: آخر تحديث

الاستجابة الإنسانية

2
1
2

يعيش السودان اليوم واحدة من أسوأ الأزمات في العصر الحديث، حيث يُوصف الوضع هناك بأنه أكبر كارثة إنسانية ونزوح قسري في العالم، نتيجة صراع دموي طال أمده، دمّر البنية التحتية، وشرّد الملايين، وترك وراءه معاناة متفاقمة لا تُحتمل.

وفي خضم هذه الفوضى، جاءت المأساة التي شهدتها مدينة الفاشر شمال دارفور، لتُجسد حجم الألم الذي يعيشه المدنيون، فقد أسفر هجوم مروّع على مركز «دار الأرقم» للنازحين عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 38 طفلًا، بينهم رضيع لا يتجاوز عمره سبعة أيام، في مشهد يُدمي القلوب، ويكشف كيف أصبحت البراءة هدفًا في حرب لا تُميز بين مقاتل ومدني.

هذا الهجوم ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تُهدد مستقبل السودان وشعبه، وسط صمت دولي مقلق، وتباطؤ في الاستجابة الإنسانية.

في المقابل يبرز دور المملكة كلاعب رئيس ذي موقف ثابت وسط هذا المشهد المعقّد، حاملة على عاتقها مسؤولية أخلاقية وإنسانية تجاه الشعب السوداني، الذي لطالما كان قريبًا من وجدان المملكة وقيادتها، فمن خلال رعاية مفاوضات جدة، سعت المملكة إلى جمع الفرقاء السودانيين على طاولة الحوار، إيمانًا بأن الحل السلمي هو السبيل الوحيد لإنقاذ السودان. ولم تكتفِ بذلك، بل كانت في مقدمة الدول التي سارعت إلى تقديم الدعم الإغاثي العاجل، عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي نفذ عشرات المبادرات لتوفير الغذاء، والدواء، والمياه، والمأوى للنازحين داخل السودان وخارجه.

الدور السعودي لم يكن مؤقتًا أو ظرفيًا، بل هو امتداد لنهج راسخ في نصرة الشعوب وقت الشدائد، وتأكيد على أن المملكة ترى في استقرار السودان ضرورة استراتيجية وإنسانية وأخلاقية، لا تحتمل التأجيل أو المساومة، ومن هذا المنطلق فهي مع السودان إلى أن ينهض من ركام الحرب، ليعود وطنًا آمنًا، مستقرًا، متماسكًا، يستعيد دوره الريادي في محيطه العربي والإفريقي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد