غدًا يخوض المنتخب السعودي مباراته التاريخية والمصيرية أمام المنتخب العراقي في الملحق المؤهل لنهائيات كأس العالم 2026 التي ستستضيفها أميركا في يونيو المقبل بالتشارك مع كندا والمكسيك، وسيكون الأخضر السعودي مساء غد الثلاثاء على موعد مع حجز موعدٍ مؤكد للمونديال للمرة السابعة في تاريخه؛ متسلحًا بفرصتي الفوز أو التعادل، ومتسلحًا بأكثر من 50 ألف مشجع سيهتفون ويشجعون ويدعمون الأخضر في ملعب الإنماء بجدة.
المنتخب العراقي الذي شاهدته أمام نظيره الإندونيسي لن يكون عقبة أمام الأخضر السعودي في طريقه إلى المونديال، بشرط أن يلعب الصقور الخضر المواجهة بكامل تركيزهم وحضورهم، وأن يبتعدوا عن الأخطاء البدائية التي كلفتنا هدفين أمام إندونيسيا، وكلفتنا طردين لكنو ومساعد رينارد كان من حسن الحظ أنهما جاءا في وقت متأخر من المباراة، ومن حسن الحظ أيضًا أنَّ نتائج المجموعة أبعدت نهائًيا خيار اللجوء لمفاضلة اللعب النظيف!.
سالم الدوسري قائد الأخضر ورفاقه أمام مهمة تاريخية لتسجيل أسمائهم بمداد من ذهب في تاريخ الكرة السعودية، وأمام فرصة تاريخية لتعويض إخفاقهم في التأهل المباشر، ولن يكون عليهم سوى تقديم كل ما لديهم من إمكانات وروح وقتالية وانضباط واحترام للخصم؛ وأن ينسوا تمامًا أنهم سيلعبون أمام واحدة من أضعف نسخ المنتخب العراقي في تاريخه، وأنَّ المنتخب العراقي سيُحرم من خدمات مدافعه المتميز زيد تحسين، وربما يُحرم من مدافعه الآخر مناف يونس الذي خرج بإصابة قوية في الثواني الأخيرة من مواجهة إندونيسيا، إضافة إلى احتمالية استمرار غياب مهاجمه الأساسي أيمن حسين!.
اللعب بفرصتي الفوز والتعادل أمام منتخب ليس في أفضل حالاته ويعاني فنيًا وعناصريًا وعلى أرضك وبين جماهيرك يبدو أمرًا مطمئنًا ومبشرًا بأنَّ التأهل أصبح أقرب من أي وقت مضى، وبأن الأمر لا يعدو مسألة وقت؛ وهذا أخطر ما يهدد المنتخب السعودي في مواجهته أمام أسود الرافدين!.
التاريخ يؤكد أنَّ مواجهات المنتخبين كثيرًا ما خرجت عن إطار التوقعات والحالة الفنية التي تسبق هذه المواجهات، وآخر مواجهة للمنتخبين في كأس الخليج تشهد بهذا؛ حين كانت كل الترشيحات تصب لصالح المنتخب العراقي، فكان لنجوم الأخضر كلمة أخرى أعادت لاعبي العراق ومعهم يونس محمود إلى العراق مبكرًا، ونهائي آسيا 2007 من أبرز الشواهد كذلك على هذا؛ حين كان المنتخب السعودي في أوج تألقه، واستطاع أن يقهر المنتخب الياباني بثلاثية مالك معاذ وياسر القحطاني، وظنَّ الكثيرون أنَّ من فعل هذا باليابان وفي شرق القارة لن يعجز عن تجاوز منتخب أسهل في النهائي، لكنَّ لاعبي الأخضر دخلوا في غيبوبة مفاجئة كان ثمنها ضياع إنجاز آسيوي كان في متناول اليد!.
الانضباط التكتيكي، واحترام الخصم، والذهنية العالية، والتركيز طوال ثواني المباراة، واللعب بتوازن وقتالية؛ هو طريق نجومنا الوحيد لصناعة فرحة منتظرة مساء الثلاثاء، ولشق طريق أخضر نحو المونديال الأميركي، وتحقيق طموحاتنا كسعوديين في استمرار حضورنا العالمي، فلم نعد نقبل الغياب عالميًا؛ خصوصًا بعد أن لفتت الكرة السعودية أنظار العالم أمام الأرجنتين في مونديال قطر، ثم بخلق بطولة دوري بمواصفات عالمية، وأخيرًا ذلك الحضور المبهر للهلال في كأس العالم للأندية، وتوجه بقهر مانشستر سيتي ومدربه الأعظم غوارديولا على مرأى ومسمع من العالم أجمع!.