: آخر تحديث

حذار يا دروز سوريا!

4
4
4

خالد بن حمد المالك

هذا التعاطف المشبوه من إسرائيل نحو السوريين الدروز ليس هدفه حمايتهم والدفاع عنهم من الدولة السورية، ولو كان هذا صحيحاً، فأين كانت إسرائيل عندما كانت سوريا في قبضة بشار الأسد، وكيف نصدق زعم إسرائيل وهناك محادثات بين الحكومة السورية والدروز السوريين تجري الآن للتعاون، وفتح صفحة جديدة من العلاقات الأخوية بعد سنوات من معاناتهم مع نظام الأسد.

* *

هناك قادة دروز سوريون يرفضون أي تعاون مع إسرائيل، ويؤكدون على أن هدف إسرائيل ليس حماية الفئة الدرزية، وإنما تشريع احتلالها للجنوب السوري، وخلق نزاعات وخلافات بين السوريين لصالح إسرائيل، وهذا ما نبه إليه وحذر منه جنبلاط القائد الدرزي اللبناني الشهير، ودعا في أكثر من لقاء وتصريح تجنب هذا الفخ الذي تنصبه إسرائيل ضد مصالح الشعب السوري وبينهم الفئة من المواطنين الدروز.

* *

إسرائيل منذ طرد عميلها بشار الأسد وهي في حالة قلق، وشعور بأن ما حدث في سوريا يصب في غير مصلحتها، وجاء إظهار اهتمامها بالدروز السوريين محاولة للتخفيف من الصدمة وآثارها على مستقبل أمن إسرائيل، مما يجب تفويت هذه الفرصة، ومنع إسرائيل من استغلالها هذه التطورات المتسارعة في سوريا لكسر الانتماء الدرزي لسوريا، وتمكينهم من الاستقلال في جزء انفصالي صغير من الأرض على الحدود مع إسرائيل كما يخطط لذلك العدو الإسرائيلي.

* *

ولم تكن حماية الدروز هو التدخل الوحيد الوقح الذي قامت به إسرائيل منذ انتهاء حكم بشار الأسد، فقد مارست العدوان غير المبرر على المواقع العسكرية، وأماكن تخزين الأسلحة، والموانئ، والمطارات، وأماكن تواجد القوات السورية، واحتلال أراض في الجنوب، والتهديد بالمزيد، مما لا يجب للفئة الدرزية في سوريا أن تتجاهله، أو لا تتفهم نواياها الخبيثة في ضرب وحدة السوريين وانتماءاتهم لأرضهم ودولتهم.

* *

إن الخيار الوحيد لأبناء سوريا أن تكون دولتهم موحدة، وقوية، وذات سيادة، وأن يكون السوريون بكل فئاتهم وشرائحهم وقومياتهم ومذاهبهم يداً واحدة في الموقف، دفاعاً عن بلادهم، وتمكين دولتهم من استرداد عافيتها بعد سنوات من القهر والظلم، وغياب حقوق الإنسان، خلال فترة حافظ الأسد ومن بعده ابنه الوريث بشار الأسد.

* *

ويبقى الدروز السوريون بتاريخهم الناصع في الدفاع عن سوريا، ورفضهم لحكم الأسد، ضمن بقية السوريين؛ ما يجعلنا على يقين وثقة واطمئنان بأن هذا المشروع الإسرائيلي المشبوه لن يكون له حظ من النجاح والاستمرار.

* *

وفي كل الأحوال، فإن معالجة هذا الذي يحدث الآن بين إسرائيل وبعض الدروز السوريين يجب معالجته بالحكمة والروية والتفاهم، للوصول إلى نتائج تفوت على العدو الإسرائيلي الفرصة للنيل من حقوق الشعب السوري، وضرب وحدة الدولة، وتعريضها للفوضى والانهيار، ولاحقاً تفكيكها إلى دويلات لا يستفيد منها إلا إسرائيل، وهذا ما يجب أن يكون حاضراً في أذهان الدروز السوريين، فيتجنبوا المزالق والحيل الإسرائيلية، ومكر نتنياهو وبقية أركان الحكومة العنصرية في إسرائيل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد