ما حدث فجرًا فوق سماء كشمير لم يكن مجرد اشتباك جوي تقليدي، بل محطة مفصلية أعادت رسم مفاهيم العقيدة العسكرية والردع الأمني في جنوب آسيا، وربما العالم. فلأول مرة في تاريخ المواجهات الحديثة، تُسقط دولة إسلامية متوسطة الحجم، بمنظومات صينية خالصة، مقاتلات من نخبة الصناعات الغربية والروسية دون خسارة واحدة. إنه ليس نصرًا ميدانيًا فقط، بل تحوّل في العمق العقائدي للأمن والدفاع.
باكستان، التي طالما اعتمدت على عقيدة دفاعية قائمة على الردع النووي والتوازن التقليدي، انتقلت اليوم إلى عقيدة عسكرية هجومية مرنة، مدعومة بأنظمة صينية متكاملة مثل JF-17 وJ-10C وصواريخ PL-15 ومنظومات HQ-9B وLY-80. هذه الأنظمة لم تكن مجرد معدات، بل عناصر حاسمة في استراتيجية قوامها الضرب من بُعد، والاكتفاء الذاتي، والتشويش الذكي، والاستجابة الفورية. في المقابل، انهارت العقيدة العسكرية الهندية التي قامت على فلسفة الضربة الاستباقية والتنوع التسليحي، حين فقدت طائرات رافال وميغ وسوخوي وحتى درونات “هيرون” خلال دقائق.
هذا التحوّل لم يقتصر على باكستان وحدها. لقد شكّل استعراضًا عمليًا للعقيدة الأمنية الصينية، والتي لم تعد حكرًا على الدفاع الداخلي، بل باتت تُصدَّر كعقيدة ردع جاهزة للدول الطامحة إلى الاستقلال العسكري. ولذلك، فإن هذا الاشتباك ليس حدثًا معزولًا، بل نقطة تحول عالمية، يتجاوز أثرها كشمير إلى الشرق الأوسط وأفريقيا.
القلق الإسرائيلي من وجود نفس هذه الأنظمة في مصر، واحتجاجها الرسمي على المناورات الجوية الصينية المصرية الأخيرة، يعكس كيف أن العقيدة الأمنية الغربية باتت تُهدد من الداخل، لا من الجبهات.
ختامًا، ما جرى فوق كشمير لا يمكن قراءته كمعركة جوية عابرة، بل هو إعادة هندسة لمفاهيم الردع والسيادة، وانعطاف حاسم نحو عالم متعدد الأقطاب عسكريًا، تقوده التكنولوجيا الصينية، وتتبناه عقائد أمنية جديدة، أكثر استقلالًا وفعالية.