إيلاف من لندن: قالت المملكة المتحدة إن التنمية هي أفضل شكل لمنع الصراع في جميع أنحاء أفريقيا، مؤكدة على تنفيذ اتفاقيات مابوتو للسلام وفي مقدمها مبادرة "إسكات البنادق".
وقال السفير جايمس كاريوكي مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة، في مناقشة مجلس الأمن الدولي حول السلام والأمن في أفريقيا إن المناقشات جاءت في الوقت الملائم، فالتكاليف البشرية والمالية للصراع في أفريقيا لا يمكن تحملها، والتنمية هي أفضل شكل من أشكال الوقاية.
ضمان السلام
وقال السفير كاريوكي إنه لا يمكن ضمان السلام الدائم والأمن والتنمية إلا من خلال الحلول المتكاملة التي تجمع بين اتساع نطاق الخبرة الإنمائية للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وهذا يعني أيضًا ضمان حصول البلدان على تمويل إنمائي كافٍ لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأكد على أن التنمية والأمن يجب أن يدعمهما احترام حقوق الإنسان والدفاع عنها.
3 نقاط
وقال: "سأدلي بثلاث نقاط إضافية: أولا، المملكة المتحدة ملتزمة بإقامة شراكات طويلة الأجل ومفيدة للطرفين مع البلدان الأفريقية لتعزيز التنمية الاقتصادية. وفي هذا السياق ، سيستضيف رئيس الوزراء قمة الاستثمار الإفريقي في المملكة المتحدة في لندن في أبريل 2024. وستعمل القمة على تعزيز التجارة والاستثمار مع الدول الأفريقية لخلق فرص العمل والنمو. تسعى القمة إلى دعم المبادرات لتشجيع التكامل التجاري بين البلدان الأفريقية والتمكين الاقتصادي للمرأة. نحن نعلم أن النمو الاقتصادي والاستقرار يسهمان في تحقيق السلام والأمن على المدى الطويل.
ثانيًا، تدعم المملكة المتحدة بقوة زيادة التعاون في الأمم المتحدة بشأن التنمية والسلام والأمن. لذلك، إضافة إلى عمل هذا المجلس بشأن السلام والأمن، فإن هذا يعني استجابات متكاملة ومتداعمة لبناء السلام والتنمية. وكانت المناقشة التي جرت أمس في لجنة بناء السلام بشأن رحلة موزامبيق الأخيرة مثالاً جيدًا على ذلك. يجب معالجة الأسباب الجذرية للنزاع والعنف على أساس التحليل الشامل واستخدام الحلول المتكاملة.
تعزيز الشراكات
ثالثًا، تواصل المملكة المتحدة تشجيع الشراكات المعززة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وبنك التنمية الأفريقي والبنك الدولي والشركاء الإقليميين. نحن نشارك بشكل وثيق مع الاتحاد الأفريقي بشأن الأولويات المشتركة مثل تعزيز النظم الصحية والتخفيف من آثار تغير المناخ. تفخر المملكة المتحدة بدعم شبكة الاتحاد الأفريقي للمرأة الأفريقية في مجال منع النزاعات والوساطة. هذه أداة قارية مهمة للمساعدة في منع وإدارة الصراع".
وتابع السفير كاريوكي قائلا: "ستظل المملكة المتحدة شريكًا ملتزمًا لدفع التنمية والسلام والأمن عبر القارة الأفريقية ، بما في ذلك دعم تنفيذ مبادرة ’إسكات البنادق‘".
إسكات البنادق
يذكر أن مبادرة "إسكات البنادق" من أجل جعل أفريقيا خالية من النزاعات، أطلقها الاتحاد الافريقي في عام 2013 بهدف إنهاء جميع النزاعات في أفريقيا بحلول عام 2020، وتم تمديد الفترة حتى 2030 خلال القمة الأخيرة للاتحاد في جوهانسبرغ.
وعلى صلة، تنطلق السبت القمة الأفريقية الـ36 في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وعلى أجندتها العديد من القضايا، أبرزها التقدم المحرز في مبادرة "إسكات البنادق" وتحديات الأمن الغذائي.
ملفات سياسية
كما تبحث القمة في ملفات سياسية واقتصادية، وإضافة إلى موضوعها الرئيسي لهذا العام والذي يأتي تحت شعار "تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية"، سيتم تقييم خطة التنفيذ للسنوات العشر الأولى ووضع خطة التنفيذ العشرية الثانية من رؤية الاتحاد الأفريقي التي تمتد حتى 2063.
وكانت مبادرة "إسكات البنادق" أحد أهداف الخطة العشرية لأجندة 2063 للاتحاد الأفريقي، وتهدف إلى جعل أفريقيا سالمة آمنة، وذلك عن طريق إنهاء جميع الحروب والنزاعات الأهلية، والقضاء على ممارسات العنف القائم بسبب العرق أو الجنس أو اللون، ومنع جرائم الإبادة الجماعية.
هذه الأهداف تتحقق من خلال تعزيز الحكم الرشيد والمساءلة والشفافية، وتعزيز آليات ضمان السلم والمصالحة على جميع المستويات، فضلا عن التصدي للتهديدات الناشئة والمحدقة بالسلم والأمن الأفريقيين، ووضع الإستراتيجيات اللازمة لتمكين القارة من تمويل شؤونها الأمنية.


