: آخر تحديث
بعد أن شكّلت محور معركة طاحنة منذ أسابيع

كييف تؤكد أنها أجبرت القوات الروسية على التراجع في سيفيرودونتسك

61
62
68

كييف (أوكرانيا): أكدت أوكرانيا أنها أجبرت القوات الروسية على التراجع في سيفيرودونتسك كبرى مدن دونباس حيث تركز موسكو هجومها على أمل السيطرة الكاملة على هذه المنطقة.

وبعد مئة يوم على اندلاع الحرب، أكدت روسيا من جهتها أنها حققت بعض أهداف "العملية العسكرية الخاصة" التي أطلقتها من أجل "اجتثاث النازية" من أوكرانيا وحماية سكانها الناطقين بالروسية.

لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رد في تسجيل فيديو تم تصويره أمام مبنى الإدارة الرئاسية في كييف الجمعة بالتأكيد أن "النصر سيكون لنا".

وبعد هزيمته أمام كييف، يركز الجيش الروسي الآن جهوده في دونباس بشرق أوكرانيا حيث يقصف بلا توقف بعض المدن بما في ذلك سيفيرودونتسك التي تشكل محور معركة طاحنة منذ أسابيع.

وحذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ من أن"حرب استنزاف" طويلة الأمد تدور في هذه المنطقة.

وقالت الرئاسة الأوكرانية إن قتالا ضاريا كان يدور صباح الجمعة في وسط المدينة. وأوضحت أن "الغزاة الروس يواصلون قصف البنية التحتية المدنية والجيش الأوكراني في مناطق سيفيرودونتسك وبوريفسكي وليسيتشانسك".

لكن القوات الروسية ما زالت عاجزة عن السيطرة بالكامل على هذه المدينة، حسب كييف. وسيسمح الاستيلاء على هذه المدينة لهذه القوات بتأمين سيطرتها على حوض دونباس الغني بالمناجم ويحتله جزئيا الانفصاليون الموالون لروسيا منذ 2014.

أعلن حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي الجمعة أن الجنود الروس أجبروا على التراجع. وقال "لم يستولوا عليها بالكامل. كنا نشهد وضعاً صعباً بعد استيلائهم على حوالى سبعين بالمئة (من المدينة) وتم صدهم الآن بنسبة 20 بالمئة" على الرغم من كثافة القصف.

قصف مكثف

وأضاف "إنهم يقصفون مواقعنا لساعات ثم يرسلون سرية من الجنود الذين تم تجنيدهم حديثاً، يموتون، فيدركون أنه لا تزال هناك بؤر مقاومة فيباشرون القصف من جديد. هذا ما يحدث في الشهر الرابع" من الحرب.

وعلى غرار الرئيس الأوكراني، يدعو غايداي إلى تسليم أوكرانيا أسلحة ثقيلة لدفع المدفعية الروسية إلى التراجع بعيداً عن المواقع الأوكرانية وتجنب ما حدث في ماريوبول الميناء الاستراتيجي الواقع على بحر آزوف (جنوب شرق) الذي احتلته القوات الروسية في 20 أيار/مايو ودمّر في القصف.

وقال رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويشنكو الجمعة "خلال الأيام المئة الأولى من هذه الحرب حوّلت قوات الاحتلال ماريوبول إلى رماد". وأضاف أن النتيجة هي "مقتل أكثر من 22 ألف مدني وتدمير 1300 مبنى وترحيل 47 ألف شخص إلى روسيا" أو إلى مناطق خاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا.

وتقصف القوات الروسية بكثافة أيضاً منطقة دونيتسك بما في ذلك سلوفيانسك التي تقع على بعد نحو ثمانين كيلومتراً غرب سيفيرودونيتسك. وتقول كييف إن سكان المنطقة يعانون نقص الغاز والمياه والكهرباء.

في الجنوب، يشعر الأوكرانيون بالقلق من احتمال ضم المناطق التي احتلتها القوات الروسية بينما تتحدث موسكو عن احتمال تنظيم استفتاءات في هذا الشأن اعتباراً من تموز/يوليو. لكن القيادة الجنوبية للقوات المسلّحة الأوكرانية أكّدت أن الروس يواجهون مقاومة شديدة من السكان.

وقالت ليل الجمعة السبت إن "المحتلين خائفون من المقاومة المتزايدة بين السكان المحليين في منطقة خيرسون"، أول مدينة أوكرانية مهمة احتلتها القوات الروسية في بداية الغزو.

حزمة عقوبات

ومنذ غزو أوكرانيا بأمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل مئة يوم فقط، تمكّن جيشه من زيادة مساحة الأراضي الأوكرانية التي يسيطر عليها بمقدار ثلاثة أضعاف. فمع شبه جزيرة القرم والأراضي المحتلة في دونباس وجنوب أوكرانيا تسيطر روسيا حالياً على نحو 125 ألف كيلومتراً مربعاً، حسب الرئيس زيلينسكي.

على الصعيد الدبلوماسي، توصلت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بصعوبة إلى اتفاق على حزمة سادسة من العقوبات ضد موسكو، بما في ذلك فرض حظر مع استثناءات، على مشتريات النفط الروسية، سيبدأ تطبيقه خلال ستة أشهر.

ونُشر النص الجمعة في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي ودخل بذلك رسمياً حيز التنفيذ.

وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي المسؤول عن الطاقة ألكسندر نوفاك أن "المستهلكين الأوروبيين سيكونون أول من يعاني من هذا القرار". وأضاف "لا أستبعد حدوث عجز كبير في المنتجات البترولية في الاتحاد الأوروبي".

ويتصاعد القلق أيضاً بشأن إمدادات الحبوب إذ تقول الأمم المتحدة أنها تتفاوض مع موسكو للسماح بتصديرها. وعبر أمين عوض منسق الأمم المتحدة في أوكرانيا عن أمله في تحقيق "انفراج"، مؤكداً "تفاؤله" في نتيجة المفاوضات.

مخاوف من أزمة

تشعر الأمم المتحدة بالقلق من احتمال حدوث أزمة لا سيما في أفريقيا التي تستورد أكثر من نصف حبوبها من أوكرانيا وروسيا. وقد تجاوز سعرها في أفريقيا المستويات التي وصلت إليها خلال أزمات "الربيع العربي" في 2011 أو خلال أعمال الشغب بسبب الغذاء في 2008.

إلا أن بوتين نفى هذه الإمكانية. وقال في مقابلة تلفزيونية "لا توجد مشكلة في تصدير الحبوب من أوكرانيا"، في إشارة إلى طرق عدة لتصديرها عبر الموانئ الأوكرانية وأخرى تحت السيطرة الروسية أو عبر وسط وشرق أوروبا.

وقال الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي الرئيس السنغالي ماكي سال إنه شعر "بالاطمئنان" الجمعة بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي.

وأضاف سال للصحافيين بعد الاجتماع الذي عقد في سوتشي (جنوب روسيا) "نخرج من هنا مطمئنين وسعداء جداً بمناقشاتنا"، مشيراً إلى أنه وجد الرئيس الروسي "ملتزماً ومدركاً أن الأزمة والعقوبات تسبب مشاكل جدية للاقتصادات الضعيفة، مثل الاقتصادات الأفريقية".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار