دبي: من الطائرات المسيّرة إلى الصواريخ الموجّهة عن بعد، تنكبّ الإمارات أحد أكبر مشتري الأسلحة في العالم، على تطوير الصناعة العسكرية محليًّا لتقليل اعتمادها على الصادرات الباهظة، في منطقة غالبًا ما تعصف بها الأزمات.
قبل عامين، تم إنشاء مجموعة "إيدج" التي تتّخذ من أبوظبي مقراً لتقود هذه الجهود، وأصبحت تضم 25 شركة تصنيع أسلحة إماراتية، ممّا يمثّل "نضج صناعة الدفاع لدينا"، حسبما يقول رئيس أحد الأقسام الخمسة في المجموعة خالد البريكي لوكالة فرانس برس.
وصعدت "إيدج" سريعًا لتصبح واحدة من أكبر 25 شركة تصنيع دفاعي على مستوى العالم العام الماضي بعائدات تزيد عن خمسة مليارات دولار، وفقًا للمعهد الدولي لأبحاث السلام "سيبري" في ستوكهولم.
That’s a wrap of day 3 of #LeadingEDGE at @DubaiAirshow. Explore how we are creating a #FuturePossible through our range of sophisticated, high-quality solutions and services rivaling the best in the industry. pic.twitter.com/8Apo6cyE6m
— EDGE (@_edgegroup) November 16, 2021
قدرات هائلة
وقال البريكي "أدركنا أنّه يتعيّن علينا تجميع قدراتنا معًا تحت سقف واحد للتركيز على ما نريد تصنيعه في الدولة، والآن يمكننا القيام بذلك على صعيد عالمي أيضًا".وتابع "لدينا عقلية مجموعة ناشئة، ولكن مع قدرات هائلة".
وتوظّف المجموعة 13 ألف شخصًا "من جميع أنحاء العالم" لكنّها تعمل على توظيف المزيد من الإماراتيين، لا سيما من خلال إبرام اتفاقيات مع جامعات في الدولة الثرية أو في الخارج.
وفي معرض دبي للطيران الذي انطلق الأحد، يعرض جناح "إيدج" الضخم مجموعة من المنتجات المصنوعة في الإمارات، من القنابل الموجّهة إلى أنظمة الأمن السيبراني.
ويسعى الجناح إلى استقطاب العقود التي تكاد تكون حصرية لصالح القوات المسلّحة الإماراتية، ولا سيما لصيانة الطائرات العسكرية للقوات الجوية (قرابة 4 مليارات دولار) أو توفير الذخائر الموجّهة (880 مليون دولار).
أكبر مستوردي الأسلحة
وتعدّ الإمارات الغنية بالنفط على غرار جارتيها السعودية والقطر، من بين أكبر مستوردي الأسلحة في العالم وتسعى إلى تنويع اقتصادها.
قال البريكي "لدينا بالفعل 20 منتجًا تم تصنيعها في إطار مبادرة (صنع في الإمارات) وتم الإعلان عن 13 منتجًا منها هذا العام"، مضيفًا "نطمح إلى العمل ضمن القدرات الوطنية (فقط)، لكن ليس لدينا درجة كافية من النضج للإستغناء عن الشركاء" بعد.
بالتالي، تعمل المجموعة المصنّعة على زيادة عدد الاتفاقيات مع الشركتين الأميركيتين "لوكهيد-مارتن" و"رايثون" على سبيل المثال، أو "إمبراير" البرازيلية و"إيرباص" الأوروبية.
وبينما تقوم الشراكات على منح "إيدج" تراخيص إنتاج لمنتجات معيّنة، فإنّ المجموعة تبرم عقودًا أخرى أكثر طموحًا، حيث "يشتري الشريك منتجاتنا ويبيعها" بالنيابة عن المجموعة، بحسب البريكي.
التطبيع مع إسرائيل
وفتح توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل العام الماضي فرصًا جديدة أمام المجموعة للتقرّب من المصنّعين العسكريين في الدولة العبرية، الحاضرين بأعداد كبيرة لأول مرة في معرض دبي للطيران.
وقال البريكي "نتناقش معهم ونوقّع العقود، نحن نتّبع سياسة حكومتنا".
وفي هذا السياق، أعلنت شركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية العملاقة في مجال التسلّح والتي تصمّم طائرات بدون طيار، الأحد عن إنشاء شركة تابعة في الإمارات تهدف بشكل خاص إلى "نقل التقنيّات إلى الشركاء المحليين".
تأمل شركة "إيدج"، التي حصدت حوالى عشرين عقد تصدير للخدمات أو الذخيرة، في ترسيخ مكانتها على الساحة الدولية.
وفي الوقت الحالي تقوم "إي بي آي"، أحد كياناتها المتخصّصة في الهندسة الدقيقة للملاحة الجوية، بتصدير أكثر من 60 بالمئة من إنتاجها.
ورأى البريكي أنّ "التصدير مهم، ليس فقط من الناحية الاقتصادية" ولكن أيضًا من ناحية إظهار جودة الأسلحة الإماراتية"، مضيفًا "إذا كان لدينا منتج جيد، فيجب أن نكون قادرين على بيعه في الخارج".