: آخر تحديث

رقصٌ على حَلَبة النقاهة

30
48
27

رقصٌ على حَلَبة النقاهة 
أيتها الحياة التي مَـزّقتي إربا إربا
فَـرَمتني ببلطتها ، هشّمتْ عظمي 
ذوّبتْ شحمي ولحمي
حان وقتي لأثأر منك 
سألوي عنقك أيتها المريرة القاسية
أمرّغ فيكِ الارضَ
قبل أن تحيليني رفاتا 
أنتِ ومُريدوك ساحقو الآمال العريضة 
قبل أن أسحقَ بسرفاتِ دباباتهم
وأشنق بحبالِهم ويُخنق عنقي بأكفِّهم
فاني تعلمتُ أن اتلقّى النيران الصديقة 
يوم صدعَ رأسي بمطارقِ البروليتاريا 
وحُزّت رقبتي بالمناجل البلشفية 
وقُـيّض لي أن اكون أذنا صاغية 
لعواء السلفِ الصالح وعربدة الثوّار
حينما يعتلون أكتافَـنا في التظاهرات
تُـزبدُ أفواهُهم بالهياجِ 
يُخيّلُ اليّ إني عقدتُ وثاقا محكما 
بين عنُقي ودائرة المشنقة 
منذ ان ارتديت البدلة الحمراء عنوةً
على يد سجّاني
وبمباركة فضيلة المفتي 
وموافقة الرفيق الشيوعيّ
كل مناي ان أتشفّى منكم 
حرمتموني ان ارقصَ فرحا 
وأعدّ العدّة لأتعلم " البانتونيم " 
أدور في حلقات الرقص مزهوّا بجسدي 
أريكم عروضي الجميلة لتأسر أنظاركم
عوضا ان تدمى وتتورّم أطرافي بزنزاناتكم
ما ضرّ لو كنتم ندمتم عن معاصيكم 
هاتوا لي مشفى يعيدُ لي فتوّتي 
يقوّمُ أقدامي
ويُلينُ جسدي
يُصقلُ حنجرتي
لأمتهنَ براعة الغناء  
وأغرّد راقصا
أطيرُ مع الفراشات مرحا بين الورود
ستنبتُ رياش جناحيّ التي قصصتموها 
أوشكتْ نقاهتي ان تنتهي قريبا
لأنتفض من جسدي ، زنزانتي الضيقة
فافرشوا لي السجادة الحمراء
وصُفّوا مُصفــقيكم وحاملي عبارات الترحيب
شُفيتُ تماما من خزعبلاتكم
انا الان أجهز بقامتي الفارعة


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات