غادرت أربع سفن محملة بالحبوب وزيت دوار الشمس موانئ أوكرانيا عبر ممر بحري آمن.
وتوجد ملايين الأطنان من المواد الغذائية عالقة في أوكرانيا بسبب الحصار الروسي للموانئ، وهو ما أسفر عن نقص في تلك السلع في الكثير من دول العالم وارتفاع كبير في أسعار الغذاء العالمية.
لكن الأسبوع الماضي شهد خروج أول سفينة محملة بالمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية منذ فبراير/ شباط الماضي.
ومن المقرر أن تتوجه السفن الجديدة إلى تركيا لتخضع لتفتيش بموجب الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا والأمم المتحدة.
وخرجت السفن الأربعة من ميناء أوديسا وميناء تشورنومورسك اليوم الأحد، وسوف تبحر عبر مضيق البوسفور.
وبعد انتهاء عملية التفتيش، من المقرر أن تبقى اثنتان في تركيا وتغادر سفينتان إلى إيطاليا والصين. كما سُمح لسفينة فارغة بالتوجه إلى أوكرانيا لتُحمل بالحبوب والمواد الغذائية.
وبموجب الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وأوكرانيا، بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، وافقت روسيا على عدم استهداف السفن العابرة بينما تعهدت أوكرانيا بإرشاد السفن عبر المياه الملغومة.
ويبقى الاتفاق ساريا لمدة 120 يوما، ويمكن تجديدها بموافقة الطرفين.
ويبدو أن الترتيبات المعقدة التي ينطوي عليها هذا الاتفاق تجدي نفعا حتى الآن فيما يتعلق بفك جزئي للحصار الروسي للموانئ الأوكرانية.
- روسيا وأوكرانيا: إلى أين تأخذ موسكو الغلال الأوكرانية المسروقة؟
- القمح الأوكراني: كييف متفائلة بالتوصل لاتفاق استئناف الملاحة في البحر الأسود
ويُعد نجاح هذا الاتفاق، الذي يلقي الضوء على أهم نجاح دبلوماسي على مستوى الصراع الذي بدأ منذ خمسة أشهر، جوهريا بالنسبة لأوكرانيا وباقي العالم.
وتقدر مخزونات الحبوب الغذائية في أوكرانيا بحوالي 20 مليون طن. ويتوقع حال استمرار العمل بالاتفاق أن تتمكن أوكرانيا من تصدير حوالي 3 ملايين طن من الحبوب شهريا.
وتقول السلطات الأوكرانية إن هناك إِشارات جيدة على أن صادراتها من الحبوب تمضي في أمان. كما حثت كييف الشركات على العودة إلى استئناف نشاطها في موانئ البلاد.
وثمة آمال في أن يسهم استئناف تصدير حبوب من أوكرانيا في التخفيف من وطأة أزمة الغذاء العالمية، إضافة إلى أن تلك الصادرات سوف تدر على أوكرانيا العملة الصعبة التي هي في أمس الحاجة إليها الآن.
ورغم ذلك، لا تزال هناك مخاوف حيال إمكانية حدوث ما يؤدي إلى توقف العمل بهذا الاتفاق.
ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باستئناف تصدير الحبوب، لكنه أكد أنه لا يزال لديه مخاوف أمنية حيال هذا الشأن.
وكانت السفينة الأولى، التي خرجت من أوكرانيا بموجب هذا الاتفاق، هي السفينة "رازوني" قد غادرت ميناء أوديسا محملة بـ27000 طن من الذرة في طريقها إلى لبنان.
ورغم ذلك، قال مسؤولون يوم الأحد إن تلك السفينة لن ترسو في طرابلس اللبنانية كما كان مقررا لها في وقت سابق.
وقالت السفارة الأوكرانية في بيروت لوكالة أنباء رويترز إن وصول السفينة تأجل دون إبداء تفاصيل أو تحديد موعد بديل للوصول.
وقال مركز تنسيق مشترك، أُسس للإشراف على الصادرات الأوكرانية من الحبوب والمواد الغذائية بموجب الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا، إن السفينة رازوني سوف تكون تجريبية يتم الاستفادة منها في تحسين الإجراءات المتبعة في التعامل مع السفن التي تحمل شحنات الحبوب الأوكرانية في الإعداد لإطلاق سفن أخرى إلى وجهات مختلفة حول العالم.