> الممثّل هو بيدق الشطرنج في الأفلام، تطلبه ليؤدّي دوراً تعتقد، بصفتك مخرجاً، أنه الأصلح له. لكن هذا الاعتقاد قد يكون خطأً، وقد يكون رغبةً في استغلال مكانته، أو بسبب رخص أجره.
> يرى كثيرون أن المخرج لا يستطيع أن يُنجز فيلماً قيّماً إذا كان السيناريو رديئاً، وهذا القول إجمالي، وليس حكماً لا مناص منه. لكن القلّة هي التي تتحدث عن الممثّل بوصفه عنصراً قد يصعد بالفيلم أو يودي به.
> الواقع أنه لا الكتابة ولا الإخراج يستطيعان صنع ممثّلٍ لا موهبة له. لكن الموهوبين كُثر، ولو تمعّنّا لوجدنا أن هناك أدواراً لم تكن لتصلح إلا للممثّل الذي قام بها.
> على سبيل المثال، لو قلبنا دوري مارلون براندو ورود ستايغر في فيلم «On The Waterfront» لإيليا كازان (1954)، فلعب كلٌّ منهما شخصية الآخر، لخرجنا بفيلم مختلف. كلاهما ممثّل جيد، لكن براندو هو الأنسب للشخصية المتمرّدة التي أدّاها.
> في السياق نفسه، كلٌّ من عمر الشريف وجميل راتب مثّلا في «Lawrence of Arabia» لديڤيد لين (1962). كلاهما جيد، لكن لو منح المخرج دور عمر الشريف إلى جميل راتب، لاختلفت النتيجة على نحوٍ ملحوظ.
> قِس على ذلك ما شئت: كيم نوفاك في «ڤرتيغو» (Vertigo)، أو تحية كاريوكا في «شباب امرأة»، أو يوسف شاهين في «باب الحديد»، أو وورِن بيتي في «بوني وكلايد»؛ أي بديلٍ لأحد هؤلاء قد ينتج عنه اختلاف في التلقّي واغتراب في الهدف، هذا إذا كان الممثّل موهوباً بالفعل.