طهران: عرض التلفزيون الرسمي الإيراني السبت للمرة الأولى لقطات من قاعدة محصّنة تحت الأرض للطائرات المسيّرة تابعة للجيش، مع تأكيد مسؤولين عسكريين مواصلة طهران تطوير قدراتها في هذا المجال.
ويثير تطوير إيران للطائرات المسيّرة قلق عدوّتيها الولايات المتحدة واسرائيل اللتين تتهمانها بتوفير طائرات من هذا النوع لحلفائها في الشرق الأوسط مثل حزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والمتمردين الحوثيين في اليمن، أو استخدامها لاستهداف القوات الأميركية وحركة الملاحة في الخليج.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في تشرين الأول/أكتوبر 2021 عقوبات على شخصيات مرتبطة بهذا البرنامج.
وعرض التلفزيون الرسمي الإيراني السبت لقطات من قاعدة تقع على عمق "مئات الأمتار" تحت الأرض في قلب جبال زاغروس في غرب البلاد. وفي حين لم يحدد مراسل التلفزيون الموقع، أشار الى أن الوصول الى القاعدة تطلّب رحلة "لنحو 40 دقيقة" في مروحية عسكرية انطلقت من مدينة كرمنشاه، كان خلالها معصوب العينين.
وأظهرت اللقطات رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري وقائد الجيش اللواء عبد الرحيم موسوي، وهما يركبان عربة عسكرية ويستعرضان طائرات مسيّرة من طرازات مختلفة رصفت جنبا الى جنب داخل نفق خرساني مزوّد بإضاءة بيضاء.
وأوضح التلفزيون أن القاعدة "تضم قرابة مئة طائرة مسيّرة قتالية واستطلاعية وهجومية".
صورة قدمها الجيش الإيراني في 28 أيار\مايو 2022 تُظهر قاعدة طائرات مسيرة تحت الأرض في مكان مجهول في إيران
باقري
وشدد باقري على أن "الجيش يقوم سريعا بتطوير قوته وقدراته في مجال الطائرات المسيّرة"، مشيرا الى أن إيران تعمل على انتاج "طائرات مسيّرة جديدة لمهمات عدّة ومتنوعة".
وأشار الى أن تطوير قدرات الجيش في هذا المجال، مضافا الى ما يتمتّع به الحرس الثوري وقواته الجوفضائية، وفّر للجمهورية الإسلامية "ذراعين قويّتين في مجال الطائرات المسيّرة".
وأضاف "لن نقلل من شأن التهديدات التي من حولنا على الاطلاق، ولا نعتبر عدونا نائما، بل سنواصل رصد تحركاته بكل جاهزية وتأهب".
من جهته، اعتبر موسوي أن "القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية أصبحت بلا شكّ أكبر قوة اقليمية في مجال الطائرات المسيّرة، نظرا الى طرازات الطائرات المسيّرة (التي تمتلكها) وما هي قادرة على القيام به".
وتضم القاعدة طرازات مختلفة من الطائرات المسيّرة التي زوّد بعضها بصواريخ، منها طائرة "كمان-22" التي أشار موسوي الى أن "مداها يبلغ ألفي كلم على الأقل، ومزوّدة بصاروخ كروز مداه 200 كلم".
وبدأت الجمهورية الإسلامية تطوير برامج للطائرات المسيّرة منذ ثمانينات القرن الماضي خلال الحرب ضد العراق (1980-1988).
وسبق للقوات الإيرانية أن اختبرت أنواعا مختلفة من الطائرات المسيّرة في مناورات عسكرية. وفي آذار/مارس، كشف الحرس الثوري عن قاعدة للطائرات المسيّرة مقامة أيضا تحت الأرض.