تقوم معظم المعلومات عن الفضاء على نظريات، وآراء علماء، ووجهات نظر علماء آخرين. وهذا أمر بديهي مع علم الفضاء، بسبب حداثة رحلات الفضاء، والدراسات العلمية الموثقة المبنية على براهين يقينية، فضلاً عن الاتساع المتسارع في علم الفضاء، ودخول علوم أخرى لتكون جزءاً حيوياً ومهماً في بنائه وتطوره، مثل الفيزياء والكيمياء والطب والهندسة، وغيرها. لذا نجد أن علم الفضاء نفسه يتوسع، وتدخل عليه مصطلحات جديدة. ومن دون شك فإن هذا العلم مهم جداً للبشرية وتطورها، لوضع حقائق علمية مثبتة، بدلاً من النظريات المتضاربة التي تتداخل فيها الآراء الذاتية للعلماء.
ويعتبر الفضاء خصباً في مجالاته، وأيضاً في دراساته، الأمر الذي يحتاج إلى تضافر الجهود الدولية، وتوحيدها لتحقيق قفزات علمية باهرة تفيد البشرية جمعاء. الإمارات سارعت لالتقاط هذه المهمة، وأسست برنامجها لسبر أغوار الفضاء ودراساته، ونجحت بتاريخ 20 يوليو/ تموز 2020 في إطلاق «مسبار الأمل»، الذي يستهدف دراسة المريخ، وقد وصل لمدار المريخ في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، وأرسل صوراً بجودة عالية، وقيمة علمية بالغة، فضلاً عن كميات هائلة من المعلومات المتعلقة بالمريخ، ومداره، ومناخه، وتقلبات الأجواء على سطحه، وهي معلومات حيوية تمهد للرحلات البشرية، وتؤسس لها.
مساهمات «مسبار الأمل»، وإنجازاته، تجاوزت المعلومات القيّمة التي يبعثها، وفاقت في أهميتها العلمية، حتى تلك الصور التي يراها الإنسان لأول مرة، وقدم إنجازاً علمياً بالغ الأهمية، وهو الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث قال: «في سابقة عالمية جديدة... مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، مسبار الأمل، يقترب لمسافة 100 كلم من القمر التابع للمريخ ديموس، ويلتقط أوضح صورة حصل عليها البشر لهذا القمر... تخبرنا النظريات أن هذا القمر هو كويكب خارجي تم التقاطه ضمن مدار المريخ... ويدحض «مسبار الأمل» هذه النظرية ليثبت عبر أجهزته وفريق عمله أن هذا القمر، في الأغلب، كان جزءاً من كوكب المريخ وقد انفصل عنه قبل ملايين السنين... تماماً مثل قمر الأرض... الذي كان جزءاً منها وانفصل عنها... فخورون بعلمائنا الشباب... فخورون بعلومنا... فخورون بمساهمتنا في مسير المعرفة البشرية»
ولصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نقول: نحن، كمواطنين ومقيمين، خاصة العرب، بل كمحبين للعلم والتطور وخدمة البشرية، فخورون بسموّكم، فخورون برؤيتكم السابقة لزمنها، فخورون بالمسبار.

