بيروت: تُعلن أكاديمية غونكور في تشرين الأول/أكتوبر المقبل من بيروت أسماء المتأهلين الأربعة إلى المرحلة النهائية من السباق للفوز بالجائزة الأدبية المرموقة هذه السنة، في افتتاح مهرجان أدبي دولي يشكّل بديلاً من معرض الكتاب الفرنكوفوني، على ما قال مسؤول في السفارة الفرنسية لوكالة فرانس برس.
وقال الملحق المختص بالكتاب والنقاش الفكري في السفارة ماتيو دييز إن الحدث الذي ينظمه المركز الثقافي الفرنسي في لبنان من 25 إلى 30 تشرين الأول/أكتوبر يحمل عنوان "مهرجان كتب بيروت"، ويحضر للمشاركة فيه خمسون كاتباً فرنكوفونياً يعقدون لقاءات في مواقع متفرقة من العاصمة اللبنانية.
المعرض الفرنكفوني
درجت العادة في بيروت طوال العقود الثلاثة الأخيرة على إقامة معرض للكتاب الفرنكوفوني أصبح محطة أساسية في المشهد الثقافي اللبناني، لكنّ الدورة الخامسة والعشرين التي نظمت عام 2018 كانت الأخيرة، إذ ألغي المعرض عام 2019 بسبب التظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها بيروت اعتباراً من تشرين الأول/أكتوبر، ثم حالت جائحة كوفيد-19 دون انعقاده، وبعدها انفجار مرفأ بيروت.
ولاحظ دييز الذي تسلّم مهامه في أيلول/سبتمبر 2021 أن "الصيغة التي كان المعرض يقام بها سابقاً لم تعد صالحة اليوم في لبنان. فالمعرض كان قائماً على بيع الكتب المستوردة التي لم تعد في متناول معظم اللبنانيين"، بفعل الضائقة الاقتصادية والمعيشية.
مهرجان أدبي
واضاف "ارتأينا تالياً التحوّل إلى صيغة مختلفة وتنظيم مهرجان أدبي"، يشارك فيه مؤلفون بالفرنسية من دول عدة، يعقدون لقاءات في نحو 30 موقعاً من المدينة.
وشرح أن المهرجان يشمل أنشطة "متعددة الاختصاص"، إذ يقوم على لقاءات مبتكرة مع مؤلفات ومؤلفين" من جنسيات عدة، بينهم لبنانيون. وأشار إلى أن من هذه الأنشطة "قراءات عامة على خشبة المسرح أو لقاءات في مقاهٍ أو مداخلات للكتّاب في متاحف أو في حفلات موسيقية".
ووصف المهرجان بأنه "صيغة مكيّفة لتتناسب مع الوضع في لبنان"، مشيراً إلى أن حضور الأنشطة سيكون متاحاً مجاناً. وقال إن "شراء الكتب ليس شرطاً للقاء المؤلفين". وأضاف "سيكون بيع الكتاب موجوداً لمن يملك الإمكانات، لكنّ الأساس هو مقابلة المؤلفين في كل أنحاء المدينة".
يارد
وقالت الكاتبة والشاعرة اللبنانية بالفرنسية هيام يارد التي ستكون بين هؤلاء إن الصيغة الجديدة "وسيلة ملائمة لدعم الثقافة ... والحفاظ عليها" في ظل "التدهور" الراهن. واعتبرت أن إقامة المهرجان "تعطي أملاً".
وإذ لاحظت أن "الكتب اليوم لم تعد في متناول اللبنانيين بسبب اسعارها المرتفعة" في ظل انهيار العملة الوطنية، اعتبرت أن "الطريقة الشفوية" التي يعتمدها المهرجان "تتيح إبقاء الأدب نابضاً".
ويحضر إلى بيروت في المناسبة أعضاء أكاديمية غونكور الذين يعلنون من العاصمة اللبنانية في 25 تشرين الأول/أكتوبر أسماء الكتّاب الأربعة المتأهلين إلى المرحلة النهائية للجائزة.
وإذ ذكّر دييز بأن "عدداً من أعضاء الأكاديمية سبق أن شاركوا في معرض الكتاب خلال السنوات السابقة"، شدد على أنهم "قبلوا هذه الدعوة دعماً للمشهد الأدبي اللبناني ولهذه الصيغة الطموحة" التي "تعيد لبيروت مكانتها كعاصمة للكتاب في المنطقة".