته السياسية بالإشارة علناً إلى السوداني كـ "مدير عام" للحكومة التابعة لـ "الإطار التنسيقي".

ويبدو أن تعليقات السوداني في 13 يناير حظيت بتأييد "الإطار التنسيقي"، علماً أن "العصائب" كانت أكبر قوة خطابية في المطالبة بإقامة علاقات براغماتية مع الولايات المتحدة (تجدر الإشارة إلى أن قيس الخزعلي سعى إلى الضغط على الولايات المتحدة مراراً وتكراراً منذ عام 2018 من طريق السياسيين العراقيين، قبل أن يتوقف منذ تصنيفه كـإرهابي عالمي محدد بصفة خاصة بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، الذي دخل حيّز التنفيذ اعتباراً من 3 يناير 2020.  

وفي 10 يناير 2023، بحسب الكعبي ونايتس ومالك، حضر وزير التعليم العالي نعيم العبودي المؤتمر الدولي للتطورات في هندسة النُظم الإلكترونية في الجامعة الأميركية في العراق، وألقى خلاله كلمة، وتم اصطحابه في جولة في أرجاء الحرم الجامعي. العبودي نائب سابق في مجلس النواب ومسؤول رفيع المستوى في "عصائب أهل الحق"، وحصل على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية من الجامعة الإسلامية في لبنان، علماً أن وزارة التعليم العالي العراقية لا تعترف بها قانوناً.  

لا ضير فيه

وقال علي تركي، النائب الحالي والمقاتل المخضرم والمتمرس في "عصائب أهل الحق"، في 10 يناير 2023: "إن الجلوس مع أميركا لغرض تبادل المصالح هذا لا ضير فيه''. وأضاف: "القوات الأميركية الموجودة في العراق اليوم هي لتدريب القوات الأمنية ... (إنّنا) نسعى إلى جعل العلاقة مع أميركا علاقة شراكة ومصالح".كما وصف علي تركي الحكومة العراقية الحالية بأنها "حكومة مقاومة".

من بين الحركات التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية، كانت "عصائب أهل الحق" أول حركة تنخرط بشكل كامل في السياسة البرلمانية ولكن هناك منظمة أخرى مماثلة في "الإطار التنسيقي"، هي "كتائب حزب الله" التي تمثلها حركة "حقوق" بستة مقاعد. 

يضيف مؤلفو المقالة: "في 13 يناير 2023، صرّح سعيد السراي، أمين عام حركة "حقوق"، لموقع "شفق نيوز" العراقي إن عدم تنفيذ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لقرار إخراج القوات الاميركية  ’سيدفعنا لاتخاذ مواقف سياسية. ولهذا يجب تنفيذ القرار وفق الأطر القانونية والدبلوماسية‘. وكان السراي يشير إلى قرار مجلس النواب العراقي في يناير 2020 والذي يدعو الحكومة إلى طرد القوات الأجنبية من البلاد.

موقفان متناقضان

يختم مؤلفو الدراسة: "في هذا السياق، قد يندرج هذان الموقفان المتناقضان ضمن إطار تقسيم المهام الناشئ بين فصائل المقاومة للتعامل مع الولايات المتحدة في العراق. فقد استُخدم على ما يبدو المتحدث السابق باسم حركة "حقوق"، علي فضل الله، للتعبير عن آراء "كتائب حزب الله" بشأن المسألة الحساسة المتعلقة بالانتماء إلى تحالف سياسي يشير إلى (تأييد) إمكانية بقاء القوات الأميركية في العراق، على الأقل في الوقت الحالي".

ففي 16 يناير 2023، قال فضل الله لقناة "النجباء" الفضائية: "أرى نضجاً كبيراً في [الطريقة] التي يتصرف بها قادة الإطار التنسيقي والمقاومة ويبدو أن هناك تنسيقاً في الرؤية [في ما يتعلق بالولايات المتحدة]. محور [المقاومة] يحث على طرد القوات الأميركية، والحكومة العراقية تحاول التفاوض [مع الأميركيين]. لكن عندما تحدث المفاوضات تحت ضغط هائل، قد يضعف الطرف الآخر. ولتحقيق المزيد من الفوائد في الفترة الحالية، لا يتعارض محور المقاومة مع رؤية "الإطار التنسيقي". ويبدو أن [سياسة] العصا والجزرة هي المعتمدة [في التعامل] مع الجانب الأميركي". 

بمرور الوقت، قد يتضح ما إذا كان ذلك هو الهدف الفعلي للمقاومة - أي انسحاب الولايات المتحدة على المدى القريب - أو مجرد سبيل للتغطية على عدم ارتياح "كتائب حزب الله" من موقف "الإطار التنسيقي".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار