: آخر تحديث
المسلسل الذي حقق نسبة مشاهدات عالية في الخليج والعالم العربي

"رشاش" قاطع الطريق الذي أصبح بطلاً

49
49
48
مواضيع ذات صلة

إيلاف من الرياض: إنتهى مؤخراً عرض المسلسل السعودي "رشاش" الذي أثار جدلا ً كبيرا وحقق مشاهدات عالية على منصة شاهد،  وهو من إخراج البريطاني كولن تيغ، وكتابة ريتشارد بيلامي، وسهى آل خليفة، وتوني جوردان.

العمل المؤلف من ثمان حلقات مقتبس من قصة قاطع الطريق السعودي "رشاش العتيبي" الذي ذاع صيته في ثمانينات القرن الماضي، وهو من بطولة النجم السعودي يعقوب الفرحان ، بدور “رشاش”، ونايف الظفيري، بدور “الضابط فهد”، ومحمد القس، وفايز بن جريس، وخالد يسلم، وحكيم جمعة، وإبراهيم الحجاج.

من المشاهد الأولى للمسلسل تشعر أنك أمام عمل مصنوع  بشكل بصري مختلف عن السائد عربيا ً، وذلك لأسباب عديدة أهمها وجود المخرج كولن تيغ على رأس فريق العمل، هذه الثيمة والجو العام كانت سبباً رئيسياً في جذب الجمهور لمتابعته.

ويحسب لصناع المسلسل أنه نجح من الحلقة الأولى في كسب صف المشاهدين من خلال الدخول في جو المسلسل مباشرة دون تطويل في التمهيد.

اقتباس أم قصة حقيقة ؟

في 2009 قام المخرج ترانتينو بكتابة وإخراج فيلم Inglourious Basterds عن الحرب العالمية الثانية وتناول الحرب من منظوره وغير في القصة الحقيقية، حتى في مقتل هتلر في الفيلم ، حيث قتل بشكل مختلف عن الحقيقة. 

المغزى من ذلك بأن اقتباس القصة لايعني الإلتزام بالقصة الحقيقة حرفياً، وذلك على العديد من الآراء التي تحتج على سير القصة وكأنه مطلوب من صناع العمل تقديم مادة توثيقية تاريخية، وخاصة وأنه كتب في بداية شارة المسلسل أنه العمل مقتبس من قصة قاطع الطريق رشاش. 

حوارات (مستوردة ) ومواهب شابة 

إن كانت نقطة الإخراج في المسلسل رفعت مستواه تقنياً، فللأسف عانى الحوار بشكل كبير، ففي أحيان كثيرة تشعر أنك أمام عمل مترجم عن عمل أجنب ، الحوار ركيك وضعيف دون عمق حقيقي، ويسوء الأمر  في المشاهد العائلية الخاصة بالضابط فهد ( نايف الظفيري ). 

حتى مشاهد الشجار سواء في  الحلقة الأولى أو في الحلقة السابعة، كانت "عركات" مستوردة لا تشاهدها في الشارع السعودي ولا الخليجي. 

كان هناك عيب يظهر في بعض الحلقات وهو  إختلاف اللكنات وهذه للأسف مشكلة لازالت تعانيها المسلسلات الخليجية بل أنك تستغرب أنه أحياناً  نفس الممثل في مسلسل "رشاش" يتقن اللكنة في مشاهد ولا يتقنها في مشاهد أخرى مع أن مشرف اللكنات الفنان الكبير راشد المقرن أستاذ يعتد به في هذا المجال لكن كان هناك تفاوت واضح في اتقانها بين الممثلين. 

كانت هناك مشكلة ( التعليق الصوتي) فتشعر في مشاهد كثيرة تفاوت مابين الصورة والصوت وهذه التفاصيل الصغيرة عندما تتكرر تتسبب في فصل المشاهد عن المسلسل. فهو مطلع على العديد من الأعمال ويرى بعين الناقد الخبير ولاتفوته مثل هذه التفاصيل. 

اختيار أمين بوحافة لعمل الموسيقى التصويرية كان اختياراً مميزا ً لأحد أهم الموسيقيين العرب فقام بعمل شارة بداية حازت على الإعجاب ولكن عاب الموسيقى التصويرية  للمسلسل بأنها لاتتنساب مع الجو العام للمسلسل الغارق في المحلية. 

مواقع التصوير تفاوتت مابين مميزة وحقيقة مناسبة لحقبة الثمانينات وأخى تظهر أقل مستوى، فيما يخص الملابس والديكورات وتفاصيلها كانت نقطة في صالح العمل. ففترة الثمانينات بكل تفاصيلها كانت حاضرة سواء في الملابس أو أثاث البيوت والحالة العامة. 

أحد أهم نقاط المسلسل قوة وإيجابية هو الجيل الجديد من الممثلين، حيث نجح العمل في تقديم عدد من المواهب الخام عملت على تطوير نفسها. ولا شك أن تكون ممثلا في السعودية في بلد يخلو من معاهد التمثيل والمسرح أنت هنا يجب أن تبذل الكثير والكثير لتطور نفسك وادائك. 

فكان المسلسل فرصة مهمة لمشاهدة العديد من الشباب الجدد كعبدالحكيم جمعة، نايف الظفيري و إبراهيم حجاج، ورافق ذلك ظهورا مميزا ً لفايز بن جريس وأيمن مظهر ويجب أن يعي هؤلاء الشباب أن الوصول للنجومية وإن كان صعبا ً فالحفاظ عليها لاشك هو الأصعب، المحافظة على النفس والتميز والتركيز والتطوير وحسن الإختيارات هي من تبقي الممثل في الذاكرة الفنية. 

نقاط كثيرة كانت إيجابية في "رشاش" أهمها وجود النجم يعقوب الفرحان ، الممثل الذي يواصل خطواته  الرصينة والموزونة وكل خطوة ترفعه أكثر على سلم النجومية، فأدائه ساهم في رفع مستوى المسلسل بشكل كبير وفي أحيان كثيرة تشعر أن النص كان يكتفه ويحد من قدراته.

مشاهد عديدة تظهر فيها إمكانيات وموهبة يعقوب بشكل كبير ، مواجهاته مع الضابط، قيادته للعصابة، و حين تم القبض عليه تجد بريقه يسيطر على المشهد بنظراتهـ تعبيراته وحركات الجسد. 

 

حقبة جديدة من الدراما  السعودية

مع نهاية مسلسل رشاش  والنجاح الجماهيري الكبير الذي تحقق له يتبادر للذهن سؤال وهو هل نحن في مرحلة جديدة من الإحلال للنجوم وتغير الأبطال بجيل أكثر شباباً؟ شاهدنا الصور والفيديوهات العديدة التي تم تصميمها لأبطال المسلسل من معجبيهم وتاريخياً الجمهور هو من يغير الجيل وهو يقدم نجومه ويصدرهم للساحة.

هذه الشعبية التي حصل عليها أبطال هذا العمل تجعلنا نفكر بأنه مع انخفاض شعبية عدد من النجوم المخضرمين كما شاهدنا في رمضان الماضي الهجوم الجماهيري على عدد من الأعمال السعودية التي اعتدنا مشاهدتها لسنوات.

 هل من الممكن أن نرى بديلاً جديدا ً شابا يكون أشبه بفرس رهان جديد يراهن عليه الجمهور بدلاً عن جيل آخر كان مسيطرا ً منذ بداية التسعينات على الساحة الفنية السعودية؟ المستقبل فقط كفيل بإيضاح ذلك. 

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه