شارك السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، الرئيس السيسي في الاحتفال بافتتاح مسجد الحسين بعد أعمال التجديد الشاملة للمسجد التي أعقبت اندلاع حريق بالقرب من ساحته في الـ 30 من يناير/كانون الثاني الماضي.
وأصدر المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية بيانا قال فيه إن سلطان البهرة له جهود مقدرة فى ترميم وتجديد مقامات آل البيت وعدد من المساجد المصرية التاريخية، منها أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، ومسجد الحسين، فضلا عن الأنشطة الخيرية الأخرى المتنوعة لطائفة البهرة في مصر، بالإضافة إلى دعم صندوق "تحيا مصر".
فمن هو السلطان مفضل سيف الدين؟
مفضل سيف الدين هو سلطان البهرة الحالي، والابن الثاني لسلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين.
وُلد مفضل سيف الدين في مدينة سورات الهندية في 20 أغسطس/آب عام 1946، وينتمي إلى أسرة توارثت زعامة طائفة البهرة منذ مدة طويلة واعتنقت الإسلام منذ بزوغ شمسه في شبه القارة الهندية. تولى تربيته وتعليمه والده السلطان الراحل الدكتور محمد برهان الدين، وله خمسة أبناء، ثلاثة من الذكور أولهم الأمير جعفر الصادق ثم الأمير طه ثم الأمير حسين، وابنتان.
وبحسب ما يعتقده أبناء طائفة البهرة وتنص عليه كتبهم، فإنه لا يتولى زعامتهم سلطان جديد إلا بنص وتعيين من السلطان السابق، لذا فإن سلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين عين نجله مفضل سيف الدين خلفا له (وليا للعهد) قبل وفاته بسنيتن عام 2011 في مدينة مومباي أمام مئات الآلاف من أبناء الطائفة.
منحت جامعة كراتشي الباكستانية مفضل سيف الدين شهادة الدكتوراة في الآداب في الثامن من سبتمبر/أيلول 2015، تقديرا لجهوده الخيرية في العمل على توثيق الروابط الكريمة بين المسلمين.
كما منحته الهند جائزة السلام العالمية في 23 سبتمبر/أيلول 2015، اعترافا بما وصفته بمساعيه القيمة وحرصه على تقدم الحريات الإنسانية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وجهوده في إنشاء مشروع توزيع الغذاء وتأمنيه في جميع انحاء العالم (فيض الموائد البرهانية)، ومساعيه في تعزيز دور المرأة الاجتماعي والاقتصادي.
طائفة البهرة
تعني كلمة "البهرة" التجارة بالهندية، وترمز لواحدة من أشهر الطوائف الإسلامية المنتمية للشيعة والتي انتصرت لإمامة أحمد المستعلي الفاطمي ضد أخيه نزار المصطفى لدين الله، وذلك بعد وفاة والدهما الخليفة المستنصر بالله الفاطمي عام 1094، والذي اختار ابنه المستعلي ليكون واليا، فنشب الخلاف بين الأخوين وانتهى لصالح الطائفة المستعلية التي هُزمت بهزيمة الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي، الذي أسس الدولة الأيوبية وهزم الفاطميين وطردهم من مصر عام 1174، لينطلق البهرة إلى العديد من دول العالم.
ينقسم البهرة إلى فرقتين: "البهرة الداوودية" نسبة إلى داود برهان الدين بن قطب شاه، وينتشرون فى الهند وباكستان منذ القرن العاشر الهجرى، فيما يقيم داعيتهم فى مومباى؛ أما الفرقة الثانية فهي في اليمن، ويطلق عليها اسم "البهرة السليمانية" نسبة إلى سليمان بن الحسن.
انتقل البهرة إلى مصر خلال فترة الستينيات من القرن الماضي، ويعد مسجد الحاكم بأمر الله الفاطمي هو القبلة الأساسية التي يذهبون إليها لأداء طقوسهم. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن عددهم في مصر يصل إلى نحو 15 ألف شخص.
يعمل البهرة على إحياء كل ما يتعلق بالفاطميين من قبورهم ومساجدهم، ويدفعون أموالا طائلة لترميمها، إذ ساهم سلطانهم بجهود مقدرة في ترميم وتجديد مقامات آل البيت في مصر، وعدد من المساجد المصرية التاريخية، منها أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، والحسين، وأنشطة خيرية في مصر.
كانت طائفة البهرة سببا في إعادة إحياء مسجد الحاكم بأمر الله بعد فترات طويلة من التردي، كما كان لها دور مهم مؤخرا في تجديد مبانٍ تراثية وأثرية من مقامات آل البيت والمساجد المتعلقة بمعتقداتها، مثل مساجد الأقمر والسيدة زينب والسيدة رقية.
يعمل أغلب البهرة في مصر في التجارة ولهم العديد من الأنشطة الخيرية، كما شهدت السنوات الماضية دعم الطائفة لصندوق "تحيا مصر".
يستخدم البهرة تقويما قمريا إسلاميا بصيغة خاصة، جرى تطويره منذ زمن الفاطميين ويعتمد على حسابات فلكية لتحديد بدايات الأشهر، لذا فهو ثابت ويختلف بفارق يوم أو يومين عن التاريخ الإسلامي المعتاد.
للبهرة عيدان كل عام، أولهما يتم الاحتفال به يوم 18 من شهر ذي الحجة، وله طقوس خاصة، إذ يصومون هذا اليوم ويصلون ركعتين عند الغروب؛ والعيد الثاني يستمر خلال الأيام العشرة الأولى من شهر محرم، إحياء لذكرى استشهاد الإمام الحسين، ويحتفلون به في مساجد الحاكم بأمر الله، والجيوشي، والحسين.
يحتفل البهرة في مصر بمولد زعيمهم محمد برهان الدين سلطان في 11 مارس/آذار من كل عام، وتقام الاحتفالات على مدار أسبوع كامل داخل مسجدي الحاكم بأمر الله ومسجد الأقمر، وفي وقت الاحتفال يزدحم مسجد الحاكم بأمر الله عقب صلاة الفجر بالبهرة مرتدين زيهم المميز.