: آخر تحديث

هويةٌ لا تسقط ولا تتبدّل

5
6
5

 

في زمنٍ تتسارع فيه الأصوات، وتتشابك فيه الرسائل بين وعيٍ مضيء وضجيجٍ عابر، يبقى أخطر ما يواجه الأوطان ليس العدو الظاهر، بل الكلمة المتخفية خلف أقنعة النوايا.

التحريض يصرخ في وجه الحقيقة جهارًا، أمّا التأجيج فيتسلل خفيةً ليمسّ وجدان الناس، يزرع الشك، ويغذي الفُرقة، ويقلب المواقف إلى معارك وهمية بين أبناء البيت الواحد.

الوطن لا يُحمى بالصمت، لأن الصمت أمام الفتنة تواطؤ غير مباشر، ولأن الحياد في زمن الاستهداف موقفٌ يُستغل. الوطن يُحمى بالوعي الذي يفرّق بين الناصح والمندس، وبين من يريد الصواب ومن يتقن صناعة الفوضى.

الولاء ليس شعارًا يُرفع في المناسبات، بل وعيٌ يُترجم إلى مواقف ومسؤولية. فحين يواجه الوطن حملات التشكيك، يكون المواطن الحصن الأول، بصوته، بوعيه، بعقله، وبانتمائه الأصيل.

لقد أثبت السعوديون مرارًا أن ولاءهم ليس ردّ فعل، بل مبدأ متجذر في قلوبهم، يتجلى في كل لحظة اختبار. وفي عهد القيادة الحكيمة، أصبح الوعي سلاحًا، والانتماء درعًا، والكلمة مسؤولية لا تُقال عبثًا.

إنّ أخطر ما قد يصيب مجتمعًا أن يتعوّد الصمت حين تُختطف الحقيقة، أو يتسامح مع الكلمة المسمومة لأنها "مجرد رأي". فالرأي حين يغذي الكراهية لا يسمى رأيًا، بل عبثًا يستهدف الوعي.

الوطن لا يُحمى بالصمت، بل بالوعي والولاء، وبالتمييز بين الصادق والمغرض.

وفي زمن التحول، تبقى الكلمة موقفًا، والوعي مسؤولية، والولاء مبدأ لا يساوَم عليه.

فالسعودية وطن لا يشبه أحدًا، وأن تكون سعوديًا فذلك شرف انتماء لا يُنتزع، وهوية لا تسقط، وعزة لا تتبدل.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.