أبرم المجمع الشريف للفوسفات بالمغرب ومجموعة "إي بي إم" الأميركية صباح اليوم بالرباط شراكة إستراتيجية لمواكبة التحول الرقمي في المغرب وأفريقيا عبر إنشاء فرع مشترك متخصص في تكنولوجيا المعلومات تحت اسم "تيل تيكنولوجي سيرفيسز".
إيلاف من الرباط: سيقام المشروع الجديد في المدينة الخضراء محمد السادس بمنطقة بنكرير (شمال مراكش)، كجزء من مشروع مركز الأنشطة التكنولوجية "داتا سانتر" التابع للمجمع الشريف للفوسفات.
وحسب دراسة الجدوى ستشغل الشركة الجديدة 350 شخصًا، وتستهدف رقم معاملات بقيمة 500 مليون درهم (53 مليون دولار) في المتوسط، من خلال تسويق خدماتها وتطبيقاتها في المغرب وأفريقيا.
وتشير الدراسة إلى أن الشركة تتطلع إلى أن تصبح أكبر شركة مغربية من حيث رقم المعاملات في مجال التكنولوجيا في 2020. وأطلقت شركة "تيل تيكنولوجي سيرفيسز" برأسمال أولي قدره 15 مليون درهم (1.6 مليون دولار) يساهم فيه المجمع الشريف للفوسفات بحصة 49 في المائة، ومجموعة "أي بي إم" الأميركية بحصة 51 في المائة.
يشكل هذا المشروع اللبنة الأولى لمنطقة تيكنوبول المتخصصة في الأنشطة التكنولوجية والمشاريع الناشئة والمبتكرة، التي يعتزم المجمع الشريف للفوسفات إقامتها في إطار مشروع المدينة الخضراء محمد السادس، التي يجري إنشاؤها على نحو 1000 هكتار على بعد 54 كيلومترًا من مراكش.
وسبق أن دشن المجمع الشريف للفوسفات في إطار المشروع الضخم للمدينة الخضراء منطقة صناعية أخرى متخصصة في مجال الطاقات المتجددة، إضافة إلى الجامعة المتعددة التقنيات محمد السادس وثانوية المسيرة.
يتضمن مشروع المدينة المستقبلية أيضًا مرافق ترفيهية واجتماعية وأحياء سكنية ومنشآت سياحية، في إطار عمراني تهيمن عليه المناطق الخضراء ، ويأوي الأنشطة المستقبلية والرفيقة للبيئة.
وتهدف الشركة الجديدة إلى توفير خدمات عالية التكنولوجيا للعملاء المغاربة والأفارقة، وعلى رأسهم المجمع الشريف للفوسفات، الذي يعوّل على الشركة لدعم برنامج تحوله الرقمي، الذي يهدف إلى نجاعة وفعالية عملياته الصناعية وتطوير خدماتها التجارية.
وقال مصطفى التراب، الرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات، إن هذه المبادرة تندرج ضمن رؤية شاملة لإنشاء منظومة رقمية مبتكرة عبر إحداث منطقة للأنشطة التكنولوجية حول جامعة محمد السادس المتعددة التقنيات، بهدف الابتكار في البحث عن الموارد ومواكبة تنمية الشركات الناشئة والشركات التكنولوجية الناشئة المغربية والأفريقية. وأكد التراب أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفات جعلت من التنمية بأفريقيا ومن الابتكار والنهوض بالكفاءات على رأس أولوياتها الاستراتيجية.
وبعدما ذكر بأن مجموعة المكتب الشريف للفوسفات كانت قد أطلقت منذ سنوات المرحلة الأولى للانتقال الرقمي برنامجًا استثماريًا بكلفة إجمالية ناهزت 70 مليار درهم ( مليار دولار) أشار التراب إلى أن المجموعة أطلقت هذا الفرع المتخصص بهدف ضمان استعمال أفضل التكنولوجيات وتوفير خدمات ذات جودة لزبائنها وشركائها.
كما أبرز أن رقمنة المجموعة تتطلب، بشكل خاص، تعبئة العديد من التكنولوجيات والكفاءات، مضيفًا أن الطموح الاساسي للمجمع الشريف للفوسفات يتمثل في الاستفادة من جميع فرص النمو التي يخوّلها العالم الرقمي، ليس فقط في مجال الإنتاج، ولكن أيضًا على مستوى القيمة المضافة المرتفعة التي توفرها، خاصة بأفريقيا. وأبرز أن هذه الشراكة تطمح إلى تطوير وتنشيط منظومة اقتصادية متجددة وتعزيز الكفاءات حول آخر المستجدات التكنولوجية، بما يخدم رهانات التنمية الوطنية والأفريقية.
من جانبه، أكد مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي المغربي، أن هذه المبادرة الرائدة بالمغرب من شأنها الإسهام في تطوير المنظومة الرقمية الوطنية لكونها تنسجم مع الاستراتيجية الرقمية الوطنية الرامية إلى تسريع التحول الرقمي للاقتصاد المغربي، وتموقع المغرب كبوابة رقمية بأفريقيا ودعم تطوير نسيج الفاعلين التكنولوجيين المبتكرين.
أضاف العلمي أن هذه الشراكة تندرج في إطار الاستراتيجية التي حددتها مجموعة المجمع الشريف للفوسفات للسنوات المقبلة، والمرتبطة بالتحول الرقمي بطريقة تمكن من تعزيز موقعها كرائد عالمي في مجالات نشاطها، مذكرًا بأن المغرب وضع استراتيجية للتحول الرقمي وأحدث وكالة للتنمية الرقمية.
وقال الوزير "لدينا إرادة قوية لدعم ومواكبة هذه الشركة التي تشكل مرحلة جديدة في مسار المجهودات المتعلقة بالرقمنة وتفتح آفاقًا جديدة في هذا المجال"، مؤكدًا على أن هذه المبادرة تجسد الارادة القوية للمغرب في المضي قدمًا في ما يخص تحديث إدارته.
في السياق عينه، أكد برونو دي ليو، نائب رئيس الأسواق العالمية لشركة "أي بي إم" أن هذه الشراكة ستكون لها انعكاسات ملموسة على المغرب، مشيرًا إلى أن هذه الشركة الجديدة تشكل جزءًا من مخطط الشركة التي تسعى إلى دعم نمو الاقتصاد الإقليمي عبر الابتكار والتكنولوجيا.
وزير التجارة والصناعة مولاي حفيظ العلمي يتوسط مصطفى التراب رئيس المجمع الشريف للفوسفات ونائب رئيس أي بي إم خلال حفل الإعلان عن الشركة الجديدة للتكنولولوجيا بالرباط |
وأبرز دي ليو أن الالتزام المتواصل لشركة "أي بي إم" لفائدة تنمية المنطقة تجسد منذ سنوات عبر العديد من الاستثمارات الموجهة إلى مستقبل القارة الأفريقية، وأن هذه الشراكة مع مجموعة المجمع الشريف للفوسفات تمثل آخر نموذج لهذا التوجه، مضيفًا أنها تندرج في إطار مهام شركة "أي بي إم" الرامية إلى مساعدة المقاولات العاملة في جميع فروع الصناعة بالمغرب وأفريقيا على المضي قدمًا في درب انخراطها في التحول الرقمي. وقال دي ليو "سنواصل دعمنا لتطوير الكفاءات بالمغرب عبر برامج خاصة بالبحث والتنمية".