إيلاف من جدة: محمد حفظي هو منتج وكاتب سيناريو مصري بزغ نجمه مع التحولات السينمائية المصرية بداية سنة 2000 فقام بتأليف العديد من الأفلام المهمة مثل السلم والثعبان، وتيتو، وملاكي اسكندرية، شارك في إنتاج العديد من الأعمال التي حققت نجاحاً عالمياً وحضورا ً في مهرجانات سينمائية كبيرة مثل فيلم "يوم الدين" وفيلم "سعاد" وفيلم "ريش" والذي سبب عرضه جدلاً كبيرا ً بسبب المواضيع التي احتواها.
في 2018 أصدرت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم قرارا ً بتعيين محمد حفظي رئيسا ً لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأربعين وجاء الاختيار بهدف ضخ دماء جديدة في إدارة المهرجان وبالفعل، كان لتعيينه أثر إيجابي كبير في رأي العديد من النقاد وصناع الأفلام، لما يملكه من خبرة وثقافة عالية ومعرفه بالمهرجانات السينمائية وكواليسها.
في الدورة الأخيرة من المهرجان نال حفظي العديد من الإنتقادات فيما يخص إدارته للمهرجان .. إيلاف استغلت وجوده في جدة مؤخراً لحضور مهرجان البحر الأحمر السينمائي وكان لها معه هذا اللقاء.
*بداية نود أن نسالك عن رؤيتك لمهرجان الأفلام السعودية ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الذي نلتقى اليوم بدورته الافتتاحية كيف ترى اقامة هذه المهرجانات بالمملكة مؤخراً من منظور صانع السينما والمنتج وليس من وجهة نظر تنافسية كرئيس لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدوراته الأخيرة؟
- بعيداً عن أي منافسة ولا اعتقد أن هذا الأمر هو موضوعنا للحديث الآن، لكن منذ أن سمعنا عن مهرجان البحر الأحمر قبل عامين تقريباً كان هنا توقعات كبيرة جداً وحماس أكبر لدورته الأولى التي تأجلت بسبب جائحة كورونا وهو أمر كان طبيعي أنذاك وعلى مدار الفترة بين الموعد الذي كان مقرر للدورة الأولى واقامة الدورة الافتتاحية يمكن القول أن ثمة تغيرات أثرت بشكل إيجابي على الدورة الافتتاحية، من بينها الدعم المقدم للأفلام، وهو ما زاد من أعداد الأفلام السعودية المشاركة في العروض، بجانب الوقت الذي اتيح لصناع المهرجان لمزيد من التحضيرات ليخرج بشكل جيد، واستضافة نحو 1300 ضيف من دول كثيرة وهو أمر ليس سهلاً، بالإضافة لاتاحة الفرصة أمام أفلام تعرض عالمياً للمرة الأولى في السعودية.
يمكن أن تكون هناك بعض الملاحظات التنظيمية البسيطة التي حدثت في الأيام الأولى لكن بعد ذلك بدأت الأمور تنظم بشكل أفضل كثيراً، وبشكل عام يمكن القول بأن الدورة الافتتاحية لمهرجان البحر الأحمر تليق بطموح المملكة، في ضوء وجود نقاشات وأفلام وبرامج متعددة بالمهرجان.
*عدل مهرجان القاهرة من مواعيد دورته الأخيرة حتى لا يحدث تعارض مع موعد الدورة الافتتاحية لمهرجان البحر الأحمر، هل تتوقع أن يحدث تنسيق بين المهرجانات السينمائية العربية فيما يتعلق بالمواعيد خاصة وأن العام المقبل متوقع أن تقام مهرجانات قرطاج، الجونة، القاهرة، البحر الأحمر، ومراكش، خلال الفترة ما بين أكتوبر وديسمبر؟
- على المستوى الشخصي اتمنى أن نستقر على التواريخ الخاصة بالمهرجانات ويكون هناك تنظيم بالمواعيد قبل الإعلان عنها، لكن المشكلة تحدث عندما يعلن مهرجان عن موعده متأخراً، أو يغير المواعيد التي أعلنها بالفعل، وهذا العام على سبيل المثال جاء التغيير من البحر الأحمر، وأتمنى أن يحدث هذا التنسيق من وقت مبكر في بداية العام وأن يتم الاستقرار على المواعيد خلال أول شهرين في 2022، وعادة في مهرجان القاهرة نعلن عن مواعيد الدورة الجديدة في مارس أو أبريل من كل عام، وهذا العام أتمنى أن نتمكن من هذا الأمر بوقت مبكر عن هذه التواريخ.
*هل تعتقد بأن اقامة كأس العالم في قطر خلال فترة انعقاد المهرجانات السينمائية بالعالم العربي ستؤثر على مواعيدها؟
بالتأكيد كاس العالم ستكون فارقة بالنسبة للمهرجانات، لكن هناك أيام يشاهد فيها الجمهور السينما والمباريات معاً، خاصة وأن الفرق العربية عادة ما تلعب المباريات الثلاثة الأولى وبعد ذلك إما أن تكمل أو تخرج من التصفيات، وبالتالي يكون التأثير أقل نسبياً مع المراحل المتقدمة من البطولة، وبالنسبة لمهرجان القاهرة فإننا نفضل الاحتفاظ بتاريخ اقامة المهرجان في الأيام العشرة الأخيرة من نوفمبر والأيام الأولى من ديسمبر وهذا الأمر بعيد عن كوني موجود في رئاسة المهرجان أو سيكون هناك شخص آخر.
*يدفعني هذا الرد لسؤالك حول موضوع استمرارك من عدمه في رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟
لم اتحدث في هذا الأمر بعد، ووزيرة الثقافة صاحبة كلمة في هذا الموضوع، لكن بالنسبة لي لم اتخيل استمراري لأكثر من 3 سنوات لكن قبل أسابيع فقط انتهت الدورة الرابعة بالنسبة لي، فهل لدي القدرة لكي أكمل أكثر في هذا المنصب، جئت إلى البحر الأحمر بعد انتهاء مهرجان القاهرة مباشرة، وبعد عودتي سأفكر في الأمر.
*لكن الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة تعرضت لانتقادات كثيرة على المستوى الإعلامي اعتبرها البعض مبالغ فيه والبعض يراها مبررة ، برأيك ما السبب؟
- الأراء السلبية التي قرأتها قليلة جداً، ومعظمها نتيجة معلومات خاطئة أو فهم لبعض الأمور بطريقة خاطئة، ويمكن أن اذكر لك أمثلة، لكن في النهاية أنا اهتم بالنقد لكن ما يشغل اهتمامي أكثر الأحساس العام الذي يصل للإعلام على المستويين المحلي والدولي وكذلك المشاركين بالمهرجان سواء بأفلام أو مشاريع ومدى استفادتهم لذا تجدني مهتم بالاستماع لجميع وجهات النظر، وأن اعرف منك إذ كنت قد حضرته.
*رصدت انتقادات كثير خاصة فيما يتعلق بالحديث عن تضارب المصالح ووجود أفلام لشركة توزيع معينة بمسابقات المهرجان؟
بالفعل هذه هي النقطة التي ركز عليها المنتقدين بالفعل لأن برأيي لا يوجد شئ آخر يمكن أن ينتقدوا من خلاله، والشركة التي نالتها الانتقادات من الشركات الرائدة بمجال توزيع الأفلام العالمية ولاسيما الأفلام المستقلة، وإذ كان للشركة 5 أو 6 أفلام شاركت في مهرجان القاهرة فهناك 13 فيلم لها بمهرجان البحر الأحمر، واعتقد أن هذا الرد كاف .
*في السنوات الأخيرة لاحظنا زيادة الأقبال من جمهور الشباب على عروض المهرجان، ونفاذ تذاكر العروض قبل يوم كامل من عرض الفيلم برأيك سبب هذا الإقبال ؟
برمجة الأفلام أحد عناصر الإجابة على السؤال، لكن العنصر الثاني هو الترويج للأفلام التي نعرضها وكيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل فعال، فهذه الأمور ساعدت على جذب الجمهور، بالإضافة إلى استغلالنا المكان في الأوبرا بشكل جيد واقامة منطقة للمطاعم والتجمعات وتحسين طريقة بيع التذاكر واتاحتها من خلال تطبيق الكتروني للحجز، وبالتالي استطعنا أن نصل للجمهور بشكل مؤثر وفعال.
لكن الدورة الأخيرة شهدت غياب كامل للنجوم العالميين وهو ما أخذه البعض كأحد سلبيات المهرجان؟
ندعو نجوم عالميين بالفعل لكن الاستجابة تكون ضعيفة جداً، وهناك البعض يبدي رغبة في الحضور لكن يكون لديه ارتباطات مسبقة أو مواعيد مسبقة لا تسمح له بالقدوم، كما أن هناك مهرجانات عربية تقوم بدفع أموال من أجل حضورهم وهو ما يصعب علينا الأمر من ناحية دعوة النجوم للتكريم فقط، ومن ثم أفضل أن تكون دعوة النجم عندما يكون لديه فيلم أو في لجنة التحكيم، لكن هذا العام لم يكن هناك نجوم.
تردد أنك عملت كمستشار ضمن فريق المستشارين لمهرجان البحر الأحمر؟
- لم يحدث، وهذا الكلام غير صحيح.
بالحديث عن نشاطك الفني على المستوى الشخصي، عرفناك ككاتب ثم اتجهت للانتاج بشكل كامل، هل يمكن أن تعود مجدداً للكتابة؟
- أتمنى بالفعل العودة للكتابة، فلم يعد لدي وقت للكتابة، لكني اشعر بالاشتياق الشديد إليها، وفي الفترة الحالية لدي فيلم "حامل اللقب" اتوقع طرحه خلال شهر يناير.
*شاركت في انتاج فيلم "كيان" السعودي، هل ترى السوق السعودي مغرياً لك كمنتج؟
- شاركت في كيان كمنتج منفذ لكن الفيلم انتاج عبد الحكيم جمعة، والسوق السينمائي السعودي كبير ومهم جداً سواء للأفلام السعودية أو الأفلام المصرية التي تعرض في السعودية أو الأفلام التي يتواجد فيها مصريين وسعوديين، فعلى سبيل المثال فيلم "حامل اللقب" يشارك فيه الممثل السعودي على الحميدي وهو مفاجأة من مفاجأت الفيلم.
كمنتج سينمائي مصري ما هي نصيحتك بالنسبة للسينما السعودية؟
أهم شئ خلال السنوات القادمة أن يكون هناك كوادر سعودية بمختلف المجالات، وأن يكون هناك مصورين وفنيين صوت ومهندسين وغيرها من الأمور الفنية، فالصناعة ليست مخرجين وممثلين وكتاب فقط، حتى في الكتابة لا زالت آى أن هناك نقص في النصوص الجيدة، ومن ثم هناك ضرورة للعمل على تطوير السيناريو والعمل في برامج التدريب والورش وهذا الأمر سيستغرق 3 سنوات اتوقع بعدها أن تكون هناك بنية تحتية قادرة على أن تحمل صناعة السينما وليس مجرد تجارب، وإذ كنا نرى أن الأن انتاج ما بين 5 و10 أفلام في العام اتوقع بعد 3 سنوات أن يكون هناك 50 فيلم وتحقيق هذا الأمر يحتاج البنية التحتية التي تصنع الكوادر في كافة المجالات.
*حقق فيلم "وقفة رجالة" ايرادات كبيرة بدور العرض السعودية، والبعض وجد في نجاحه الاستثنائي بالسعودية فرصة أمام السينما المصرية بالصالات السعودية، لكن في نفس الوقت اثيرت مخاوف من أن يكون لهذا الأمر تأثير على نوعية الأفلام التي يتم انتاجها وتشابه موضوعاتها معه؟
- حقق الفيلم 13 مليون دولار في دور العرض السعودية وهو رقم لا اعتقد أنه سيتكرر كثيراً، وهو رقم يخدع إذا أردت أن تقيس عليه الأعمال الآخرى، فالظروف التي طرح فيها كانت ظروف استثنائية لا اعتقد أنها ستكرر كثيراً، فالفيلم بدأ عرضه مع عودة السينما بعد جائحة كورونا ولم يكن هناك أفلام أمامه بالمنافسة في شباك التذاكر سواء عربية أو أميركية، وحقق ايراداته بشكل تصاعدي جيد، يمكن القول بأن كل الظروف تجمعت لتحقيقه هذه الإيرادات، في المقابل تبقي السوق السعودي مهمة من دون شك للأفلام المصرية، وهي بالنسبة لبعض الأفلام سوق أكبر من السوق المصرية نفسها، أتمنى أن تنجح نوعيات متعددة من الأفلام وليس الكوميدية فقط.