لا أحد يستطيع أن يبني قاعدة عملية واضحة في هذا العالم، دون أن يقدم عملًا حقيقيًا ملموسًا على النطاق المحلي أو الإقليمي أو حتى الدولي، بالعمل المقرون بالنتائج فقط تستطيع الدول مهما كان حجم تأثيرها في العالم أن تصنع لها اسمًا حقيقيًا، وتستقطب كل الدول التي تشترك معها في مصالح كبيرة لمسيرة جيدة نحو مستقبل عظيم، بمعنى دولة عظمى مثل الولايات المتحدة الأميركية أمضت سنوات طويلة، وهي تعيش في وفاق تام مع المملكة العربية السعودية نتج عنه عمل مشترك كانت نتائجه في غاية الروعة، وفي كل مرحلة من مراحل هذا التوافق تحدث إنجازات كبيرة في الطرفين.
الصداقات اليوم بين الدول مرتبطة على نحو مباشر بالسياسة والاقتصاد بكل أنواعه، وقد تكون التكنولوجيا جزءًا من هذا الاقتصاد العظيم الذي يحدث بين كثير من الدول، وتتمنى كثير من الدول الدخول فيه مع تلك الدول المتفوقة.
لست هنا بصدد تحديد أو حصر تلك الأهمية بقدر ما أستشهد بقيمة العمل الذي تتبعه الدول وتبحث عنه، فالرئيس الأميركي دونالد ترامب حين يثني في كل لقاءاته تقريبًا على المملكة العربية السعودية، ويشيد بدور ولي العهد السعودي، وكيف تفوق في فترة بسيطة بعد أن رسم خارطة طريق عملاقة عنوانها رؤية واضحة الملامح فرضت على كثير من الدول متابعة ما يحدث، ومحاولة الانضمام إلى ذلك المشروع العظيم الذي يحدث في السعودية، الولايات المتحدة دولة تعيش العمل، وتقدسه وتذهب معه طالما له مردود سياسي واقتصادي، ويخدم أميركا داخليًا وخارجيًا، وهذا يؤكد أن ارتباطها بالسعودية وهي الدولة الصاعدة نحو آفاق عالمية عظيمة يؤكد للجميع أن السعودية تسير في الطريق الصحيح، بالرغم من أن تاريخ تأسيسها لا يقارن بكثير من الدول، وفرص انتعاشها لم تكن في البدايات كبيرة، لكن بفضل العمل وما وهبها الله من موارد استطاعت أن تسير في هذا العالم بكل قوة وطموح ورغبة في التقدم والتغيير.
لا يضر السعوديون ذلك الماضي الذي يعبر عن أصالتهم وعمق تاريخهم، وإن خرج من يذكرنا ببداوتنا، بل بالعكس هو يقدم لنا وشاح شرف يجعلنا نشعر بحجم التغيير الذي حدث في حياتنا، أميركا اليوم بقيادة ترامب تنتظر ولي العهد السعودي في المكتب البيضاوي بترقب من العالم كله، وتوقعات كلها آمال وتطلعات لحياة مختلفة في الشرق الأوسط، وفي كثير من دول العالم، كيف لا، وهما القائدان اللذان اتفقا على منهج السلام، ويسعيان جاهدين لأن يكون مشروعًا عالميًا كبيرًا يضمن لدول العالم مزيدًا من الهدوء والاستقرار، لا أحد يستطيع في سنوات ماضية أن يراهن على مشروع كهذا بعكس ما يحدث الآن، فالطريقة والمنهج المراد تنفيذه لمشروع كهذا مختلف؛ اعتمد في أساسه على تفاصيل كثيرة ارتبطت في ظاهرها بالمصالح، وفي عمقها بالأمنيات الصادقة التي تضمن للشعوب والدول حياة هادئة وكريمة، الأمير الشاب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقدم للعالم اليوم النموذج الحقيقي للعمل الجاد، ويسعى جاهدًا لترسيخ هذا الأمر في كل مكان يوجد فيه، بدليل حالة التفاعل التي تصدر عن كثير من الشعوب في المنطقة، وكذلك عند رؤساء كثير من الدول، تفاصيل تلك الاجتماعات الدولية تجعل المتابع للأحداث يشعر بحالة الإعجاب التي تصدر عن كثير من الرؤساء تجاه ولي العهد السعودي، بل بعضهم أصبح يردد عباراته، دون أن يشعر، لذلك من الصعب أن تنجرف تلك الشعوب خلف المرجفين والمنافقين الذين يسعون للفساد وإلحاق الضرر بكل دول المنطقة.
في الزيارة السعودية المرتقبة إلى الولايات المتحدة ملفات كثيرة ستُدرس وتُحل، ومشاريع عظيمة على كافة المستويات ينتظرها العالم، ولي العهد السعودي وكما هو متوقع سيعود بمكاسب مميزة من هذه الزيارة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، كثير من القضايا العالقة، ولم تستكمل ستكون ضمن الأولويات، ولعلي أقصد هنا القضية الفلسطينية وسبل إنجاح خطة ترامب المتضمنة إنهاء الحرب في قطاع غزة وترتيب الأوراق في تلك المدن التي دمرتها إسرائيل في حرب لم تبقِ شيئًا صالحًا للعيش فيها.


