: آخر تحديث

الإمارات: شراكات استراتيجية

72
64
69
مواضيع ذات صلة

مفهوم الشراكة الإستراتيجية من المفاهيم الحديثه في أدبيات السياسة. بدأ ظهوره مع عام 1987 وأرتبط بمؤتمر التنمية والتجارة، ولذلك إرتبط إبتداء بالدلالات الإقتصادية والإجتماعية، وفى ألآونة الأخيره توسع المفهوم ليشمل دلالات سياسية وأمنية وعسكرية. وإبتداء لا بد لنا أن نحدد بإيجاز ماذا يعنيه المفهوم وما هي مقوماته؟ المفهوم وهذا ما يهمنا في مقالتنا اليوم يتم بين فواعل دوليه متكافئه لا توجد فجوه بين أطرافها، ولا توحيدا في أهدافها بل لا تتجاهل أن لكل دوله وفاعل مصالحه العليا التي تحترم من الفواعل الأخرى، وأيضا لا تعنى المناصفه في العوائد بقدر ما تهدف لكفاية تلك العوائد باهداف أطرافها. ولا تفترض أساس جغرافى أو ثقافى أو تاريخى مشترك وإنما وجود أهداف جديده مشتركه. وهذه الشراكات الإستراتيجيه بين الفواعل قد تترتب عليها تحولات في موازين القوى العالميه، وتنعكس على دور ومكانة الدول، ولها علاقة وثيقه بحالة الأمن وألإستقرار ليس لأطرافها فقط. مثال على ذلك الاتفاق الموقع بين بيل كلينتون والرئيس الروسى يلتسين 1994، واليوم الصين وفى صعودها نحو العالميه لها أكثر من سبعين شركه للشراكه الإسترتيجيه مع العديد من الفواعل الدوليه. الشراكة الإستراتجية تفرضها التحولات الكونيه العالميه والتحولات في خارطة التحالفات الدوليه، وتفرضها ماهية التهديدات والمخاطر التي تواجه الدول ، وتعكس رؤية القيادات السياسيه لما بعد حدودها الجغرافيه، فالدول تكبر بهذه الشراكات الإستراتيجيه وتتعاظم منافعها وتأثيرها في القرار الإقليمى والدولى. في هذا السياق للعلاقات الدولية وتحولاتها ، الفهم للدور الذى تتطلع له دولة الإمارات إقليميا ودوليا ، وفى سياق المخاطر والتحديات التي تواجه مسيرة صعود الدولة نحو العالميه تأتى الزيارات الإستراتيجية التي يقوم بها سمو الشيخ محمد بن زايد للعديد من الدول وأبرزها ألأخيرةه فرنسا وبريطانيا وقبلها للنمسا والصين وروسيا والعديد من الدول . والزيارات العربية التي تحظى بالأولوية وخصوصا لمصر والسعوديه . وهذه الزيارات تحكمها العديد من المحددات:أولا الدور والمكانة التي تتمتع بها الدولة ، فمكانة الدولة ودورها لم يعد يقف عند الحدود الجغرافيه ، فالإمارات تصنف بالدولة الإيجابية الفاعله. ويتجاوز دورها الحدود الجغرافيه لحدود المصالح العليا التي طموحاتها تصل للكونية. وثانيا رؤية القياده للدور والمكانه التي تسعى إليها الدولة ، فالقياده من النمط القياده الإيجابية النشطه الفاعله والمؤثره. وثالثا هذا الدور وهذه المكانه وهذه الرؤية لا تأتى من فراغ او مجرد أحلام بل إنعكاس لقوة الدولة وما تملكه من عناصر القوة الشاملة الخشنه والناعمه ,خصوصا القوة ألإقتصاديه التي تؤثر في القرار الإقتصادى العالمى. وهذا الدور أيضا يحكمه منظومة من القيم والتراث والتقاليد السياسيه الراسخه التي أسسها وزرعها المؤسس زايد طيب الله ثراه من قيم التسامح والخيرية والإنسانية والسلام، ولذلك نرى حضور الإمارات في كل مكان على الخارطه العالميه بتقديم المساعدات والمبادرة فيها ، وما وثيقة ألأخوة الإنسانية التي وقعت على أرضها ومعاهدات السلام إلا تطبيقا لهذه القيم والتي تضفى دورا وقبولا متزايدا لما تقوم به الدولة ، وبمقاييس الدور يكفى الإشارة إلى ماذا يعنيه جواز سفر الدوله والذى يسمح لحامله بدخول كل دول العالم ليصيح جوازا أقرب إلى العالمية. والإمارات حددت دورها منذ نشأتها بالدولة النافعة لغيرها فهى دولة قوه بالمعنى الإنسانى. ومن المحددات التي تقف وراء هذه الزيارات التغير والتبدل في خارطة التحالفات الإقليمية والدولية والتي لها شأن وعلاقة مباشره بمستقبل منطقة الخليج العربى التي تعتبرمن أكثر المناطق الإستراتيجية في العالم إستهدافا من قبل القوى ألإقليمية والدولية ، وهذا الإستهداف تتم مواجهته بامرين تنمية وتطوير القوة الداخليه وهذا ما قامت به الدولة ، والثانى ببناء شبكة من العلاقات الإستراتيجيه مع كافة الدول المؤثرة والفاعلله وتربطها منافع مشتركه مع الدولة . والعامل ألأخر الذى يقف وراء هذه الزيارات الإستراتيجية الأهمية الجيوسياسيه التي تتمتع بها الدولة وتاتى في سياق الأهمية الجيوساسيه لمنطقة الخليج العربى, تأتى أيضا في سياق تزايد التهديدات والمخاطر التي تواجهها الدولة والمنطقة من قبل القوى ألإقليمية . وأيضا في اعقاب الانسحاب الأمريكى من أفغانستان والشروع للإنسحاب من المنطقه، ولا يتم مواجهة هذا الفراغ بملئنه بقوى أخرى ولكمن بقوة الدولة وبناء شبكه من الشراكات الإستراتيجيه. وتحكم هذه الرؤية أهدافا ومصالح عليا للدولة في مسايرة تطورات القوة العالمية والسعى نحو مكانه في الخارطه الإستراتيجيه العالميه. فالدولة لم تعد دولة صغيره ولا دوله منعزله او منكفئه على ذاتها بل هي دولة تنتقل بدورها إلى الدولة المؤثره . وترتبط بالأهداف العليا للدولة في مجالات التنيمه والبناء ومسايرة الثورة الفضائيه وثورة التكنولوجيا. ويبقى أن دولة الإمارات وفى سعيها للقوة الشامله تدرك أن القوة الخشنه في بعدها العسكرى قد تكون محدوده سكانيا وجغرافيا ، لكن القوة الناعمه والذكيه لا حدود لها. وهذه الشراكات الإستراتيجيه تغطى كافة العلاقات الإقتصاديه والسياسيه وألأمنيه والعسكريه ، وتجعل من قرار الدولة اكثر إستقلاليه وتحررا وسياديه، إنها لحظة الخليج ولحظة الإمارات في التاريخ. 
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في