اسطنبول: تحدّث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاثنين عن احتمال إطلاق "عملية برية" في سوريا، غداة سلسلة من الغارات الجوية على مواقع للأكراد في سوريا والعراق وعدة هجمات صاروخية على الأراضي التركية من سوريا.
وجدد إردوغان أيضا تحذيراته من أن أولئك الذين يهاجمون تركيا سيدفعون ثمنًا باهظًا، غداة شنّ قوات أنقرة غارات جوية على قواعد للأكراد في شمال سوريا والعراق.
وقال إردوغان للصحافيين الأتراك الذين كانوا يرافقونه لدى عودته من قطر حيث شارك في افتتاح مونديال 2022 "لا شكّ في أن هذه العملية لن تقتصر فقط على عملية جوية".
وأضاف "إن الوحدات المختصّة ووزارة دفاعنا وأركاننا العامة ستقرر معًا الصلاحيات التي يجب أن تلتزم بها قواتنا البرية"، مشيرًا إلى أن هناك "مشاورات" جارية.
وتابع "سبق أن حذّرنا: سنجعل من يزعجوننا على أراضينا يدفعون الثمن".
أصابت قذائف صاروخية مصدرها سوريا، مساء الأحد وصباح الاثنين، الحدود التركية والأراضي التركية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة نحو 15.
وفي سوريا، أسفرت الضربات عن مقتل 35 شخصاً، غالبيتهم مسلحون، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما أعلن المقاتلون الأكراد عن مقتل عشرة مدنيين.
واستهدف القصف مناطق حدودية تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية، وخصوصاً مدينتي كوباني (شمال) والمالكية (شمال شرق).
وقالت قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها الأكراد إن تركيا شنت ضربات جوية جديدة الاثنين.
أطلقت تركيا عمليتها العسكرية الجوية المحدودة بعد أسبوع على اعتداء بعبوة ناسفة في اسطنبول أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من 80 آخرين بجروح، واتهمت كلًا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية بالوقوف خلفه. لكن الطرفين نفيا أي دور لهما بالاعتداء.
مواقع لحزب العمال
استهدفت الضربات مواقع لحزب العمال الكردستاني شمال العراق في جبال قنديل وآسوس وهاكورك، بالإضافة إلى قواعد لوحدات حماية الشعب الكردية في عين العرب (كوباني باللغة الكردية) وتل رفعت والجزيرة وديريك في سوريا، حسبما قالت وزارة الدفاع في أنقرة.
وتصنف أنقرة حزب العمال الكردستاني، الذي يشن تمرداً ضدها منذ عقود وينشط في العراق، منظمة "إرهابية"، وترى في وحدات حماية الشعب الكردية امتداداً له في سوريا.
وأوضح إردوغان الاثنين أن العملية "نفذتها 70 طائرة ومسيّرة"، مضيفًا "توغلت 140 كيلومترًا في شمال العراق و20 كيلومترًا شمال سوريا".
وقال ناطق باسم قوات سوريا الديموقراطية لوكالة فرانس برس إن تركيا شنّت الاثنين غارات جديدة قرب كوباني، وهو ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان. واستهدفت غارة موقعًا لقوات النظام السوري، بحسب المرصد.
وأكّد إردوغان أنه لم يُجر "أي محادثة" مع الرئيس الأميركي جو بايدن أو نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن هذه العملية.
بين الدعم الروسي والاميركي
تدعم الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب في شمال شرق سوريا ضد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية، فيما تدعم روسيا مجموعات موالية للنظام في المنطقة نفسها.
ودعت ألمانيا الاثنين تركيا إلى ردّ "متناسب" يتوافق مع القانون الدولي.
وقال الناطق باسم الخارجية الألمانية كريستوفر بورغر خلال مؤتمر صحافي "يجب حماية المدنيين في كلّ الأوقات"، واصفًا التقارير عن سقوط ضحايا مدنيين جراء الغارات الجوية التركية بأنها "مقلقة جدًا".
وأضاف "ندعو تركيا إلى الردّ بطريقة متناسبة واحترام القانون الدولي".