الحفاظ على التراث المعماري أمر غاية في الأهمية كونه يحافظ على الهوية التاريخية للمدن وأصالتها لترى الأجيال المتعاقبة الإرث المعماري لبلادها، وتواصل الماضي بالحاضر مستشرفة المستقبل، وهذا ما حدث وسيحدث في جدة التاريخية وغيرها من مدن المملكة.
إعادة تأهيل الأحياء التاريخية يحافظ على التراث المعماري، ويتيح الفرصة للزوار لخوض تجربة متميزة تمزج الماضي بالحاضر، وبذلك يستشعر الزائر أنه يعيش التاريخ بكل تفاصيله في بيئة عصرية متكاملة من البنى التحتية والخدمات الجاذبة ليعيش الزائر تجربة لا تنسى، ذلك الزائر سواء أكان مواطناً أو مقيماً أو سائحاً ستكون أمامه فرصة ليعيش تجربة استثنائية، ويتعرف على طريقة حياة كانت سائدة في حينها.
الاهتمام بتراثنا العمراني بدأ منذ وقت ليس ببعيد، وزاد الاهتمام والعناية به أكثر وأكثر مع إطلاق مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية الذي تم الإعلان عنه العام 2018م لإعادة تأهيل 130 مسجداً في مختلف مناطق المملكة، وهو مشروع رائد يأتي ضمن مشروع أكبر للحافظ على التراث المعماري الوطني الذي يمثّل أهمية كونه يساعد على السمات الفريدة للمدينة التي يقع بها، فمن المنظور التاريخي الحضاري يعد التراث العمراني شاهداً على الإبداع الإنساني ما دعا الدول إلى المحافظة على تراثها العمراني.
المملكة وهي تمضي قدماً محققة الإنجازات تلو الإنجازات، مستندةً على مشروعنا الوطني العظيم المتمثل في رؤية 2030 لم تغفل الحفاظ على التراث ليس التراث العمراني وحسب إنما التراث بكل أفرعه ومكوناته، وهذا أمر لا نجده كثيراً، فعادة ما يتم الاهتمام بالحاضر والمستقبل دون الماضي، ولكون رؤية 2030 شاملة لكل نواحي الحياة فهي تبني للمستقبل وتعمل في الحاضر وتهتم بالماضي.