: آخر تحديث

أمنيات عام 2023

25
30
24

بسطت السماء ذراعيها لاستقبال العام الجديد فرحة بالقادم الآت، محتفية بأيامه.
عام ليس ـ بالتأكيد ـ ككل الأعوام التي انقضت وعشنا أيامها بحلوها ومرّها، فكانت بالنسبة لنا قدراً حتمياً حاكته لنا الأيام. توسلنا لأجلها، فاغتبطنا بما سبغته علينا وبكل حب.
في العام الحالي الذي استقبلنا أولى أيامه نتمنى أن تتحقق أمنيات وأحلام أبناء العالم وما أكثرها.

وما يبعث على السرور، ونحن نحتفي بالعام الجديد 2023، الفرحة التي تشعرنا مرسومة على ثَغْر الناس، على الرغم من الآلام والأوجاع التي عانوا منها وعايشوها، مع ما سبق العام الحالي من منغّصات، فضلاً عن فقدنا أعزّ الأصدقاء والأقرباء والأحبّة، وتعرّض بلادنا العربية لمحنة لم يسجل التاريخ مثيلاً لها.. أضف، وهذا الأهم، أننا خسرنا مدناً بكامل أبنيتها، وسوّيت بالأرض نتيجة الحرب والدمار الذي لحق بها، وحصد كل ما هو جميلاً بعرف أهلها، وكنا نُمني النفس أن تتحقق بعض الأماني التي يتأمل المواطن تجسيدها على أرض الواقع برغم صعوبة ذلك. 

وإن كانت الذاكرة تخون في مضمونها الكثير من صور المأساة التي عاشها أهلنا في أغلب بلداننا العربية فإننا نرجو لأبناء جيلنا وللجيل الذي يليه، حياة سعيدة وآمنة قوامها الإخلاص والوفاء وطيب العلاقة، ونبل المشاعر الفيّاضة التي نأمل لها الاستمرارية بصدق وعفوية.
ما نتمناه في أولى هذه الأمنيات أن تحل على الأمتين العربية والإسلامية ألوان من الأمان والمحبة، وأن نتحلى بصفاء القلوب، والعيش بما يرضي الضمائر الحية التي نأمل أن تجسد الحياة الآمنة الراقية المجبول بالحب الخلي من الضغائن، كما نريدها ويتمناها معنا الأخ والصديق، وعلى أن نعيد لقلوبنا ولكل معارفنا وأصدقائنا المحبة الخالصة بعيداً عن الأحقاد.

وفي هذا المقام، كنتُ أتمنى فيه رؤية ممثلي الشعب الذين انتخبناهم ولوّثنا أصابعنا إكراماً لهم، يمشون في محلاتنا، وشوارعنا الفسيحة ما شاءالله عليها، ويأكلون في مطاعمنا الشعبية، ويجلسون معنا في مقاهي الطرق لكي نتأكد أنهم بشر مثلنا!!
ـ وكنت أتمنى لو تخلصت الحكومة من عدالتها حيث لا فرق لديها بين (المقصر والمبدع) لأن الجميع في عرفها سواسية كأسنان المشط!
ـ وأتمنى تكريم أبناء الشهداء بفرصة تعيين، أو دار سكنية أو قطعة أرض أو مركبة حديثة أو مبلغ مالي (محترم)، أو بهذه الامتيازات المجتمعة، مثلما أتمنى الكف عن منحهم درجات (إضافية) على المعدل لأن العلم يُكتسب بالمتابعة والتعب والاجتهاد والموهبة، ولا يُعطى منحة أو يُوهب كالليرة والدولار والجواري!!
ـ أتمنى هذا العام، ولألف ألف عام مقبل أن لا نتوحد عند الشدائد فقط، دعونا نجرب وحدتنا في حالات الفرح والسلم والبناء وسوف نكتشف أن لها طعماً وحلاوة أحلى من أكلة المحاشي والكباب والباميا ومقالي البطاطا، وألذّ من حلاوة الجبن والعوّامة والكنافة والبقلاوة، وأشهى من بوسة الحبيب!
ـ أتمنى على الحكومات العربية النظر إلى المدن الأقل اهتماماً بعين العطف والغيرة والاهتمام بها، وليس التركيز على مدينة بعينها، وترك البقية بحاجة أكثر إلى التباكي..
ـ أتمنى أن تتحرك السلطات التنفيذية والتشريعية بالهمّة التي يأملها الشعب من دون الحاجة إلى عين حمرا!!
ـ أتمنى أن يلفُّ العلاقة بين الأصدقاء روح الألفة والمحبّة بعيداً عن الحساسية، ونبذ كل ما من شأنه أن يعكر مزاجها بطابع الكراهية والبغض.
ـ أتمنى أن يبعث في بلادنا العربية الثائرة على جور الظلم، التراحم ما بين الحاكم والمواطن الذي بات يعيش على القلة راضياً بالمقسوم، على الرغم من الفقر المدقع الذي يعيش.
ـ أتمنى على زملائنا الصحافيين أن يقنعوا الآخرين بما يقدمون من مواد صحافية تحاكي الواقع، وترسم مستقبله بشفافية وبروح عالية من المسؤولية، بعيداً عن المكاسب المادية التي تفجّر اليأس.
ـ أتمنى أن نكون صادقين مع بعضنا البعض في تعاملنا كأشخاص وأفراد.
ـ أتمنى أن يكون تعامل الأزواج، في كل مكان بروح صادقة وعفوية، والوفاء هو ديدنها الدائم.
ـ أتمنى من بعض الأشخاص أن يلتزموا بأبسط مبادئ الحياة ونواميسها، وأن نقول الحقيقة، وبكل صدق، مهما كانت مواقفهم حيال معارفهم وأصدقائهم بعيداً عن إرضاء عمر أو زيد من الناس، أو اختلاق مبررات مجبولة بترّهات من الخدع والأكاذيب وتلفيقها بهدف تبرير مواقفهم!.
ـ أتمنى أن نكون صادقين مع أنفسنا، وفي تعاملنا مع الآخرين لا أن نخلف ميعاداً، أو الظن بالناس ظن السوء، والتعامل مع الأصدقاء بألف وجه ووجه. كما وأتمنى أن نكون أكثر وضوحاً في تصرفاتنا مع هذه الشريحة من الناس، بعيداً عن المواربة والخوض في سلم الكذب، والضحك على اللحى لا سيما أن حبل الكذب قصير وقصير جداً!.

وهناك العديد من المواقف نحاول أن نتجاوز الخوض فيها مع إطلالة العام الجديد الذي نطمح أن يكون أقلَّ مأساويةً وأكثر حيويةً وبهجةً.. ويتجدد، بحكم الأشخاص ونواياهم، التي نريدها أن تشخّص نحو أفق بعيد، قوامه المحبّة الخالصة، والعيش بأمان، والعودة ـ لمن يرغب ـ إلى حضن وطنه بعد أن أعياه القلق، وعانى ما عانى من ويلات ومحن، والعيش مثل بقية الآخرين بأمان واطمئنان.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي