: آخر تحديث

اغتيال اليميني كيرك الذي انقلب على الصهاينة

2
1
1

سلطان ابراهيم الخلف

الشاب الثلاثيني شارلي كيرك، يميني أميركي من مناصري الرئيس الأميركي ترامب، وكان له الفضل في توجيه الناخبين من الشباب اليمينيين للتصويت لترامب، ونجاحه في الانتخابات الرئاسية، وقد اعترف بفضله الرئيس، كما انتابه شعور بالحزن، عندما علم بحادث اغتياله بإطلاق النار عليه من قبل الشاب العشريني تيلور روبنسون المعادي لليمين الأميركي، وأمر بخفض العلم الأميركي على البيت الأبيض تعبيراًعن عميق حزنه، وتقديراً لنشاطه الداعم لشعاره «أميركا أولاً»، واصفاً إياه بالأميركي المخلص لوطنه.

المعروف أن شارلي كيرك مؤسس «حركة نقطة تحوّل الولايات المتحدة»، كان ناشطاً يمينياً وأنغليكانياً متعصباً، وعنصرياً، لا يشعر بالارتياح من الأقليات غير البيضاء، ويطالب بتشديد قوانين الهجرة.

وكان يهاجم الليبراليين المدافعين عن حرية الشذوذ الجنسي، ونداً لليساريين أو ما يسمونهم بالماركسيين.

كما عرف عنه إساءته إلى الإسلام والمسلمين. وكان يدافع عن الكيان الصهيوني، ويبرّر حرب الإبادة التي يشنها الصهاينة على الفلسطينيين في غزة.

لكن مواقف شارلي كيرك بدأت تتغير رأساً على عقب، بعد تسلم ترامب رئاسته الحالية، حيث لاحظ سيطرة الإرهابي نتنياهو على الرئيس ترامب، الذي ذهب بعيداً في الانصياع لنتنياهو، وعجزه عن وقف الحرب في غزة، وتورطه في مهاجمة إيران، وكأن أميركا في نظره مجرد أداة بيد الكيان الصهيوني، ناهيك عما انتابه من إحباط، من تسرّب معلومات تتعلّق بتورّط ترامب مع جيفري أبستين، المتهم بارتكاب جرائم جنسية مع قاصرات، بما يعرف بملفات أبستين، الذي تدور حوله شبهات بعمالته لـ «الموساد» الصهيوني.

لم يتردد كيرك في انتقاد الكيان الصهيوني بشكل مباشر، كمُستغل، وليس كحليف للولايات المتحدة، واتهم أثرياء اليهود بتمويل الليبراليين واليساريين المعادين للتيار المحافظ، الكارهين للبيض، والداعمين لحرية الشذوذ الجنسي، واعتبرهم يدمرون ثقافة المجتمع الأميركي المحافظ، ويستغلون أداة «معاداة السامية» لإسكات خصومهم، ومنعهم من التعبير عن آرائهم، بعد أن اتهمه اليهود بأنه معاد للساميّة، لمجرد انتقاده لهم.

لم يكن اغتيال شارلي كيرك حدثاً عادياً عابراً، فقد زاد من حدة التقاطب في المجتمع الأميركي، وزاد من غضب اليمينيين المحافظين على اليهود، وأشاروا باصبع الاتهام إلى الكيان الصهيوني في تصفية شارلي، لأنه انتقدهم، ولأنهم يعتبرونه معادياً لهم، الأمر الذي دفع الإرهابي نتنياهو إلى المبادرة بالظهور على شاشة فضائية «فوكس نيوز» اليمينية، لينفي تورّط كيانه في جريمة اغتيال شارلي، وهو ما يشير إلى أن نتنياهو يشعر بخطورة تنامي كراهية اليمين الأميركي الشعبي لكيانه، ولأثرياء اليهود الأميركيين الداعمين له، الذين حذّر من خطورتهم كيرك، على المجتمع الأميركي.

بعد أيام عدة من حادث اغتيال شارلي كيرك، تضاعف عدد أتباعه، ليصل إلى 12.5 مليون متابع على إنستغرام، ما يعني تنامي عدد المعادين لليهود في أميركا، وهو الأمر الذي تعتبره «رابطة مكافحة التشهير» اليهودية الصهيونية، أمراً خطيراً للغاية، وتشعر بالرعب من تنامي «معاداة السامية» في أميركا التي طالما عُدّت حليفاً قوياً للكيان الصهيوني!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد