: آخر تحديث
اكد عدم السماح لأي طرف خارجي بالتدخل في شؤون الحشد

الكاظمي: هذه أسس وساطتنا بين طهران وكل من الرياض وواشنطن

40
42
45
مواضيع ذات صلة

ايلاف من لندن: في تصريحات الى اعلاميين ايرانيين في بغداد القى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الجمعة اضواء على وساطة بلاده بين طهران وكل من الرياض وواشنطن على حدة ومساراتهما وعن التدخل الخارجي في شؤون الحشد الشعبي وكذلك عن ظروف تشكيل حكومته ومهماتها وماقطعته من اشواط لتحقيق الاهداف التي تشكلت من اجلها.

وقال الكاظمي في تصريحات صحافية مطولة للاعلاميين وتابعتها "ايلاف" عن وكالة فارس الايرانية فيما يخص الحشد الشعبي ان الحشد مؤسسة دستورية عراقية، وهم جزء من المنظومة الأمنية العراقية، وجزء من منظومة الأمن القومي العراقي، ونعمل على دعم الحشد وتطوير قدراته ودفاعاته، والحشد أدى دوراً كبيراً في الحرب ضد داعش كما الأجهزة الأمنية العراقية كالجيش ومكافحة الإرهاب.

وشدد على رفض السماح لأطراف خارجية أن تملي علينا قراراً سيادياً يخص سلاح الحشد أو مؤسسات الحشد الشعبي لان "الحشد هم أبنائي، هم مؤسسة تحظى برعاية الحكومة وعلاقتنا جيدة منذ اللحظة الأولى مع الحشد على الرغم من محاولات البعض لإثارة بعض المشكلات، لكن بكل تأكيد نحن نرعى هذه المؤسسة، ونوفر لها كل الدعم، ولن نقبل بأي إملاءات على الحكومة العراقية بالنيل من أي مؤسسة أمنية أكان الحشد أو أي مؤسسة أخرى".

الحوار السعودي الايراني

وفيما يخص الحوارات الجارية بين ايران والسعودية في العراق اكد الكاظمي أن دول الجوار العراقي ودول المنطقة يجب أن تفكر بالبحث عن مشتركات وليس فقط نقاط خلاف. واوضح ان العراق يسعى إلى تقريب وجهات النظر بين جميع الفرقاء بالمنطقة، وأن يكون  ساحة التقاء لإيجاد فرصة لبناء الاستقرار بالمنطقة وبكل تأكيد نتمنى أن تكون العلاقات الإيرانية-العربية، السعودية-الإيرانية، حتى مع دول الإقليم أن تكون بالمستوى وفيها مشتركات هي التي تزيد هذه العلاقات.

وشدد على ان العراق يسعى لتوفير كل الظروف إذا طُلب منه ذلك لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء بالمنطقة؛ لأن استقرار المنطقة فيه عائدية كبيرة لاستقرار العراق وتطوير اقتصاده، وكذلك اقتصاديات المنطقة .

وعن الخلافات في هذه الحوار اشار الكاظمي الى انه لاتوجد خلافات في المنطقة بل توجد قطيعة صنعت هذه الفجوة في المنطقة والفراق الطويل في المنطقة هو ما صنع هذه الخلافات التي سمحت لأطراف خارجية لا تريد استقرار المنطقة ولا تفكر بمصالحها أن تصنع هذه التفرقة.

وعبر عن تفاؤله بمستقبل المنطقة بكل قادة المنطقة، فالجميع يفكرون بأن هناك فرصة للاستقرار، وهناك سياسة جيدة في المنطقة، هناك سياسة دولية في المنطقة جديدة يجب أن نبحث عن جميع المشتركات لإعادة بناء ترتيب البيت العربي، والبيت العربي الإيراني، والبيت الإسلامي في المنطقة.

وساطة بغداد بين واشنطن وطهران

وعن دور الوساطة العراقية بين ايران وامريكا قال الكاظمي "نتمنى أن نرى أن هناك تفاهماً ونتائج طيبة من اتفاقية فيينا بما تخدم شعوب المنطقة وشعوب العالم العراق مستعد لأن يقوم بأي دور يُطلب منه في نقل وجهات النظر وتقريبها فيما يخص الاجتهادات بهذه العلاقات".

واضاف إن إيران مرت بظروف صعبة، والآن يجب أن نساعد على تصحيح كثير من المسارات وإذا طُلب من العراق أي دور فسوف يقوم بيه بكل تأكيد.

الحوار الاستراتيجي مع اميركا

وعن الحوار الاستراتيجي العراقي الاميركي ومغادرة القوات الاميركية للعراق اشار الكاظمي قائلا "دخلنا لحد اللحظة خلال هذه السنة 3 مراحل للحوار، ونجحنا في المرحلة الثانية في الحصول على اعتراف واضح من الرئيس الأميركي السابق ترامب بأن الأميركان سوف ينسحبون من العراق، وقبل الوصول للمرحلة الثالثة نجحنا بتقليص عدد القوات الأميركية في العراق لأكثر من 60% من هذه القوات".

واوضح ان هناك اجتماع قريب للجنة الفنية التي أقرتها المرحلة الثالثة من الحوار وعملها إيجاد الجدول أو التأريخ المعين لانسحاب القوات القتالية من العراق وبكل تأكيد ستكون هناك مرحلة قادمة للحوار خلال الشهرين المقبلين  والحوار هو أساسا ليس فقط لانسحاب القوات، بل هناك ابعاد كثيرة تخص تنظيم العلاقات بين البلدين في مجالات الصحة والتعليم والتكنولوجيا.

وحول موقف العراق من "المقاومة" في المنطقة اشار الكاظمي الى ان العراق يدعم أي قضية عادلة في العالم أكانت في المنطقة أو خارج المنطقة؛ ولهذا السبب نسجل دائماً المواقف لدعم قضايا المسلمين في كل مكان في العالم، وكذلك القضايا الإنسانية في كل مكان   ولكن كل بلد له خصوصيته وله ظرفه، ومع كل هذا نعتقد أن مبدأ المقاومة وطلب الحقوق العادلة قضية إنسانية يجب على شعوب العالم وعلى دول العالم أن تقف مع أي قضية عادلة تستحق الوقوف وتحقيق العدالة فيها.

الربط السككي بين العراق وايران

وعن موعد تنفيذ مشروع الربط السككي بين مدينتي البصرة العراقية والشلامجة الايرانية   وبرامج حكومته لمشروع الترانزيت التجاري من الشرق الى الغرب عبر العراق، قال اوضح الكاظمي قائلا "عندما وقعنا اتفاقية الشلامجة انتقد الإعلام المعادي وحتى بعض أصدقاء إيران هذا الاتفاق مع الأسف الشديد.

واضاف " العراق نجح بتوثيق العلاقة مع ايران فعلاقاتنا تتطور بين الدول عندما يكون هناك تكامل اقتصادي، هذا المشروع تم الحديث به منذ عام 2005، وكان البعض يتخوف من تنفيذ الاتفاقية، لكن نحن وقعنا لأننا رأينا فيها مصلحة الشعب العراقي ومصلحة العلاقات العراقية-الإيرانية.

واضاف إن هذا المشروع استراتيجي، وسيكون امتداداً لخط الحرير التأريخي من الصين إلى باكستان إلى ايران ومن ثم الوصول إلى البحر المتوسط ومن ثم إلى کل بقاع العالم.

واوضح انه ستكون هناك فوائد كبيرة من وجود بضاعة ترانزيت للبحر المتوسط عبر أي دولة من دول الجوار العراق، الأردن، سوريا وتركيا.   
 
حكومة استثنائية

عن ظروف تشكيل حكومته في ايار مايو 2020 اوضح الكاظمي انها تختلف عن بقية الحكومات العراقية لسبب بسيط جداً، هو أن كل الحكومات التي حكمت العراق منذ سقوط نظام صدام حسين كانت تأتي بانتخابات؛ لكن هذه الحكومة جاءت بظرف مغاير استثنائي يختلف حيث اشترطت ان يكون هناك توافق شيعي واضح للقبول بهذا الموقع، وحصل توافق كامل بتكليفي بمهمة إدارة هذه الحكومة.

واوضح انه كان هناك ثلاثة مطالب هي: العمل على تأسيس انتخابات نزيهة عادلة في أقرب وقت ومن ثم حماية الاقتصاد العراقي من الانهيار؛ بسبب الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي مر بها العراق لانهيار أسعار النفط وكذلك بسبب تداعيات وباء كورونا.. وأن يكون العراق بلداً آمناً وتتوفر فيه ظروف السيطرة على السلاح المنفلت، والسيطرة على عصابات الجريمة المنظمة، وكذلك الجماعات الإرهابية داعش.

واشار الى انه عمل على تفكيك المشكلة السياسية في العراق اذ كانت هناك مشكلة سياسية حقيقية وأنا أعلم أن في الإعلام الإيراني وجهة نظر تُنقل بنحو أحادي الجانب، وأنا اليوم سوف أكون صادقاً معكم، ونتكلم بوجهة نظر وطنية عراقية تمثل كل العراقيين. أني اليوم رئيس وزراء مكلف للوصول للانتخابات وهدفي هو الوصول للانتخابات، وليس لدي أي مصالح".

واكد انه شكل حكومته في ظروف صعبة معقدة دوليا بسبب التصعيد الجاري على أرض العراق، وعملنا بكل جد على تفكيك هذه الأزمة وأن لا يكون العراق ساحة للحرب، وأن لا يكون ساحة للصدام؛ وإنما يكون ساحة للسلام والتقريب وعملنا على جمع المشتركات بدلاً من نقاط الاختلاف.

موازنة ضعيفة

واشار الكاظمي قائلا "أنا أول رئيس وزراء بتأريخ العراق تسلّم موازنة ضعيفة، أموالها بسيطة جداً لا تستطيع أن تفيَ بأي التزام فيما يخص الموظفين والمواطنين؛ ومع كل هذا عملنا على تقديم ورقة إصلاح هي الورقة البيضاء طويلة المدى، وتحتاج إلى خمس سنوات من الإصلاح. وعملنا كذلك على توفير السيولة لدفع التزام الحكومة تجاه مواطنيها".

وزاد "كانت في العراق فوضى كبيرة؛ بسبب سوء الإدارة، وبسبب الفساد. في العراق أكثر من 7 ملايين ونصف المليون بين موظف ومتقاعد، وعدد سكان البلاد حوالي 40 مليون نسمة وأقولها بكل صراحة: النظام السياسي ما بعد "صدام" تعرض لضربات كثيرة، منها الحرب من قبل القاعدة، والحرب من قبل داعش، ومن ثم فوضى عدم نجاح الكتل السياسية باستيعاب كل العراقيين؛ فحصل ما حصل. فهناك مظاهرات وهناك احتجاجات أثرت على بنية الدولة العراقية".

فك ازمة العراق السياسية الخارجية

وبين انه عمل على فك أزمة العراق السياسية والدبلوماسية الخارجية "وعملنا بكل جد على بناء علاقات جيدة مع الجمهورية الإسلامية، ومع تركيا، وكذلك مع المحيط العربي، والعالم الاسلامي، ومع أوروبا بعد أن كان في العراق اتهامات على أنه دولة فاشلة".

واوضح وإن اهتمام العالم في العراق قد أصبح أقل، وكانت هناك شبه عزلة للعراق؛ فنجحنا بإعادة بناء علاقات جيدة مع كل الدول الصديقة للعراق، ومع المحيط العربي، وكذلك مع الجمهورية الإسلامية.

وقال "أنا افتخر بأن علاقات العراق اليوم مع الجمهورية الإسلامية في أفضل حالاتها، وقد أكون أكثر رئيس وزراء عمل على المصالح العراقية والمصالح الإيرانية المشتركة، وطور هذه العلاقات. أنا أفتخر أني كنت صريحاً ببناء العلاقة البناءة لمصلحة البلدين".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار