: آخر تحديث

زايد قائد لا ينسى

228
250
243

في مثل هذا اليوم من عام 2004 رحل عنا زعيم وقائد كبير استقر في ذاكرة التاريخ وضمير الإنسانية ليس لانه رئيسا او مجرد حاكما او مؤسسا لدولة الإمارات العربية فحسب انما لان قليل من الزعماء في العالم يصادقهم التاريخ منذ البداية حتى الرحيل وفي مقدمتهم زايد ذلك الرجل والفارس القادم الينا من عبق التاريخ العربي المجيد مسكونا بهواجس وطنه ومنشغلا بهموم أمته فمنذ البدء كان زايد زعيم استثنائي بكل المقاييس عرف بفطنته ان الاوطان تحتاج الى قادة كبار بحجم الطموحات والأمال المعقودة عليهم وسار معتمدا على الله أولا ومستندا الى ارادته الصلبة والتي لا تلين امام الصعاب يعينه ثلة مؤمنة من رجاله المخلصين في السعي الى تشييد دولة وبناء بلد ورفعة إنسان.

التاريخ عادة لا يتوقف الا امام محطة الكبار والملهمين فترقب ظهور زايد لينزله المكانة التي يستحق، فما اجتمعت خصال وقيم وارادة ورؤية وحكمة وفروسية كمثل ما اجتمعت للشيخ زايد بن سلطان وهي هبة من الله يعطيها لمن يريد ان يختارهم للاداور العظيمة والمسؤوليات الجسام.

زايد ارسى اسس الدولة وعمل مع اخوانه على قيام الاتحاد يحدوه الأمل ان تكون تجربة تدعو للأمل وتحفز على توحيد الامة العربية جمعاء، وقف الى جانب قضايا الأمة المصيرية وكان في مقدمة المساندين والمؤازرين لجيش مصر في عبوره نحو الانتصار وقال عبارته الشهيرة لن يكون البترول اغلى من الدم.. زايد امتدت اياديه البيضاء لتحمل الأمل والبسمة لكل مضيوم في الارض وهب ينتخي وينتصر لأمته العربية عند كل نازلة حلت بها او كبوة اصابت احد بلدانها فكان يده بلسم للجروح وفكره رؤية ومنهج للعمل والتقدم، سمه ما شئت زايد الخير والعطاء والحكمة والشهامة والشجاعة والفروسية فكل الصفات الحميدة اذا اجتمعت تعطيك نتيجة واحدة انه الشيخ زايد الذي يعطي بلا منة او مكابرة او ادعاء فهو كما يقال يعطيك ويعتذر.

سنوات عمره كانت صفحات متتالية من نور وضياء لن يخبو ابد الدهر زايد تفخر به امتنا العربية والإسلامية ونفاخر به الدنيا فعندما تعد الشعوب رموزها الكبار فزايد يصطف الى جانب رموز التأريخ وعظماءه امثال غاندي ونكروما ونهرو ونلسون مانديلا..انه رمز كبير للإنسانية حمل بين جوانحه قلبا شغوفا بالعمل من اجل الإنسان في كل مكان غير متسائلا عن جنسه او عرقه ودينه فقد تمثل بسير الانبياء والخلفاء والعظماء في تقدير واعلاء من كرمه الله من بين سائر المخلوقات. 

رؤيته متفرده وقراراته عين الصواب ومنهجه في السياسة والتنمية والاقتصاد عبر عن رؤى من جعله الله يسبق عصره وكم جاءت وقائع عديدة لا يتسع المقال لذكرها لتثبت صوابية وحكمة حكيم العرب. 

مبادراته التي لا تعد ولا تحصى غطت كل ارجاء المعمورة ففي يوم ذكراك نحمد الله ان غرسك ايها الراحل الكبير شجرة وارفة الظلال وشعبك الوفي وكل أمتك تلهج بذكراك العطرة في كل حين وأبناءك الرجال البررة الذين يحدو بهم صاحب السمو الشيخ خليفة واخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رعاه الله يسيرون على ذات الطريق التي اختطيت ورسمت يتمثلون بكل القيم النبيلة التي جاهدت وسهرت وضحيت من اجلها ابناء زايد مشاعل القيادة والسجايا الطيبة هم اغصان طيبة من شجرة اطيب فبارك الله وطنا انتم رجاله وبلاد انتم فرسانها وحمى الله الإمارات العزيزة من كل عاديات الزمن وكما قال الشاعر العربي..
أكبرت يومك ان يكون رثاء.. فالخالدون حسبتهم أحياء


[email protected]
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي