كلما سارت مصر خطوة للأمام، يخرج الإخوان من جحورهم، التي تأويهم في الخارج، ويحرضون لجانهم الإلكترونية المأجورة بالداخل، والقابعة خلف أجهزة الكمبيوتر، للتحريض ضد الوطن، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لإطلاق دعوات للتظاهر وتخريب مؤسسات الدولة، بهدف زعزعة الاستقرار ونقل صورة للخارج بأن مصر غير آمنة، الأمر الذي يؤثر على الاقتصاد ويسير به نحو الهاوية، خاصة في ظل انهيار قطاع السياحة، وتراجع الاستثمارات الخارجية، بعد أن فقد المستثمر الأجنبي الثقة، وأصبح يخشى المغامرة بإقامة مشروعات داخل مصر، ما قد يكبده خسائر فادحة، إضافة إلى انهيار الجنيه أمام العملات الأخرى وانخفاض قيمته والطلب عليه، وسط شائعات بتعويمه وغرقه في سوق العملات..
هذه الدعوات تضع الوطن تحت ضغط، وتدفع الجهات الأمنية لرفع حالة التأهب القصوى، تحسباً لحدوث أي اضطرابات أو تخريب للمنشآت العامة، وبذلك يظل الشارع المصري في حالة قلق دائم، ويستمر الوطن في حالة عدم استقرار، وهذا هو هدف الإخوان بعد أن خسروا كل شيء، وأصبحوا منبوذين داخل الوطن وخارجه، ولم يعد أمامهم سوى شن الحرب النفسية على مصر وشعبها، عن طريق تحديد تاريخ للتظاهر والتخريب، مثلما حدث من قبل، ويحدث الآن بعد الدعوة للنزول إلى الشوارع يوم 11/ 11، في محاولة للتواجد من جديد على الساحة السياسية، حتى يثبتوا للدول والأنظمة الممولة لهم، بأنهم لا يزالوا قادرين على التخريب والتواجد في الشارع، خوفاً من انقطاع سيل التمويل الدولاري عنهم، من الجهات التي تسعى لإسقاط مصر، والسير بها في طريق الخراب..
الغريب أن الإخوان ليسوا على قناعة بأنهم فقدوا قدرتهم على الحشد، وأنهم ماتوا إكلينيكياً، بعد أن خسروا الوطن والمواطن في الشارع، والذي فقد الثقة فيهم وفي نواياهم الخبيثة تجاه مصر، كما أنهم ليسوا على قناعة بأنهم ابتعدوا آلاف الأميال عن السلطة، التي فقدوها نتيجة غبائهم السياسي، والرغبة في خطف الوطن والسيطرة عليه، واستبعاد كل الفصائل السياسية من المشهد، بعد أن أصبحوا مثل الذئاب الجائعة التي فازت بفريستها دون جهد أو عناء، على طبق من ذهب..
من الواضح أن الإخوان لم يعد يمتلكوا سوى سلاح الترهيب، فهم يطلقون دعوات وهمية لإثارة الشارع ضد السلطة، مستغلين سوء الأوضاع الإقتصادية التي تمر بها مصر، ومعاناة المواطن الكادح نتيجة غلاء الأسعار، ومحاولة تحريضه على القيادة والحكومة، تحت دعوات ثورة الغلابة أو ثورة الجياع، رغم أن مصر على مر تاريخها لم تتعرض لمجاعات، أو تهجير..!
لا أحد ينكر أن مصر تمر بظروف اقتصادية طاحنة، وأن المواطن الكادح يلهث وراء لقمة العيش ليل نهار، ويفقد الأمل في تحسن مستوى معيشته الذي تتاجر به الحكومات المتعاقبة عليه دون جدوى، والتي ترفع شعارات "محدودي الدخل على رأس أولياتنا"، والنتيجة أن الفقير يزداد فقراً، والغني يزداد ثراءً، وفي المنطقة الوسطى توجد طبقات اجتماعية معلقة بين السماء والأرض..
لا شك أن مصر تحتاج إلى حكومة صاحبة فكر ورؤية، حكومة قادرة على وضع حلول ناجعة للمشكلات الاقتصادية التي تطحن المواطن، وتدور به في فلك الحرمان، بعيداً عن الشعارات البراقة التي لا تقدم ولا تؤخر.. حتى نقطع الطريق على مؤامرات الإخوان التي تستغل أوجاع الشعب، وتحاول الاصطياد في الماء العكر، وتصور لرجل الشارع بأن الحل في الثورة على الرئيس وإسقاطه، في حين أن هدفهم الأول هو إسقاط الوطن، لأنهم يعلمون أن عودتهم للسلطة هي من درب الخيال، لذا على كل مواطن مصري أن لا يسقط في الفخ، وأن لا ينصت لهذه الدعوات الهدامة، حفاظاً على الوطن من محاولاتهم الخبيثة التي تستهدف خراب مصر، والجلوس فوق أنقاضها...!!
كاتب صحفي