: آخر تحديث
بمساندة القائد الثاني للمنتخب ليوناردو بونوتشي

إيطاليا للبدء مع مانشيني حتى إشعار آخر!

57
52
54

روما: يجد المنتخب الإيطالي نفسه مرة أخرى أمام مرحلة بناء يلفها الغموض لاسيما في ما يخص مصير المدرب روبرتو مانشيني الذي أنسى عشاق "أتزوري" خيبة الغياب عن مونديال 2018 بإحراز كأس أوروبا الصيف الماضي، لكن سرعان ما تحول من بطل الى شرير في أمسية باليرمو السوداء.

وبعدما عاشوا قبل أربعة أعوام خيبة الغياب عن النهائيات العالمية لأول مرة منذ 60 عاماً، تفاءل الإيطاليون مع المدرب الجديد مانشيني عقب نجاحه في بناء منتخب بمقاربة هجومية مشوقة مختلفة عن الاسلوب الدفاعي التقليدي.

وبعد الفوز بجميع المباريات المؤهلة الى كأس أوروبا 2020، توج مانشيني جهوده الصيف المنصرم بقيادة بلاده الى كأس أوروبا المؤجلة لعام بسبب فيروس كورونا، بالفوز في النهائي على إنكلترا في معقلها "ويمبلي" بركلات الترجيح.

مقدونيا الشمالية

لكن سرعان ما عاد الإيطاليون الى أرض الواقع المرير حيث تحققت المفاجأة الخميس على يد مقدونيا الشمالية بهدف سجله مهاجم باليرمو السابق والفيحاء السعودي حالياً ألكسندر ترايكوفسكي في الوقت القاتل (2+90)، ليمنح بلاده بطاقة نهائي المسار الثالث من الملحق الأوروبي المؤهل لمونديال قطر 2022 حيث تلتقي الثلاثاء مع البرتغال في بورتو.

"البدء في التفكير بطريقة مختلفة"

ولأسباب متعلقة بحقوق النقل التلفزيوني، يجد مانشيني نفسه الآن مضطراً الى النهوض سريعاً من الكبوة ومحاولة إعادة شيء من الحياة للاعبيه عندما يحلّ معهم في مدينة قونية من أجل مواجهة ودية الثلاثاء مع تركيا التي انتهى حلمها المونديالي أيضاً الخميس بالخسارة أمام البرتغال 1 3.

ورغم الانتقادات الكثيرة التي طالته بعد كارثة باليرمو، أشار مانشيني الإثنين الى أنه ما زال عازماً على مواصلة المشوار لأنه "ما زلت شاباً وهدفي الفوز بكأس أوروبا (تحقق الصيف الماضي) وكأس العالم. هدف الفوز بكأس العالم قد تأجل بعض الشيء (حتى 2026)"، مؤكداً أنه "ما زلت أستمتع بعملي".

وحتى وإن كان القرار بشأن مستقبله لم يكن ليبت قبل مواجهة تركيا في مباراة بمثابة "قصاص" نظراً للوضع النفسي الصعب جداً، أظهر مانشيني الإثنين شهية حقيقية ليكون الرجل الذي يقود حملة البناء الجديدة، مشدداً على ضرورة "المضي قدماً، والبدء في التفكير بطريقة مختلفة".

بونوتشي

وحظي مانشيني بمساندة القائد الثاني للمنتخب ليوناردو بونوتشي الذي قال "ما منحنا إياه المدرب منذ ثلاثة أعوام يعتبر شيئاً فريداً من نوعه".

وفي ظل موقعة الدوري المنتظرة في عطلة نهاية الأسبوع الحالي بين يوفنتوس وإنتر حامل اللقب، يجد مانشيني نفسه مضطراً الى الأخذ بعين الاعتبار الوضع البدني للاعبي الفريقين: بونوتشي وجورجو كييليني ومانويل لوكاتيلي وماتيا دي تشيليو (يوفنتوس)، أو نيكولو باريلا وأليساندرو باستوني (إنتر)...

ويدرك مانشيني أن مباراة من هذا النوع قد تمنحه نوعاً من العلاج النفسي الجماعي في حال الفوز بها، وتطلق ما قد يكون حملة إعادة بناء منتخب عاش خيبة المونديال منذ تتويجه بلقبه الرابع والأخير عام 2006، إذ ودّع بعدها من الدور الأوّل عامي 2010 و2014 وفشل في التأهل الى نسختي 2018 و2022.

الأسس موجودة

كشف بونوتشي الذي غاب عن السقوط المشؤوم في باليرمو، أن "الساعات الـ48 التي تلت الإقصاء كانت صعبة. ثم حاولنا التخفيف من هول الصدمة من خلال القول للشبان (لزملائه الشبان) إنه ستتاح لهم فرصة لخوض مونديالات أخرى، خلافاً لنا".

وأضاف ابن الـ34 عاماً الذي أكد رغبته في الاستمرار مع المنتخب، أن "الأسس موجودة هنا من أجل الصعود مجدداً".

بالنسبة لشريكه في قلب دفاع يوفنتوس كييليني، فالاستمرار مع المنتخب سيكون صعباً وقد يكون الاعتزال في حزيران/يونيو المقبل بما أنه يبلغ من العمر 37 عاماً.

ووفقاً للصحافة الإيطالية، قد يخسر لاعبون آخرون توجوا أبطالاً لأوروبا الصيف المنصرم مكانهم في "أتزوري" نظراً لأدائهم في الآونة الأخيرة وأعمارهم، على غرار لورنتسو إنسينيي، تشيرو إيموبيلي أو جورجينيو الذين عادوا الى أنديتهم في عطلة نهاية الأسبوع.

كما لم يسافر ستة لاعبين آخرين الى قونية، ويعود ذلك بشكل خاص الى مشاكل بدنية، مثل ماركو فيراتي الذي كان أفضل لاعبي المنتخب في مباراة مقدونيا الشمالية، أو دومينيكو بيراردي الذي فوت على بلاده فرصة سهلة جداً أمام مرمى مشرع أمامه في مباراة الخميس، أو أليساندرو فلورنتسي.

وبالتالي، تنطلق عملية البناء بمنتخب معدّل الى حد كبير يقوده لاعبون من المفترض أن يشكلوا نواته للاستحقاق المقبل في كأس أوروبا 2024، مثل لوكاتيلي، ساندرو تونالي، باستوني، نيكولو زانيولو، جانلوكا سكاماكا، باريلا.

ويُضاف اليهم بالتأكيد فيديريكو كييزا الذي تأثر المنتخب كثيراً بغيابه نتيجة إصابة ستبعده عن الملاعب حتى نهاية الموسم.

ومن المتوقع أيضاً ألاّ يتواجد جانلويجي دوناروما بين الخشبات الثلاث في مباراة الثلاثاء، وهو الذي يمر بفترة صعبة جداً ليس فقط بسبب الهدف الذي دخل شباكه الخميس، بل لأنه تسبب أيضاً بخروج فريقه باريس سان جرمان الفرنسي من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا على يد ريال مدريد الإسباني.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في رياضة