عبدالعزيز الفضلي
تابعت المؤتمر الدولي الذي عُقد في الأمم المتحدة من أجل حل الدولتين لإنهاء الصراع ما بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني... هذا المؤتمر الذي شهد إعلان دول عدة، اعترافها بالدولة الفلسطينية.
وفي اعتقادي أن هذه الخطوة لم تكن لتقع لولا معركة «طوفان الأقصى» والتي قامت بها حركة «حماس» في السابع من أكتوبر عام 2023.
فقد حرّكت هذه المعركة المياه الراكدة، وأرجعت القضية الفلسطينية إلى جادة الأولوية في القضايا الدولية، بعد أن كاد يطويها النسيان...!
إنّ إعلان دول عدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أمر إيجابي، إلا أن بعض الشروط التي وضعتها هذه الدول من أجل الاعتراف ستجعل الدولة الفلسطينية القادمة... خالية الدسم!
فمن الشروط التي تكرر ذكرها، أن تكون الدولة الفلسطينية القادمة منزوعة السلاح!
فأي عاقل سيقبل بهذا الشرط؟ فأي دولة مهما كانت علاقتها جيدة بجيرانها، فإنها تتمسك بسلاحها خوفاً من تغير الزمان وتبدل الحكومات، فكيف إذا كان جارك عدو لا يحترم العهود ولا المواثيق؟ ويده تمتد للقريب والبعيد، ولعل العدوان الآثم على دولة قطر الشقيقة خير شاهد على السلوك العدواني للكيان الصهيوني.
لقد وقّعت السلطة الفلسطينية، اتفاقية أوسلو للسلام مع الكيان الصهيوني عام 1993، فكم من الشهداء ارتقوا في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ ذلك التاريخ؟ عشرات الآلاف.
وكم من المعتقلين والمصابين والمهجرين؟ وكم من البيوت التي هُدّمت، والأراضي التي صودرت، والمستوطنات التي أُنشئت؟
الأمر الآخر، اشتراط الكثير من الدول، أن يتم التطبيع مع الكيان الصهيوني، مقابل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
والسؤال هنا: هل سيلتزم الكيان بعهوده؟ وهل سينال الفلسطينيون حقوقهم واستقلالهم؟
الكل يعلم بأنه عندما طُرِح موضوع التطبيع مقابل السلام، بادرت دول عدة للتطبيع، فكان رد الكيان مزيداً من مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وتهويد القدس!
في اعتقادي أن الحل الوحيد لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، هو الاتحاد الفعلي بين الدول العربية والإسلامية، وأن تسعى لامتلاك سلاحها، وأن تستخدم ثروتها الاقتصادية وموقعها الجغرافي وتحركاتها السياسية، في إجبار الكيان على إرجاع الحقوق التي سلبها... أما غير ذلك من مؤتمرات وبيانات، فلن تعدو أن تكون حبراً على ورق!
X: @abdulaziz2002