انتقد محمد نجيب بوليف، وزير النقل المغربي، والقيادي في حزب العدالة والتنمية (مرجعية إسلامية) ما جرى الترويج له بشأن حفل عرس ابنته، ووصف ما تناقلته المواقع الإخبارية بالصحافة المغرضة.
إيلاف من الرباط: قال محمد نجيب بوليف في تدوينة على حائطه في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، ان ما تناقلته بعض المواقع الإخبارية وما وصفها بـ"الصحافة المغرضة" لم يكن إلا كذباً وبهتاناً.
وأضاف بوليف "لم أكن أتصور ان يأخذ حفل زفاف ابنتي هذا الاهتمام الكبير من طرف جزء من الصحافة المغرضة التي نهشت عرضي وعرض بعض الحاضرين من المسؤولين الحكوميين، ولم أكن لأرد -ولو بهذه الطريقة الخفيفة- لولا التمادي الكبير من طرف المغرضين، وكذلك انخراط مواقع وجرائد تدعي انها مهمة".
وزاد بوليف قائلاً: "قالوا أنفقت 300 مليون سنتيم (300 الف دولار)، ولم يكفهم الكذب بهذا الحجم، لأن هذا المبلغ أصلاً كبير جدا، فقال آخرهم ان مصاريف العرس بلغت 860 مليونا، وهو كذب وبهتان، أرقام خيالية ، ومحض افتراء، نسجوا حفلاً أسطورياً في خيالهم وبدأوا تنزيله والقول إنه حفل زفاف ابنتي... قالوا دفعت على قاعة الحفلات 86 مليون سنتيم (86 الف دولار)، وهو محض كذب وافتراء!!!!".
الوزير محمد نجيب بوليف يتوسط رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران ومحمد يتيم القيادي في حزب العدالة والتنمية خلال حفل العرس الذي اثار جدلا |
كذبوا...
وأضاف بوليف أنه "كان بامكانهم الاتصال بصاحب القاعة لسؤاله عن السعر، وكان سيجيبهم... بل كذبوا حتى في اسم القاعة التي مر بها الحفل!!!...خلطوا عرساً سابقاً بسنتين، مع هذا العرس، وكأن المكلف بتتبع عوراتي لم يسلمهم المعطيات المحينة... بفرط كذبهم، حتى اسم ابنتي اختلط عليهم، وقالوا باسم ثان، غير اسم ابنتي التي تزوجت، قالوا إن زوج ابنتي له جنسية إسبانية، واشترى صيدلية بسبتة، وهم كاذبون في الأولى وفي الثانية!!! قالوا إن عدد الحضور فاق 2000، وهذا افتراء وكذب ايضا!!!!".
وواصل بوليف تدوينته قائلاً: "قالوا إننا قدمنا صحوناً وألواناً من الأطعمة التي تقدم في ألف ليلة وليلة، من كروفيت روايال في المقبلات فقط، وصحون في المقبلات فقط بسعر 7000 درهم (700 دولار)، وكل ذلك كذب في كذب... بل مزجوا بين صور من أعراس أخرى بمأكولاتها وأشخاصها ليوهموا المطلعين على مقالاتهم أن ذلك عرس ابنتي".
واعتبر بوليف ما نشر في بعض وسائل الاعلام "وقاحة ما بعدها وقاحة وكذبا مدبرا ومخططا له عن سبق إصرار ورصد..، لكن قمة البهتان هو ان يضعوا صورا للخمور والراقصات ليوهموا أننا استعملنا ذلك في العرس...قمة النذالة والخسة التي لم يسبق لها مثيل، من طرف من يبحثون عن عورات الناس ويتبعونها، ولما لم يجدوا شيئاً، ابتكروا وابتدعوا الاكاذيب بكل أنواعها وتلاوينها ليدلسوا على الناس... لم يجدوا عندنا أكلا لمال الناس بالباطل، لم يجدوا انغماسا في المال العام، لم يجدوا تحايلا من طرفنا على القوانين، ولا استغلالا لمنصبنا لقضاء مصلحة خاصة، ولا شيء، قليلاً ولا كثيراً، من هذا ولا ذاك، يطعن في ذمتنا، فراحوا يكذبون بالبهتان علينا، في حفل زفاف متواضع، كما يقوم به متوسطو الشعب المغربي... فحسبنا الله ونعم الوكيل في الذين يقفون وراء هذا البهتان، وهذه ضريبة نؤديها في زمن التفاهة الإعلامية عند بعض أذناب المتهافتين الاعلاميين".
أثناء حفل الزفاف |
دوامة إعلامية
ووجه بوليف اعتذاره لضيوف عرس ابنته قائلاً: اعتذر لضيوفنا الكرام الذين وجدوا أنفسهم في وسط دوامة إعلامية لا علاقة لهم بها. فهم حضروا ورأوا كل شيء، ولهم أن يخبروا الرأي العام /إذا رغبوا في ذلك/ بما كان عليه الحفل".
وخلص بوليف الى القول إنه لن ينشر الفيديوهات الموثقة لكل ذلك، لأنه ليس من أولئك الذين ينشرون أمورهم الخاصة على الشبكات العنكبوتية، وقال انه سيضع ألبومات لهذا الحفل، ولأول مرة، سيزيد عليها ملحقاً متعلقاً بـ "افتراءات صحافة التفاهة"، وذلك للتاريخ، حسب بوليف الذي ختم تدوينته بالقول "لكن أقول لكل أولئك: ويمكرون، ويمكر الله، والله خير الماكرين".
وكانت مجموعة من المواقع الالكترونية الإخبارية والصحف قد تحدثت عن حفل عرس باذخ أقامه الوزير بوليف يوم الأحد الماضي في مدينة طنجة (شمال المغرب) لكريمته هدى التي عقد قرانها على الشاب عامر المسناوي ابن الطبيب المعروف في طنجة علي المسناوي.
وجاءت تدوينة الوزير بوليف بعد ساعات من تدوينة كتبها المصطفى الرميد وزير العدل والحريات المغربي والقيادي في حزب العدالة والتنمية، على صفحته في " الفيسبوك" انتقد فيها ما روج له بشأن عرس كريمة زميله الوزير بوليف، وقال الرميد ، الذي حضر العرس الى جانب رئيس الحكومة عبد الله ابن كيران وعدد من وزراء الحزب وقيادييه : "الا لعنة الله على الكاذبين .. لم أكن أتصور ان عرسا عاديا ليس فيه شيء من التقتير ولا التبذير .. ما عرض فيه من مأكل لا يتجاوز ما يعرض في اي عرس من أعراس عموم المغاربة".
وأضاف الرميد أنه لم يكن يتصور أن يصبح عرس ابنة الوزير بوليف "مادة للتناول الاعلامي البئيس الذي جعل رئيس الحكومة ووزير العدل يجلسان على مائدة خمر وما يحيط بها من راقصات".
ويرى متتبعون ان الجدل القائم حول زفاف ابنة الوزير بوليف لا يعدو ان يكون مجرد "تسخينات" تسبق حملة الانتخابات النيابية المرتقب تنظيمها في السابع من أكتوبر المقبل.