إيلاف من القدس: قال ضابط في قيادة الأركان الإسرائيلية لـ "إيلاف" إن لا منطق في ما يفعله الجهاد الاسلامي، ولا في ما تفعله حماس، "فهم يعرضون غزة للدمار خدمة للآخرين"، مضيفاً: "بادرنا في العملية الأخيرة وقررنا نهايتها أيضًا، إسرائيل ضربت في مكان ثالث، غير الضفة وغزة"، رافضاً الكشف عن الهدف.
وقال هذا الضابط الإسرائيلي الكبير إن بلاده واجهت الجهاد الإسلامي في غزة في عام 2019، فأغارت على بيت قيادي للحركة في سوريا، كما تم في عام 2020 ضرب موقع للجهاد الإسلامي في سوريا أيضًا.
وأكد في حديثه لـ "إيلاف" أن إسرائيل لن تعود لأي صفقة تبادل أسرى تدفع بموجبها ثمنًا باهظًا لقاء جثتين لجنديين كما حصل في صفقة سابقة، "ويحيى السنوار غبي إذا اعتقد أننا سنطلق سراح الآلاف مقابل جثتين لجنديين، هذا لن يحصل، وحماس لا تملك اي منطق في تعاملها معنا، ففي مقابل 5 صواريخ اطلقتها حماس باتجاه القدس في عام 2021، استهدفنا 2700 موقع وبرج ونفق".
بدأناها وأنهيناها
عن المواجهة الأخيرة مع الجهاد الإسلامي، قال الضابط الإسرائيلي إن "الجهاد" أطلق 1070 صاروخًا باتجاه اسرئيل، عبر 950 صاروخاً منها إلى الأراضي الإسرائيلية، واستطاعت القبة الحديدية إحباط 97 في المئة منها، بينما سقطت الصواريخ الباقية في قطاع غزة وأدت إلى مقتل ما يزيد على 14 فلسطينية وفلسطيني، بينهم أطفال.
وعما تصفه إسرائيل إنجازًا في معركتها الأخيرة، قال إن بلاده هي من بادر إلى المواجهة، وهي من أنهى المواجهة، واستطاعت تصفية قيادات في الصف الأول في الجهاد الإسلامي، ووجهت رسالة إلى حماس بأنها لن تتورع عن استهداف قادتها. كما أكدت إسرائيل للجميع، بحسبه، أنها أشد شراسةً وتدميرًا من السابق، ولن تسمح بأن تُهاجَم من دون أن ترد الصاع صاعين.
من وجهة النظر الإسرائيلية، ثمة شعور بالانتصار في هذه المواجهة، ليس بسبب "الإنجازات" العسكرية المتمثلة بتصفية القادة وضرب المواقع الحساسة للجهاد الاسلامي فحسب، إنما أيضًا بسبب عدم دخول حماس في المواجهة واختيارها الحياد ومشاهدة تدمير إسرائيل بنية ألجهاد الاسلامي التحتية، ثم طلبها من المصريين التوسط لدى إسرائيل لوقف المواجهة.
اختارتا الإرهاب
وقال الضابط الإسرائيلي الكبير لـ "إيلاف" إنه في مقابل التسهيلات المدنية، تريد إسرائيل الهدوء، وفي حال التصعيد سيتوقف كل شيء، مشيراً إلى نحو عشرين ألف عامل فلسطيني من قطاع غزة يعملون يوميًا في اسرائيل، وإلى دخول البضائع والاحتياجات من إسرائيل إلى القطاع. كما لفت إلى أن كمية الإسمنت التي استثمرها الجهاد الاسلامي وحماس في حفر الأنفاق وبنائها، والتي دمرتها إسرائيل، تكفي لبناء بيت لكل مواطن في قطاع غزة، "إلا أن الجهاد وحماس اختارتا الحرب والإرهاب بدلًا من الحياة والازدهار"، كما قال.
وأشاد هذا الضابط بموقف حماس وعدم تدخلها في المواجهة الاخيرة. قال: "الهدوء سيقابله ازدهار وتطور، وهناك غضب فلسطيني على الجهاد الاسلامي الذي جر غزة إلى مواجهة فاشلة، وحماس تنظر بجدية إلى هذا الغضب الشعبي، علماً أن أي مواجهة مقبلة ستدمر غزة".
في الختام، أكد الضابط الإسرائيلي أنه منذ عام 2014، تضاعف عدد السكان في محيط قطاع غزة وبلدات الجنوب في إسرائيل، "فإسرائيل مستمرة في الازدهار والبنيان، على الرغم من حالة الحرب السائدة في الجنوب وفي محيط قطاع غزة".