: آخر تحديث

مكاتب «مدينتي» ومستقبل الرياض

1
1
1

سهم بن ضاوي الدعجاني

في ظل النمو المتسارع لمدينة الرياض، والتطور النوعي في مستوى الخدمات، لم يعد ممكنًا أن تستمر أمانة منطقة الرياض في تشغيل المدينة وخدمة سكانها بالأساليب التقليدية المعروفة، ومن هذا المنطلق، أطلقت الأمانة برنامج «تحول الرياض البلدي» كخطوة استراتيجية لإعادة تصميم وتقديم الخدمات البلدية ، خاصة وأن الرياض قد شهدت نموًا استثنائيًا، حيث تضاعف عدد سكانها من 400 ألف في عام 1977م إلى 7.5 مليون نسمة في عام 2025، واتسعت مساحتها من ألف كيلومتر مربع في عام 2001م إلى 4000 كيلومتر مربع في عام 2024.

لذا جاء هذا البرنامج استجابة طبيعية لهذا التطور والنمو السريع لمدينة الرياض، لرفع كفاءة التشغيل وتحسين الخدمات البلدية المباشرة وغير المباشرة وتعزيز تجربة المستفيدين والمشاركة المجتمعية لمواكبة التحول الكبير الذي حدث وما زال يحدث في مدينة الرياض، وخصوصية كل نطاق جغرافي. حيث قام هذا البرنامج على إعادة هيكلة البلديات الفرعية (16 بلدية) إلى (5 قطاعات ممكنة) تتولى تقديم الخدمات المباشرة وغير المباشرة، إضافةً إلى استحداث مكاتب «مدينتي» موزعة على حدائق العاصمة، هذه المكاتب كيانات جديدة تعزز التفاعل مع السكان والقرب منهم، وتعزيز تجربتهم مع الأمانة عبر تقديم خدمة العملاء وتنفيذ أنشطة المشاركة المجتمعية، كما تعمل على تعزيز ثقافة «القرب الخدماتي» من سكان العاصمة وزوارها، لا شك أن هذا البرنامج النوعي يمثل نقطة تحول جوهرية في منظومة العمل البلدي في مدينة الرياض، حيث يسعى للمساهمة في تحسين جودة الحياة، ومراعاة احتياجات كل حي، وتحقيق استجابة فعالة وسريعة.

السؤال الحلم

من أبرز الأسئلة الشائعة حول هذه الخطوة المفصلية في إدارة العاصمة: ما هو الأثر على سكان مدينة الرياض؟ وتأتي الإجابة من خلال الحملة الرقمية التي سبقت هذا التحول بتنظيم واشراف من الأمانة لتهيئة المواطن والمقيم لهذه الخطوة الرائدة: يسعى «تحوّل الرياض البلدي» إلى تحسين أثر الخدمات المقدمة من الأمانة للسكان والمستفيدين عبر التالي: توحيد الوصول لجميع خدمات الأمانة من أي موقع من مواقع مدينتي في المدينة، وتوحيد طريقة وقنوات الحصول على الخدمة، تحسين ورفع جودة الخدمات التشغيلية المقدمة من خلال تركيز القطاعات في نطاقها الجغرافي، والذي يؤثر بشكل مباشر على رفع مستوى رضا المستفيد. خلق مجالات فاعلة لمشاركة سكان أحياء العاصمة في تطوير وتحسين خدمات الأمانة والتفاعل معهم بشكل مستمر وبتركيزأعلى.

منذ أن دشن سمو أمين منطقة الرياض مكاتب «مدينتي» التي باشرت أعمالها صباح يوم الرابع عشر من هذا الشهر، وهي ترصد الأصداء والملاحظات بشكل رقمي، من خلال تطبيق «مدينتي» تلك النافذة الرقمية الشاملة عبر خطوات أسهل وتجربة أذكى ثم تقوم فرق الأمانة بدراستها وتحليلها لمزيد من «الحوكمة» لتستمر هذه المكاتب واجهة حضارية للرياض، وليبقى البرنامج نقطة تحول جوهرية في منظومة العمل البلدي، لتحقيق أعلى درجات الرضا لسكان الرياض وزائريها.

وأخيراً: تابعت ورش العمل التعريفية التي نظمها البرنامج للجهات ذات الارتباط العالي مع أمانة منطقة الرياض، وهنا أضيف ضرورة التواصل مع «المنتديات الأدبية» المنتشرة في العاصمة والتي يرتادها عدد كبير من المواطنين لتكتمل أركان الصورة التعريفية بهذا المشروع المفصلي لأهالي الرياض، خاصة وأن الأمانة لها علاقة وثيقة وحيوية مع تلك المنتديات الخاصة، وليبقى برنامج «تحول الرياض البلدي» أحد أهم البرامج الاستراتيجية لأمانة المنطقة، يجب أن يحترف القائمون على هذا البرنامج ثقافة إدارية مختلفة، تجعل من مدينة الرياض مدينة رائدة و مزدهرةٍ ومستدامة ترتقي بجودة الحياة في أحيائها، من خلال تقديم خدمات بلدية تتناسب مع حجم المشاريع القائمة والمستقبلية، والأحداث العالمية التي ستحتضنها مدينة الرياض «أيقونة المدن» العصرية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد