مثّلت قمة مجلس التعاون التي استضافتها دولة الكويت العام الماضي، برعاية أميرها صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، محطةً محوريةً في ترسيخ وحدة الصف الخليجي وتعزيز الموقف المشترك تجاه قضايا المنطقة.
وقد عكست رئاسة سموّه الحكمة التي تميّز الدبلوماسية الكويتية، وأسهمت في خروج القمة بقرارات واضحة دعمت الاستقرار، وعزّزت التحول الاقتصادي والرقمي، وفتحت آفاقًا أرحب للتعاون بين دول المجلس.
قمة البحرين... مرحلة جديدة من الزخم الخليجي
ومع الاستعداد لانعقاد القمة المقبلة في مملكة البحرين، بقيادة
ملك مملكة البحرين
جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تتجه الأنظار إلى مرحلة أكثر تقدمًا تُبنى على ما تحقق في الكويت.
وتبرز التوقعات بتوسّع مشاريع التكامل الاقتصادي، ورفع فاعلية منظومة الأمن والدفاع المشترك، وتعزيز الحضور الخليجي في الملفات الإقليمية والدولية، إلى جانب الاهتمام المتزايد بتنمية الإنسان الخليجي وتمكينه معرفيًّا ومهنيًّا.
تجربة إعلامية من قلب القمم
وقد مكّنتني مشاركتي الإعلامية في قمة الكويت، ثم الدعوة الكريمة من وزارة الإعلام في مملكة البحرين الشقيقة لتغطية القمة المقبلة، من الاطلاع على حجم العمل المؤسسي الذي يسبق انعقاد هذه الاجتماعات.
فالتحضيرات الدقيقة، والجهود التنسيقية بين الدول والأجهزة المختصة، تكشف أن القمم ليست مناسبات سياسية فحسب، بل جزء من منظومة متواصلة ترسّخ مكانة مجلس التعاون ودوره في المنطقة.
الأمانة العامة... رُكن العمل المستمر
وفي عمق هذه الجهود، يبرز دور الأمانة العامة لمجلس التعاون، بقيادة معالي الأمين العام، أخي الفاضل
الأستاذ جاسم البديوي وزملائه، الذين يتابعون تنفيذ القرارات، ويحوّلون توجيهات القادة إلى برامج عمل فاعلة تُطبّق على مدار العام.
ويمثّل هذا الدور محورًا رئيسيًّا في ضمان استمرارية التكامل الخليجي وفاعليته.
خاتمة: رؤية خليجية تتسع وترتفع
إن الانتقال من قمة الكويت إلى قمة البحرين يعكس رؤية خليجية متجددة، تؤكد أن دول المجلس تمضي بثقة نحو مستقبل أكثر استقرارًا وتكاملاً، مستندة إلى قيادة واعية، ودبلوماسية فاعلة، ومنظومة مؤسسية تعمل بإخلاص لخدمة شعوب الخليج.
ختامًا... شكر وتقدير
وفي الختام، أتقدّم بوافر الشكر والتقدير إلى وزارة الإعلام في مملكة البحرين الشقيقة، ممثلةً بمعالي وزير الإعلام، ومساعديه الكرام، على دعوتهم الكريمة لتغطية أعمال القمة.
إن هذه الحفاوة والتعاون يعكسان مكانة البحرين الإعلامية ودورها الريادي في دعم العمل الخليجي المشترك.
حفظ الله أوطاننا وقياداتنا، وأمننا واستقرارنا.
اللهم آمين.

