: آخر تحديث

حقائق يجب أن تقال!!

26
28
23
مواضيع ذات صلة

حتى عندما كنا طلاباً في بدايات "رحلتنا الجامعية" فإننا لم نعرف حكاية عدم الإنحياز التي كانت قد ظهرت في منتصف القرن الماضي، وهو قرن الصراعات والتلاعب بعواطف الشعوب المسكينة التي كان قادتها "غير العظام" مرة يسحبونها نحو الشرق ومرة نحو الغرب وكانت جامعات ومعاهد الدول الإشتراكية: "أي الشيوعية" تتسابق على إستقبال أبناء العالم الثالث الذين كانوا يوصفون بأنهم "قواريط" والذين كانوا "يتذابحون" على مشكلة من كانوا مع الصين الشعبية "طبعا" ومن كانوا مع الإتحاد السوفياتي.. وكان هؤلاء ضد أولئك وكان أبناء فقراء العالم الثالث وبخاصة العرب منهم يخوضون معاركهم الدامية حقاًّ في جامعات ومعاهد من كانوا مع اللينينية نسبة إلى لينين .. ومن كانوا مع الطرف الآخر.. الذي كان يعتبر أنه أكثر ماركسية وشيوعية.   

وكان في فترة الانقلابات العسكرية، العربية تحديداً، قد دبّ الصراع بين "القوميين" وبين اليساريين، أي الماركسيين اللينيين.. وكان الجناح القومي الذي كان عنوانه "حزب البعث" الذي لم يكن قد "تشظّى" بعد وتحوّل إلى "حزبيات متناحرة".. وأجنحة متصارعة وحيث أنه قد ظهرت حركة القوميين العرب وعنوانها الدكتور جورج حبش ومحسن إبراهيم .. ومن "لفّ لفهم" كما يقال.. وهكذا فإنّ الفوضى غير الخلاقة قد "دبّت" في أربع رياح الوطن العربي.. وأنّ هذه العدوى قد ذهبت "ركضا وليس زحفاً على الركب" إلى دول الإنقلابات العسكرية التي كان أفضل ما فعلته هو فتح معاهدها وجامعاتها إلى "الأخوة" و"الرفاق" الذين كانوا قد توافدوا إليها من كل حدب .. وصوب!!.   

وحقيقة، وهذا إذا أردنا قول الحقيقة، أن إنقلابات تلك المرحلة قد حققت إنجازات هائلة بفتح معاهدها وجامعاتها للطلبة العرب الذين كانوا قد توافدوا إليها من كل حدب وصوب.. وهنا وبما أنني قد عشت تلك المرحلة بعرضها وطولها.. ومن الجزائر في الغرب حتى دمشق وبغداد في الشرق فإنني أشعر الآن بعد كل هذه السنوات الطويلة أننا قد حققنا إنجازات عظيمة بالفعل.   

لقد فتحت أبواب الجامعات العربية و"شبابيكها" أيضاً لأبناء الفقراء من العرب.. وهذا من بلاد الرافدين في الشرق إلى الشام ولبنان والأردن واليمن والجزائر.. والمغرب العربي كله إن أردتم وحقيقة أن تلك المرحلة كانت مرحلة عطاء لفقراء الأمة العربية.. وإذْ أنه لولا تلك التحولات الهائلة.. أي الإنقلابات العسكرية لما فُتحت أبواب الجامعات العربية إنْ ليس كلها فبمعظمها لأبناء فقراء الأمة العربية.   

لقد فتح العراق "البعثي" أبواب معاهده وجامعاته أمام أبناء فقراء العرب.. وهذا قد حصل في سوريا وفي اليمن وفي الجزائر.. وإن أردتم وفي لبنان أيضاً أمام ليس المئات لا بل عشرات الألوف من أبناء فقراء الأمة العربية.. وحقيقة أنّ هذا قد كان زحفاً ثقافياً وعلمياًّ عظيماً.. وأنه لولا هذا كله لبقيت أبواب الجامعات مقتصرة على فئات محدودة ومعروفة.   

إنّ هذا كله يجب أن يعلن وأن يقال وأنّ ليس كثيرين وفقط لا بل الأغلب من خريجي أغلب المعاهد والجامعات العربية كلها قد كانوا من أبناء الفقراء... ومن أبناء رجال القوات العربية المسلحة وحقيقة أنّ هذه مسألة معروفة.. وهي لا تنطبق على الأردن وحده وإنما على معظم الدول العربية.. ومن الجزائر والمغرب في الغرب وحتى بلاد الرافدين وسوريا والأردن.. وبالطبع وفلسطين في الشرق.. وحيث أنّ اليمن وحدها قد قدمت في هذا المجال عطاءات كثيرة.. ليس لأبنائها في الجنوب والشمال فقط.. وإنما لأبناء الوطن العربي كله.. وهذا معروف ومؤكد.. وهو قد أعطى الكثير من القيادات والكفاءات للأمة العربية كلها.   


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي